جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

رمضان في الجزائر

جريدة الدستور

للجزائريين طرقهم الخاصة في استقبال شهر رمضان، فيطلق الجزائريون على الفترة التي تسبق رمضان “ريحة رمضان”، وتبدأ النساء بإعادة ترتيب المنزل، وتنظيفه، وتنظيمه بما يسمى بـ “التغيير الموسمي”. ويعاد طلاء جدران المنازل، وتجهز غرفة “بيت القعاد”، التي يتم استقبال الضيوف فيها.

للجزائريين طرق متنوعة لإشهار دخول وقت المغرب إيذانًا بالإفطار حيث يتم النفخ في بوق باتجاه التجمعات السكانية، كما يستخدمون آلة تسمى “لاسيران” وهي آلة نفخ تحدث أصواتًا عالية للتنبيه بدخول وقت المغرب. وتعمر المساجد بآيات الذكر الحكيم طيلة الشهر الفضيل، وتبدأ الدروس الدينية في شهر شعبان. وتعج مساجد الجزائر بجموع المصلين طيلة أيام الشهر الفضيل.

يبدأ الجزائريون الإفطار بتناول الحليب، والتمر، والماء، وبعد صلاة المغرب يتناولون شوربة الحريرة، والبوراك، ويتم تناول الوجبة الرئيسية “الطاجين” بعد صلاة العشاء والذي يتكون من البرقوق المجفف ولحم الغنم والخضار، والبربوشة، والشخشوخة، والكسكسي، والفطير أما الحلويات فتشتهر الجزائر بالمقروط، وقلب اللوز، والزلابيا، والقطايف.

يتميز شهر رمضان بكثرة التزاور بين العائلات، والسمر وتجاذب أطراف الحديث حول صينية الشاي والقهوة و الحلويات ‏التقليدية الجزائرية مما يعطيها نكهة خاصة تجعلها تختلف عن غيرها من سهرات الأيام العادية الأخرى وقول (البوقالات) أو (الفال) وهي حكم ومأثورات شعبية تتداول قولها النساء.

تسمى السهرات العائلية في الجزائر خصوصا في شهر رمضان ب(القعدة) ويلاحظ أن هذه السهرات قد بدأت تزول في بعض المناطق وخصوصًا في المدن الكبرى، ويقال أنه في السهرات العائلية الرمضانية عادة ما يتلى القرآن الكريم أو يستمع فيها لنوع من المديح يدعى بـ "الخوميسة" وهو عبارة عن طبع من الغناء التقليدي الذي يردد بدون استعمال آلات الطرب.

في الجزائر هناك اقبال شديد على صلاة التراويح وتحرص عائلات جزائرية كثيرة على أن تخرج للتراويح مجتمعة، لما في ذلك من ألفة وترويح عن النفس، وتدب الحركة في شوارع الجزائر خارج البيوت والمساجد في النصف الثاني من رمضان، استعدادا للاحتفال بعيد الفطر. كما تنشط المحلات التجارية والأسواق إلى ساعات متأخرة من الليل، في مشهد كرنفالي يجمع بين التجارة والترفيه والسهر.

تحرص العائلات الجزائرية على شراء لباس جديد لأفرادها، وخاصة للأطفال الصغار بمناسبة العيد، فهو عيد الأطفال بالدرجة الأولى، كما يعتقد الكثير من الجزائريين.