جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"الدستور" يكشف سر حقيقة بيع المومياوات فى مصر

جريدة الدستور

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة متحدثين عن إنها إحدى مظاهر الحياة المصرية قديمًا، والتي كانت تباع بها المومياوات بالطرق والأزقة، ما دفع البعض من المتهمين بالأثار المصرية بالخروج عن صمتهم والدفاع عن تاريخ البعثات الأثرية.

يكشف "الدستور" خلال السطور التالية حقيقة صورة "بائع المومياوات" والتي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير للغاية خلال الأيام القليلة الماضية.

يقول المرشد السياحي الطيب عبد الله حسان مرشد سياحي بمحافظة الأقصر، إن الصورة التي تم تناقلها علي الإنترنت والتي يظهر من خلالها أحد الأشخاص يجلس إلي جوار مومياوات فرعونية تعرضت لظلم كبير؛ حيث تم تداولها علي إنها دليلًا علي تجارة الأثار واستهانة المصريين بتاريخهم وإرث أجدادهم.

وأضاف حسان أن تاريخ تلك الصورة يعود إلي عام 1866، وهي توثيق للأكتشافات الأثرية التي توصلت إليها البعثة الأجنبية العاملة التي كان يترأسها العالم الأثري الهولندي "مارسيل"، بمنطقة "مير"، بالقرب من أسيوط.

وأوضح لـ" الدستور" أن البعثات الأثرية تعمل علي توثيق ما توصلت إليه من اكتشافات بشتي الطرق سواء عن طريق التسجيل وكذلك عن طريق التصوير، إلا أنه وبسبب ضعف الثقافة الآثرية عند البعض خاصة بين الجيل الجديد تم تناقل معلومات مغلوطة عن الصورة، حيث روي حولها إنها مشهد لتجارة الآثار في الشوارع المصرية قديمًا.

وأضاف أن منطقة مير تخضع خلال تلك الفترة لأعمال حفريات من جانب بعثة أثرية يترأسها الأثريان حسان أبو عامر ونجيب قنواتي.

كما حذر من خطورة تداول أية معلومات مغلوطة، قد تسئ للحضارة المصرية ولأبناء هذا الشعب العظيم.

يذكر أن منطقة "مير" الأثرية تقع غرب قرية مير في مركز القوصية، وتبعد 65 كيلو متر عن شمال غرب أسيوط، وتضم مجموعة من المقابر المنحوتة في جسم الجبل؛ لتكون جبانة عاصمة الإقليم القديم لأمراء وحكام المقاطعة الرابعة عشرة التي كانت تعرف باسم "كيس"، وفي العصور الرومانية كانت تعرف باسم "كوساي" وكان معبودها الإله حتحور.