جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هجوم ميناء الحديدة يتباطأ وتكتم يحيط بمهمة مبعوث الأمم المتحدة

ميناء الحديد
ميناء الحديد

تباطأ الهجوم الذي تشنه القوات الموالية للحكومة اليمنية للسيطرة على ميناء الحديدة، اليوم الأحد، في وقت يواصل مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، وسط تكتم شديد، مهمته الدبلوماسية في صنعاء سعيا للتوصل إلى حل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعدما وصلت إلى مشارفها.

وفي اليوم الخامس للهجوم، شهد محيط مطار الحديدة قصفا متبادلا واشتباكات متقطعة، بينما عمد المتمردون الى قصف مواقع القوات الموالية للحكومة على طول الطريق الساحلي الغربي لليمن، حسبما أفادت مصادر في هذه القوات وكالة فرانس برس.

وتسيطر القوات الموالية للحكومة على الطريق الساحلي من جنوبه وحتى مشارف مدينة الحديدة شمالا عند مدخل المطار الواقع في جنوبها، بينما يسيطر المتمردون على المناطق الداخلية الواقعة شرق الطريق الساحلي.

وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء بمساندة قوات إماراتية هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ويضم الامارات، يرى فيه منطلقًا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم.

ونجحت القوات الحكومية في بداية الهجوم بالوصول سريعا إلى مشارف مطار الحديدة، لكنها اصطدمت بمقاومة شرسة من قبل المتمردين.

والسبت أعلنت القوات الموالية للحكومة السيطرة على المطار، في تطور لم تؤكده مصادر في هذه القوات لمراسل وكالة فرانس برس على الأرض ولا التحالف العسكري الداعم لهذه القوات بقيادة السعودية.

كما نفى الحوثيون خسارة المطار. ونقلت وكالة الأنباء "سبأ" المتحدثة باسمهم عن مسؤولين قولهم إن صورا تم تداولها في وسائل إعلام قريبة من القوات الحكومية لعناصر داخل المطار هي صور قديمة.
ونشروا تسجيلا مصورًا لمسلحين متمردين يجولون في سيارات داخل حرم مطار.

وتحدث المتمردون، الأحد، عبر وكالة "سبأ" عن غارات شنتها طائرات التحالف العسكري على عدة مناطق في محافظة الحديدة ومحافظات، علما بأن التحالف لم يعلن عن شن غارات جديدة.

وكان المتمردون نجحوا الجمعة في قطع الطريق الساحلي في منطقة التحيتا على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة بعدما هاجموا موقعا للقوات الموالية للحكومة اليمنية.

وتسبّب الهجوم في قطع الطريق بين مدينة الحديدة ومنطقتي المخا (150 كلم جنوب الحديدة) والخوخة (130 كلم جنوب الحديدة) الساحليتين اللتين تضمان مراكز عسكرية رئيسية للقوات الموالية للحكومة.

وقال مصدر في هذه القوات إن المواجهات في التحيتا مستمرة والطريق مقطوع، موضحا أن "هذا الأمر أثر على العملية العسكرية" وعلى إرسال التعزيزات من جنوب الطريق الساحلي إلى شماله.

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين.

وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين الحوثيين بالسلاح، لكن طهران تنفي هذا الاتهام.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.