جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

شارع أحمد ماهر.. أنشأه الظاهر بيبرس وورثه رئيس الوزراء

جريدة الدستور

رغم التطور الزمني والحضاري والإيقاع السريع الذي تفرضه تداعيات الحداثة إلا أن هناك أشياء لازلت تحتفظ بعبق الماضي وسحره، بمجرد مرورك من أمامها تأخذك إلى زمن يحمل أسمى أنواع "الهوية" المصرية كما هو الحال بشارع أحمد ماهر.

يقع شارع أحمد ماهر بين ميدان باب الخلق وباب زويلة، وتميز يكونه حارة موازية للسور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية، ولكنه هدم ولم يبقى منه سوى باب زويلة.

قديما كان يطلق عليه شارع تحت الربع؛ وتبدأ قصته عندما أراد الظاهر بيبرس إنشاء ربعًا ضخما يتكون من مائة وعشرين بيتا، فأقامه وشيد مسجد السلطان المؤيد، وسمى الشارع بتحت الربع نظرا لمرور المارة أسفل الربع.

في عام 1321 حُرق الربع وفي عام 1420 تم هدمه بالكامل.

أسم الشارع لم يبقى على حاله وفي 19 سبتمبر 1945 تغير أسمه ليحمل أسم أحمد ماهر تكريما من الحكومة المصرية لرئيس وزرائها الذي تم اغتياله عام 1945.

يضم شارع أحمد ماهر "تحت الربع" الكثير من الأثار الإسلامية منها مسجد المؤيد وبابه المفتوح على شارع السكرية فضلًا عن قصر الأمير المملوكي المتوكل، ووقف محمد حبيش الذي يقع على ناصية الهوا بشارع تحت الربع والذي أنشأه الظاهر بيبرس وتم تجديده في القرن 18.

ويوجد بالشارع سبيل حسن أغا ارزنكان، في 65 شارع تحت الربع أمام مسجد فاطمة الشقرا، والذي أنشأه حسن أغا في 1830 ميلادية، بالإضافة إلى سبيل نذير أغا أنشأه في 1842، وعلى الجانب الأيسر تحت الربع سبيل ومدرسة فرج بن برقوق، والذي أنشأه السلطان فرج بن برقوق في 1408 ميلادية، وأسماها المقريزي وغيرة من المؤرخين مدرسة "الدهيشة" وهو المعروف بربع رضوان حاليًا، لم تستعمل المدرسة كمسجد لتعدد المساجد من حولها فبقيت مدرسة حتى تحولت إلى محكمة وقت قدوم الحملة الفرنسية علي مصر.

وفي عصر محمد على استخدمت كمخزن لجماجم المعدومين على باب زويلة، وفي عام 1923 تم نقل المدرسة إلى الخلف لتسهيل حركة المرور، وفي 1924 استعملت المدرسة كزاوية للصلاة.

وبشارع أحمد ماهر تكية الكلشني أنشأها الوزير مصطفى باشا في عام 1824 ميلادية للشيخ إبراهيم الكلشني شيخ الطريقة الكلشنية، ولها قبة مرتفعة، ذكر علي مبارك في خططه أنها كانت مسكونة في عهده بالدراويش.

وآخر ما نجده بشارع تحت الربع مسجد فاطمة الشقراء وأنشأه الأمير رشيد الدين البهائي في عام 1904 وجدته فاطمة الشقراء في 1468 ميلادية، وبهذا السبب أطلق عليه علي مبارك جامع المرأة كما أشيع عن هذا المسجد أنه تابع لفاطمة النبوية وكان المسجد خرابا إلى أن جدد في 1907 على يد لجنة الأثارالعربية.