جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قصص قصيرة جدًا

جريدة الدستور

حدث عادى بعد مشادة اعتيادية
بعد مشادة اعتيادية مع زوجته، دخل الحمام وهو غضبان، ليحلق لحيته ويهذب شاربه، ضغط على أنبوب كريم الحلاقة، أخرج معجون الحلاقة، بلل الفرشاة وبدأ حك ذقنه بعصبية، توارت ذقنه خلف رغوة المعجون، وبنفس العصبية سحب شفرة الحلاقة من أعلى خده إلى أسفل، مالت يده قليلًا متجهًا نحو شاربه لتأخذ جزءًا منه، أصيب بالذعر وهو يحدّق فى المرآة بعصبية، وبسرعة أزال الرغوة عن وجهه ليرى بأم عينيه حجم الكارثة التى تسبب بها، بعد محاولات عدة غير موفقة فى ترميم شاربه، قرر بأسى حلق الشارب كاملًا، فحلقه، عندما خرج من الحمام وشاهدت زوجته منظره دون شارب لم تستطع أن تتمالك نفسها، فتقدمت إليه سعيدة مسرورة، ووقفت تحدق فيه فرحة مذهولة، قائلة: يا الله الآن أصبحت أشبه بنجوم السينما.
بدون ندم
لم يعد قادرًا على التحمل، فقد تمادت فى أسلوبها الاستفزازى والمتعجرف دون مؤهلات لذلك، أظهر لها رفضه تلك المعاملة، تألم، غضب، اشتد غضبه، تدخل أبواها، أقاربها، الجيران، الأصدقاء، لم تتراجع عن أسلوبها المستهجَن ممن حولها، أيقن أنه لا بد مما ليس منه بد، ترك لها البيت، القرية، المدينة، بل القطر كله، سافر وتركها تبحث عنه دون إجابة، وبدون ندم.
تمييز
كان من عادته تغيير عطره باستمرار، وكانت تمتدح ذلك كثيرًا أثناء الخطبة، وأول شهور الزواج، لكنه توقف عن ذلك لما لم تعد تميز بين هذه العطور.
اجتماع
أرسل لكل أصدقائه القدامى خطابًا به عبارة واحدة، قائلًا: ألم يحن الوقت بعد ليرتكب أحدنا إحدى الحماقات لكى نجتمع جميعًا ولو لمرة أخيرة.
علاج
فى محاولة أخرى ارتديتُ ملابسى وأخذتُ حقيبتى، وفى طريقى للخروج حاولت إغلاق الباب، فأصدر صريرًا مزعجًا جعلنى أتذكر كل الأبواب التى أُغلقت أمامى من قبل، ولكن لم يتملكنى اليأس.
قلت لنفسى علاج ذلك نقطة زيت، ولما عدتُ، فتحتُ الباب فأصدر الصرير المزعج، ولكن لم أحاول علاج ذلك.
كذاب
كل صباح، وبعد أن يستيقظ من نومه، يتحسس أنفه خوفًا من أن يطول فجأة ويفتضح أمره بين الناس.
الضيفان
بعد عدة سنوات استجاب لدعوته فى أن يحل ضيفًا عزيزًا عليه، فقد كان قبل ذلك مشغولًا جدًا بالنزول ضيفًا على ثرى أو صاحب نفوذ، لم يطرق الباب، فالباب كان مفتوحًا من تلقاء نفسه، وثمة ضيف آخر فى البيت، ولما سأله عن الخبر، قال له: جئت متأخرًا فلقد انتظرك عمره كله، واليوم سيحل هو ضيفًا فى مكان آخر.