جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هنا البقاء للقوي.. «سوق السلاح» الذي تسابق عليه حكام مصر

جريدة الدستور

قدم نفسه كسوق للقوة والبأس ولم يعف نفسه من الجانب الترفيهي والإبداعي فاحتوى على أهم الأسبلة والتحف المعمارية، واعتمده المماليك في حكمهم كمرجع هام لعسكريتهم وحكمهم القامع.. هو شارع سوق السلاح.

يقع الشارع بحي الدرب الأحمر فى مصر القديمة بوسط البلد، بدأت قصته عندما زاره الأمير عز الدين بن بهادر، أحد أمراء الحكم المملوكي والقائم على الحراسة الداخلية للحكم المملوكي بشوارع المحروسة.

وقبل 700 عام سُمي شارع سوق السلاح بشارع سويقة العزى نسبًة إلى الأمير عز الدين بن بهادر ليتغير بعدها إلى شارع سوق السلاح.

أثناء سكن الأمير بن بهادر وجدت ورش تصنيع السلاح مكان لها بالشارع فالأمير كان يشغله كثيرًا تصنيع السلاح من رماح وأسهم وأقواس ودروع وسيوف وخناجر فهو ضابط من الطراز الأول وكان يجد في جواره ورش تصنيع السلاح لذًة ومتعة.

وبعد أن هلك الأمير وانتهى أجله ولم ينته ورش السلاح وأخذت في التوسع وتحول شارع سويقة العزي من مجرد شارع به ورش لتصنيع السلاح إلى أهم سوق لبيع السلاح وتصنيعه في مصر المحروسة حتى تغير وحمل اسم سوق السلاح.

مد الشارع القلعة المملوكية بالسلاح وكان خير عون في وقت الأزمات والحروب الخارجية أو الثورات الداخلية التي تمرد فيها الشعب المصري على طاغوت المماليك.

تسابق على الشارع أمراء المماليك ليسكنوا به فحرك قربه من باب زويلة وباب الفتوح شهوة الأمراء ليعيشوا به فضلًا عن ورش السلاح، وستجد عند مرورك به عدد من المباني الآثرية المزخرفة بالطراز الإسلامي، وفى المنتصف تجد بوابة منجك السلحدار، البوابة المميزة للشارع، ومسجد الجاي يوسفي الذي تم تشييده عام 1373 كمسجد ومدرسة.

عند تجولك بالشارع ستجد مسجد قطلوبغا، وفي آخر الشارع يقع مسجد عارف باشا وسبيل رقية دودو ابنة بدويه ابنة شاهين ابنة الأمير رضوان، الذي تم بناؤه كصدقه جارية على روحها عام 1174، وحمام بشتك الذي يعد من أندر وأشهر الحمامات في مصر، والمشيد من الأمير سيف الدين بشتاك الناصر عام 742 هجرية.

ظل الشارع سوقًا للسلاح يمارس مهامه ويتطور مع الأزمان حتى وقت قريب وكانت الأسلحة النارية الحديثة فى ثورة يوليو آخر الأسلحة المتواجدة.