جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

روسيا تقتل الكلاب الضالة وتغلق مراكز الدعارة استعدادًا للمونديال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرًا قالت فيه إن روسيا تقوم بحملة أمنية واسعة وإزالة كل المخاطر المحتملة من شوارعها استعدادًا لكأس العالم، من ضمنها قتل الكلاب الضالة وغلق مراكز الدعارة ومنع المتسولين من السير في الشوارع.

وأشار التقرير إلى بطولة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في روسيا في الثمانينيات، عندما أمر الزعماء السوفييتيون بإرسال الأطفال إلى مخيمات بعيدة عن المدن التي تستضيف البطولة خشية أن يصابوا بأي أمراض نتيجة للاختلاط مع الأجانب، ونصح رموز المعارضة بالإبقاء في منازلهم، وقاموا بقتل كل الكلاب الضالة في الشوارع وإبعاد البغايا والمتسولين وأى عناصر أخرى غير مرغوب فيها خارج حدود المدينة.

وقال إن التاريخ يبدو أنه سيعيد نفسه من جديد، مع استعداد روسيا لاستضافة حدث رياضي وصفه بـ"المسيس" في ظل مناخ من "عدم الثقة" يحيط بروسيا، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف من أن يتم مرة أخرى تطبيق إجراءات من "التصفية الحضرية" فيما لا يقل عن 12 من المدن المضيفة لكأس العالم.

أول هذه الإجراءات هو اتباع سياسة "الموت الرحيم" و"القتل الجماعي" للكلاب الضالة في شوارع روسيا قبل كأس العالم، وهى تعد سمة من سمات سياسة الحكومة المحلية في العديد من المناطق حتى خارج الدورات الرياضية، لكن حسمبا ذكر التقرير، فمن المتوقع أن تزيد السلطات المحلية الروسية الإنفاق على تلك السياسة إلى أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني هذا العام.

وأشار التقرير إلى تقديم مليوني شخص عددًا من الشكاوي والعرائض ضد الرئيس فلاديمير بوتين، الذي من المفترض أنه عاشق للكلاب، لاستخدامه مثل هذه الأساليب في قتلهم، ولكن لم تلق السلطات لها بالًا.

كما تضمنت تلك الشكاوي احتجاج مجموعة من الطلاب من جامعة موسكو الحكومية على إقامة منطقة خاصة لمشجعي كأس العالم في حرم الجامعة، خشية أن تقوم بتعكير صفو دراستهم والتشويش عليهم.

ولفت التقرير إلى أنه مع بدء تلك الحملة الأمنية في أول مايو، قامت الشرطة بإلقاء القبض على المتسولين والمشردين والذين لا مأوى لهم في مدينة من المدن المضيفة مثل كازان ونقلهم إلى مدن مجاورة، ووفقًا لبعض التقارير نقلت عنها الصحيفة، سيتم تشديد تلك الإجراءات في مدينتي سان بطرسبرج وموسكو "عاصمة روسيا"، مشيرة إلى عدد من الأنباء- لم يتحقق منها بعد- بأنه ستكون هناك عمليات "ترحيل جماعية" لكل المشردين في موسكو.

ونقل التقرير عن أحد منسقي الجمعيات الخيرية في روسيا قوله: "رأينا كيف تقوم السلطات بإخلاء الناس بشكل منتظم من المحطات"، مشيرًا إلى رفض المجتمع المدني من استخدام السلطات القوة لنقل "العناصر غير المرغوب فيها" من أماكنها وإخلاء المشردين من العاصمة.

وأضاف أن نفس الأسلوب تتبعه السلطات مع "عمال الجنس"، حيث تم إغلاق العديد من بيوت الدعارة في مدينة مثل سان بطرسبرج، رغم أن صناعة الجنس تعتبر واحدة من أكبر الأعمال في روسيا، ولكن لأسباب أخلاقية ومعظمها من الناحية المالية، وجد موظفوها أنفسهم تحت أمر تطبيق القانون بشكل متزايد.

وأشار، نقلًا عن تقارير العديد من منظمات المجتمع المدني في روسيا، إلى أن النساء العاملات في الجنس "قد تعرضن للترهيب" من قبل الشرطة لترك أعمالهن، هذا إلى جانب أن هناك مخاوف من التضيق على رموز المعارضة.

ونقل عن ألكسي ماكاروف، وهو باحث في منظمة ميموريال، وهى منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان: "لقد أشارت السلطات إلى أنها ستقوم بفعل أى شىء لتجنب القيام بأى عمليات مكثفة معرضة للحكومة خلال كأس العالم هذه".