جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«حليمة» ينتقم من طفل باغتصابه ثم قتله فى «مقابر المعصرة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- «تُربى» اكتشف الجريمة بالصدفة.. والمتهم تردد على والد الضحية لسؤاله عن سبب اختفائه

حصلت «الدستور» على نص تحقيقات المستشار تامر العربى، المحامى العام لنيابات حلوان الكلية، مع المتهم بهتك عرض طفل وقتله، داخل مقابر منطقة «المعصرة»، التى انتهت إلى إحالته لمحكمة جنايات القاهرة.
تحقيقات النيابة فى القضية، التى تحمل رقم ٤٨٥٩ لسنة ٢٠١٧، أكدت أن المتهم يدعى على حليمة يبلغ من العمر ٢٧ عامًا، عامل، تورط فى قتل الطفل «السيد.أ.ع» عمدًا، من غير سبق إصرار وترصد.
وذكرت أن الطفل حاول الهروب من المتهم، بعدما هتك عرضه، فما كان من المتهم إلا أن قذفه بإناء صلب من الفخار على رأسه، قاصدًا من ذلك إزهاق روحه، محدثًا إصابته التى أودت بحياته، مشيرة إلى أن هذه الجريمة اقترنت بـ«جناية» الخطف بالتحايل، وهتك العرض بالقوة، فى ذات المكان والزمان.
وبينت التحقيقات أن المتهم هتك عرض الطفل المجنى عليه، الذى يبلغ من العمر ١٢ عامًا، بالقوة، بعدما نزع عنه ملابسه، كاشفًا عن عورته، مشبعًا لرغباته وشهواته الدنيئة، وذلك عقب استدراجه إلى منطقة مقابر المعصرة، موهمًا إياه بزيارة والده المتوفى والمدفون فى تلك المقابر، قاصدًا مباغتته بعد إبعاده عن الأعين.
واستمعت النيابة إلى أقوال عمرو شوقى محمد شوقى، نقيب شرطة، معاون مباحث قسم شرطة المعصرة، الذى توصل من خلال تحرياته حول الواقعة إلى أن المتهم هو مرتكب الواقعة، إذ اصطحب الطفل المجنى عليه إلى منطقة المقابر، واعتدى عليه جنسيًا، وعقب الانتهاء من جريمته، حاول المجنى عليه الهروب، إلا أن الجانى تعدى عليه بالضرب، وأصابه بإناء فخارى، قاصدًا قتله وإزهاق روحه، وعقب تأكده من ذلك، جرده المتهم من ملابسه ودفنه فى إحدى المقابر.
واتفق وسام الدين عطية كمال، رائد شرطة، رئيس مباحث قسم المعصرة، مع ما قاله سابقه، مؤكدًا أنه بتكثيف التحريات، تبين أن المتهم تقابل مع المجنى عليه، يوم اختفائه، بتاريخ ٢٥ مارس ٢٠١٧، بالقرب من محل سكنه، واستدرجه إلى منطقة المقابر، منتهزًا معرفته به، ثم تسللا إلى داخل المقبرة، وتعدى عليه جنسيًا بالقوة، ثم ضربه بأداة صلبة على رأسه، حتى أزهق روحه. ورأى رئيس مباحث قسم شرطة المعصرة، أن الدافع وراء ارتكاب المتهم للواقعة هو هتك عرض المجنى عليه، انتقامًا منه بسبب كراهية الأخير له والسخرية منه بصورة مستمرة.
وأضاف: «تنفيذًا لإذن النيابة العامة، ضبطنا المتهم بعد رصد تحركاته وإعداد الكمائن له فى أماكن تواجده، وبمواجهته، أقر بارتكابه الواقعة، وبسؤاله عن الأداة التى استخدمها، أرشد عنها، وتبين أنها أجزاء من إناء فخارى مدفون بذات المقبرة، التى عثر على جثمان المجنى عليه فيها».
وقال محمد خليفة، ٥٨ عامًا، «تُربى»، إنه بالتزامن مع تاريخ الواقعة، وأثناء مباشرة مهام عمله فى مقابر المعصرة، اشتم رائحة كريهة، وبالانتقال إلى مصدرها، تبين أنها ناتجة عن إحدى المقابر، ففتحها على الفور، وعثر على جثمان الطفل بداخلها، فى حالة تحلل كامل، فأبلغ قسم الشرطة.
واستمعت النيابة إلى أقوال أحمد عبدالكريم، ٣٤ عامًا، والد الضحية، عامل سيراميك، الذى ذكر أن نجله تغيب عن المنزل يوم الواقعة، بعدما كان متواجدًا أمام مسكنه، وعقب اختفائه، توجه إلى قسم الشرطة وحرر محضرًا بذلك، فورد إليه اتصال من أحد ضباط القسم، وعقب هذا الاتصال حضر إلى قسم الشرطة، وتعرف على ملابس نجله، التى ضُبطت بالمقبرة، كما تعرف على جثمان نجله، موضحًا أن المتهم كان دائم التردد على المنزل، يسأل عن نجله عقب اختفائه.
أما تقرير الطب الشرعى، فأثبت أن المجنى عليه فى العقد الأول من عمره، ووفاته سببها إصابته فى الرأس، ما نتج عنه شرخ فى قاع الجمجمة، نتج عنه الوفاة.
وأكد تقرير مستشفى الصحة النفسية، أن المتهم ليست لديه أعراض دالة على وجوب اضطراب نفسى أو عقلى، وقت ارتكاب الواقعة، وأنه مسئول عن أفعاله.
وأقر المتهم فى تحقيقات النيابة العامة بارتكابه الواقعة، مضيفًا أن المجنى عليه دائم التعدى عليه بالسب والشتم، ويوم الواقعة اصطحبه إلى إحدى المقابر، وتعدى عليه جنسيًا، ثم ضربه بجسم صلب وجده داخل المقبرة، صوبه نحو رأسه بقوة، فأحدث برأسه إصابة فى الجانب الأيمن، وعقب تأكده من وفاته، غسّله وكفّنه، ودفنه داخل المقبرة، التى عثر فيها على الجثمان، وعقب ذلك وضع الملابس عليه ثم انصرف.