العاقل.. كارتيرون يتفادى أخطاء جاريدو ويول ويسير على خطى البدرى
قاد الفرنسى باتريس كارتيرون، المدير الفنى الجديد للنادى الأهلى، مباراة تاونشيب البتسوانى فى دور المجموعات بدورى أبطال إفريقيا بنجاح، ومنح بطل القرن أول ٣ نقاط بالمجموعة، ليحيى آمال التأهل للدور المقبل من جديد.
لم يطرأ على أهلى «كارتيرون» اختلاف يُذكر عما كان عليه أهلى «البدرى»، المدير الفنى السابق، فيما يتعلق بالتشكيل وطريقة اللعب ومحاور الخطورة، حتى نقاط الضعف تجلت كما كانت من قبل. لعب كارتيرون بنفس العناصر التى اعتمد عليها حسام البدرى، باستثناء أحدث الصفقات ساليف كوليبالى، الذى حل بدلًا من أيمن أشرف، وفى طريقة اللعب أصر على ٤٢٣١ رغم أن فترة الإعداد والمباريات الودية شهدت لجوءه إلى طرق وأشكال عددية أخرى.
بدلًا من عبدالله السعيد لجأ كارتيرون إلى وليد سليمان، نفس الاختيار الذى كان يلجأ إليه البدرى نهاية الموسم الماضى عندما رحل السعيد، ولم يلجأ إلى اختيار جديد، مثل ناصر ماهر أو أحمد حمدى، كما كان يطالب عشاق الأهلى المتعشمون كثيرًا فى هؤلاء الشباب، وعندما أجرى تغييراته، لجأ أيضًا إلى نفس أدوات البدرى، فاستعان بإسلام محارب وميدو جابر. إذًا لم يقدم كارتيرون أى جديد، ولم يبحث عن المغامرة أو المقامرة بتجريب طريقة لعب جديدة وأسلوب مغاير، وهذا الطريق ربما يكون الأفضل والأمثل بهذا التوقيت الذى لا يحتمل التجريب.
إذا قرر كارتيرون اللجوء إلى طريقة لعب جديدة مثل ٤٣٣ أو ٤١٤١ فى هذا التوقيت، فربما لا يحقق النتائج الجيدة، وهذا يهدد الفريق بخسارة أهم الجولات التى ستطيح به حتمًا من المسابقة الإفريقية، وهذا ما حدث مع بيسيرو وجاريدو ومارتن يول، فعندما قرروا تجريب طرق وعناصر جديدة، كانت الضريبة خسائر مدوية فى أصعب التوقيتات كلفت الفريق توديع دورى أبطال إفريقيا فى كل مرة.
ليس ذلك فحسب، بل إن العناصر التى تشملها قائمة الفريق الأول بالأهلى لا تساعد أى مدرب على تجريب شكل جديد، فلم يضم الأهلى فى الفترات الأخيرة عناصر قادرة على تطوير الشكل وحل الأزمات التى عانى منها الموسم الماضى.
وراهن المدرب على تحركات وليد أزارو العرضية، وفتح المساحات عبر برجله الواسع وتفوقه الكبير فى الصراعات الثنائية، وكذلك على تحركات ومرونة كل من مؤمن زكريا ووليد سليمان، ورغم تراجع أداء الأول الذى بدا تائهًا ما زال فى رحلة البحث عن نفسه، إلا أنه نجح فى خلق فرص تهديف مؤكدة بسبب تحركاته الذكية.
وظهر أزارو من جديد كأهم أوراق الأهلى والسبب الرئيسى وراء تفوقه، حيث مثل المهاجم المغربى٧٠٪ من قوة الفريق، وهذا شىء رغم كبر العائد الفنى من ورائه، إلا أنه يكلف أزمات كثيرة فى غيابه.
الأهلى ما زال يعانى فى التدرج بالكرة من الخلف، والبطء الشديد فى الخروج بها، وكذلك اللعب العرضى الكثير لثنائى الارتكاز عمرو السولية وحسام عاشور، أثر تأثيرًا بالغًا على عملية التطوير، فالأهلى ما زال بحاجة إلى مطور هجمات على حساب أحدهما، لينقل الفريق إلى الأمام بدلًا من التمرير العرضى الكثير.
وبسبب صعوبة التدرج بالكرة من الخلف تبرز خطورة الفريق عندما يتحرك أزارو على أحد طرفى الملعب، ويستقبل الكرات فى المساحة التى يفرغها لنفسه، ثم يكسب الصراع مع أى مدافع، لذلك سيظل الأهلى يعانى كثيرًا عندما تنجح أى دفاعات فى فرض رقابة قوية على أزارو، والضغط عليه بأساليب متنوعة تسهم فى تضييق الخناق عليه.
كما استمر لغز تراجع مستوى على معلول مع الأهلى فى المباراة الأخيرة، وهذا حرم كارتيرون من تطوير الهجوم بشكل أفضل، فعندما يكون التونسى بحالته يفرق كثيرًا فى الخروج من المناطق الخلفية بالكرة، لكن فى النهاية يمكن التأكيد أن واقعية كارتيرون تستهدف تجنب الخسائر قبل البحث عن تطوير وتحسين شكل الفريق.
وربما يقف وراء التقارب الكبير بين الشكل الذى ظهر عليه مؤخرًا وشكل الفريق بالموسم الماضى، المدرب العام محمد يوسف، فهو من يعرف مدى حاجة الفريق للاستمرارية واللاعبين ذاتهم فى هذا التوقيت الحرج، بينما ستكون الفرصة متاحة للتحسن والتطور مع بداية الدورى العام، ومع إمكانية ضم عناصر جديدة للفريق الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بساليف كوليبالى، المدافع الجديد للأهلى فإن الحكم عليه بعد مباراة واحدة سيكون سابقًا لأوانه، خاصة أن الأهلى واجه فريقًا هشًا لم يمارس أى ضغط عليه، ولم تظهر أى قوة هجومية له، فلم نعرف قدرات اللاعب الجديد إذا دخل سباق سرعات مع مهاجم سريع، ولم نره فى موقف لاعب على لاعب أمام خصم مهارى، ولم يستقبل الأهلى عرضيات لنقيم ذكاء تحركاته والتحاماته الهوائية.