جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ياسمين عبدالعزيز.. جميلة الكوميديا التى غيرت مفهوم البطولة النسائية

ياسمين عبد العزيز.
ياسمين عبد العزيز.

اعتادت السينما المصرية على تقديم الممثلات في الأدوار الثانوية أو كدور ثان، فهي مساعدة البطل، ورفيقة رحلته، لكنها ليست محور الأحداث، ونادرا ما كانت سيدة البطل الأول فى الأفلام، لا سيما بعد عصر أفلام التسعينيات والثمانينيات والتي أعطت مساحة نسائية واسعة ولمعت أسماء لنجمات بعينها مثل: نبيلة عبيد، نادية الجندي، إلهام شاهين، يسرا، ميرفت أمين، وغيرهن. لكن في المجمل ظلت بطولة الرجال هي السائدة سواء كانت الأفلام رومانسية أو كوميدية أو حتى اجتماعية.

في الوقت ذاته انحسرت أدوار الكوميديا وأصبحت حكرًا على صاحبات الجمال المتواضع، مثل الراحلة زينات صدقي، أو عائشة الكيلاني، وأصبح الأمر المتعارف عليه أن يتناسب جمال الممثلة مع أدوار الكوميديا، تناسبا عكسيا، فكلما كانت جميلة كلما أدت أدوار الإغراء، أو الرومانسية أو الأدوار الاجتماعية على أقصي تقدير.

وعلى الرغم من محاولة الكثيرات كسر هذا النمط الغالب وكان من بينهن سعاد حسني، ونادية لطفي فى فيلم "للرجال فقط" على سبيل المثال، و"علا غانم" في مسلسل شارع عبدالعزيز مع النجم عمرو سعد، لكن تبقى محاولات جيدة لكنها ليست مستمرة، لتظهر ياسمين عبد العزيز فتاة الإعلانات التي بدأت مشوارها فى السينما فى دور الفتاة الرقيقة، ثم تنضج مع التجارب السينمائية وتصبح نجمة شباك، فهي بطلة الدادة دودي، وعصمت أبو شنب، وأصبحت أفلامها ملاذا للعائلات في ظل تجاوز العديد من الأعمال السينمائية للذوق العام وتصنيف معظم الأفلام +18، وكسرت ياسمين القاعدة وأثبتت أنه يمكن للأنثى الجميلة الرقيقة أن تكون كوميديانة وبطلة العمل الأولى، وأثبتت ذلك مرة أخرى في فيلمها "أبلة طمطم" الذي عرض فى عيد الفطر الجاري.

وقالت الناقدة السينمائية، ماجدة خير الله، إن النجمة ياسمين عبد العزيز قدمت أعمال في منطقة "آمنة" بالنسبة لها، والتي تتطلب منها الكوميديا الحركية، ومناسبة للأسر المحافظة التي تضمن أن دخول أبنائها للسينمات لا يشكل أزمة في وجود فيلم لياسمين.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أنها بالفعل نجحت أن تكون نجمة شباك وعلى الأفيش على مدار سنوات ماضية، حيث لم يكن لها منافسات، وارتبط الأطفال بها كثيرًا في أفلامها، وعلى الرغم من تواجد مي عز الدين ودنيا سمير غانم في هذه المساحة إلا أن ياسمين زادت عليهما في الاستمرارية والتطوير وأصبحت الكوميديانة الجميلة منضمة في ذلك إلى قائمة النجمات الجميلات اللاتي مثلن أدوار خفيفة الظل مثل سعاد حسني،  وشادية في فيلم "أضواء المدينة" حين غنت بحسها الكوميدي "شرابي مقطع" وهند رستم في بعض الأدوار.

واعتبرت "خير الله"، أن هذا الانحسار في الأدوار الكوميدية ميزة وعيب، كونه جعلها في منطقة آمنة منفردة بها، ولكنه عيب من ناحية أنها سجنت نفسها في هذه الأدوار ما يعني أنها يصعب تغيير ذلك حين تكبر، قائلة: "الفنان الذكي هو من يدرك طبيعة الزمن ويفهم أن التغيير ولعب كل الأدوار هو الأكثر بقاءً واستمرارية عن الانحسار في منطقة واحدة دون غيرها".