جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حرب كرموز.. «هوليوود» فى مصر

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

كتب: أحمد عارف ــــ أمير محمد خالد ـــ حسين الجندي ـــ محمد قدري ــــ محمد مجدي
أثار برومو فيلم «حرب كرموز» الذى طُرح مؤخرًا، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، وسجل خلال ساعات نحو مليون مشاهدة، وكشفت مشاهد الأكشن والاستعانة بالممثل الإنجليزى سكوت آدكنز «بويكا»، وكذلك الملابس والجرافيك وبناء ديكور كامل خصيصًا للعمل، عن ضخامة ميزانيته.

تدور أحداث العمل، الذى سيُعرض خلال عيد الفطر المقبل، حول ضابط شرطة يُدعى الجنرال يوسف المصرى، ويجسد دوره الفنان أمير كرارة، ويسكن فى حى كرموز بالإسكندرية. 

تعود أحداث الفيلم لفترة حكم الملك فاروق، ما قبل ثورة ١٩٥٢، فى وقت الاحتلال الإنجليزى لمصر، ويدخل يوسف المصرى فى معارك ويحاول إنقاذ فتاة مصرية من الاغتصاب.

«حرب كرموز» بطولة أمير كرارة، وغادة عبدالرازق، ومصطفى خاطر، وبيومى فؤاد، ومحمد على رزق، ومحمود حجازى، ومحمد عز، ومايان السيد، وإيمان العاصى، وفتحى عبدالوهاب، وروجينا، وقصة محمد السبكى، وسيناريو وإخراج بيتر ميمى.

أمير كرارة يتحدى الدوبليرات وينفذ الأكشن بنفسه.. و«بويكا» يصور ٢٢ مشهدًا بـ١٠ ملايين جنيه ويسوق الفيلم فى أمريكا
قصة الفيلم مقتبسة من قصة حقيقية لضابط مصرى تصدى لكتيبة إنجليزية ومنعها من احتلال قسم شرطة كرموز، ولكن الفيلم تناول الأحداث بشكل مختلف قليلًا، إذ أضاف كاتب السيناريو والمخرج بيتر ميمى بعض التفاصيل، بالاشتراك مع صاحب الفكرة المنتج محمد السبكى، مثل فكرة اغتصاب فتاة من منطقة «كرموز».

ورفض «كرارة» الاستعانة بدوبلير لتنفيذ مشاهد الأكشن، وأصر على أدائها بنفسه، وليتمكن من ذلك حرص على التدريب الشاق للوصول إلى لياقة بدنية عالية، تُمكنه من مقاومة الممثل العالمى ولاعب التايكوندو الشهير «آدكنز» الشهير بـ«بويكا»، الذى يؤدى دور ضابط إنجليزى مشهور بالجنون والتهور.

وظهر «كرارة» أثناء التصوير ببنية جسمانية قوية ورشاقة كبيرة، مكنته من أن يكون ندًا لـ«بويكا»، خلال تصويره مجموعة من المشاهد، خاصة المعارك معه.

وأطل «كرارة» من خلال البرومو الأول للفيلم على جمهوره بصورة جديدة، ليضع نفسه فى مكانة تفتح له أبواب السينما العالمية، حال إتقانه اللغة الأجنبية.

واستطاع محمد السبكى، فى سابقة هى الأولى بالسينما المصرية، إقناع «آدكنز» بالمشاركة فى «حرب كرموز»، حيث تواجد بمصر قرابة الثلاثة أسابيع، صور خلالها ٢٢ مشهدًا جمعته معظمها بالفنانين «كرارة»، ومحمد دياب، والفنانة غادة عبدالرازق.

وبلغ أجر «آدكنز» عشرة ملايين جنيه، ما يُعد رقمًا كبيرًا، فى ظل عدد المشاهد المحدودة التى أداها، لكن المنتج «السبكى» واثق من أن النجم العالمى سيدعم الفيلم داخليًا، وسيفتح أسواقًا للفيلم خارج الحدود المصرية والعربية، من خلال التواجد بعدة ولايات أمريكية، حيث يمتلك النجم شعبية كبيرة بها.

◘ خاطر يخرج من عباءة الكوميديا

«قول للمصريين.. إنى قادم والجحيم قادم معى».. تلك هى الكلمات التى نطق بها «بويكا» فور ظهوره فى البرومو، ما أعطى للفيلم روح الأكشن والصراع، ورغم ذلك استعان المخرج بيتر ميمى بثلاثة ممثلين مشهورين بالكوميديا، أبرزهم الفنان مصطفى خاطر.

«خاطر» قال، لـ«الدستور»، إن الفيلم به كثير من اللحظات المختلفة بين الأكشن والكوميديا، وأضاف: «ألعب خلال الأحداث شخصية «عصفورة الحرامى»، وهو شخص يتعرض للكثير من التعذيب، ولا يمكن أن أكشف أكثر من ذلك، ولكن ما أستطيع قوله هو أن الفيلم لا يقل فى شىء عن الأفلام العالمية».

واعتمد «السبكى» فى فيلمه السابق «هروب اضطرارى» على مشاركة عدد كبير من الفنانين كضيوف شرف، وكرر نفس التجربة أيضًا فى «حرب كرموز»، حيث يشارك عدد كبير من ضيوف الشرف، واستطاع المخرج بيتر ميمى توظيفهم بشكل لافت، يأتى على رأسهم الفنان أحمد السقا الذى شارك ضمن الأحداث دون أن يتقاضى أجرًا ماديًا.

كما تشارك الفنانة روجينا أيضًا دعمًا لصديقها «كرارة»، خاصة أنهما تعاونا معًا من قبل فى أكثر من عمل درامى.

وتقدم روجينا دور فتاة تتعرض للاغتصاب من أحد العساكر الإنجليز، ويتدخل الضابط يوسف المصرى لإنقاذها.
وذلك من أجل المنتج محمد السبكى، ورفض «عمرو» تقاضى أى أجر، دعمًا لصنّاع وأبطال الفيلم.

كما يظهر الفنان «دياب» فى ثلاثة مشاهد فى العمل، دعمًا لـ«كرارة»، ويقدم خلالها شخصية «عباس حبسوا».
وتشارك إيمان العاصى من خلال شخصية «فاتن المصرى»، دعمًا للتجربة وصنّاعها، إضافة إلى مشاركة الفنان محمود عبدالمغنى وأحمد حاتم ومحمود حجازى.

◘ بيتر ميمى يستكمل مسيرة «التطور البصرى»

على الرغم من أن متابعى المخرج بيتر ميمى يدركون جيدًا أنه يتبنى منطقًا جديدًا فى الإخراج، لا يُستخدم عادة فى السينما المصرية، واتضح ذلك خلال الأعمال التى تولى إخراجها، مثل «سعيد كلاكيت، والهرم الرابع، والقرد بيتكلم»، إلا أنه استطاع أن يُبهر الجماهير ببرومو «حرب كرموز».

استخدم «ميمى» مشاهد الحروب والتفجيرات وغيرهما، واعتمد خلالها على «الخدع السينمائية» والاستعانة بالكاميرا الطائرة «الدرون»، التى أدخلها لأول مرة فى السينما المصرية فى فيلمه «القرد بيتكلم» منذ نحو عامين.

ولعل مشاهد الحرب التى جاءت فى البرومو، ووجود عدد كبير من الدبابات والأسلحة الخفيفة منها والثقيلة، تثبت محاولة «ميمى» مواكبة كل ما هو جديد على مستوى الصورة فى العالم.

وبينما تنغلق الساحة التوزيعية للأفلام المصرية على دور السينما فى مصر، وعدد محدود من دول الخليج، باستثناء محاولات محدودة للوصول لقاعات أوروبا أو أمريكا، ومعظمها تكون بسبب مشاركة الأفلام فى المهرجانات العالمية، إلا أن «ميمى» والسبكى حضّرا خطة تسويقية مختلفة.

إذ يحاول صنّاع «حرب كرموز» البدء من حيث انتهى الآخرون، من خلال ناحية تجارية بحتة ليست لها علاقة بالمهرجانات، حيث يتطلع صناع الفيلم للتواصل مع عدد من الموزعين فى أمريكا وأوروبا، خاصة إنجلترا، حيث إن الفيلم يناقش فترة تواجد الاحتلال الإنجليزى فى مصر، وكيف تعامل مع البوليس المصرى فى عدة مشاهد.

ومن المقرر أن يوفر صنّاع الفيلم عدة ترجمات للشريط، ليصبح مناسبًا للتوزيع، خاصة أن الصورة جاذبة للعين وتعمل على سهولة التفاوض مع الموزعين الخارجيين لتوزيع الفيلم خارجيًا، بالتوازى مع التوزيع داخل مصر والدول العربية.

محمد السبكى يتبنى فكرًا جديدًا بإنتاج يصل إلى 70 مليون جنيه وإلغاء فكرة النجم الأوحد.. والسر فى ابنتيه
شهدت الفترة الماضية تغيرًا جذريًا فى تفكير المنتج محمد السبكى، فيما يخص الإنتاج السينمائى، بداية من فيلمه الأخير «هروب اضطرارى»، بطولة أحمد السقا وأمير كرارة وغادة عادل وعدد كبير من النجوم، فلم يَقدم السبكى على إنتاج ضخم، إلا من بداية إنتاجه هذا الفيلم.

إذ وصلت تكلفة «هروب اضطرارى» إلى نحو ٣٥ مليون جنيه، فى وقت لم تزد فيه أى تكلفة لأى فيلم على ٣٠ مليونًا، ما ساعد فى نجاحه ووصلت إيراداته الكلية لـ٥٦ مليونًا وحقق نجاحًا كبيرًا، ويعود جزء كبير من هذا التغيير إلى نجلتيه الشابتين ندا ورنا، اللتين دخلتا فى مجال الإنتاج بفكر شبابى.

الفكرة نفسها تحدث مع «حرب كرموز»، من خلال التكلفة المرتفعة للفيلم التى تم استهلاكها فى الأجور والديكورات والخدع البصرية وتكلفة الإنتاج، إضافة إلى وجود نجوم كثيرين، ووجود عدد كبير من ضيوف الشرف، وعدم الاعتماد على بطل واحد فقط، فبجوار «كرارة» يقف النجم محمود حميدة، وغادة عبدالرازق، ومصطفى خاطر، وروجينا، ومحمود حجازى.

ووفر السبكى العديد من الإمكانيات التى طلبها المخرج بيتر ميمى، وكذلك معدات التصوير التى تساعد فى تصوير المعارك الحربية، وكذلك وجود عدد من الخبراء الأجانب فى مجال الأكشن والخدع البصرية والجرافيك وغيرها، ما أضفى على الفيلم لمسة من اللمسات العالمية فى صناعة السينما.

كما تغير الفكر الدعائى للفيلم، من خلال نشر بوسترات دعائية لكل أبطال الفيلم بصورة فردية حتى أبطال وضيوف الشرف فى الفيلم، إضافة إلى متابعة الجمهور بكواليس العمل وحجم الإنتاج الضخم، ما أعطى انطباعًا لدى الكثير من المتابعين أن الفيلم من التجارب المميزة.

وبلغت تكلفة «حرب كرموز» ٧٠ مليون جنيه مصرى، كما أن تكاليف بناء الوحدات العسكرية والأسلحة وملابس الجنود والديكورات وغيرها، تكلفت نحو ١٤ مليون جنيه، أما باقى الميزانية فتنوعت ما بين أجور الفنانين والمجاميع المشاركة فى العمل.

تجدر الإشارة إلى أن شركة «MERCURY» لمالكها ياسر النجار، هى التى تولت أعمال الجرافيكس الخاصة بالفيلم، بينما خطط لمشاهد الأكشن والمطاردات النجم عمرو ماكجيفر، وبصحبته مجموعة من بلغاريا، الذين شاركوا بمطاردات فيلم «Death Race»، فيما قدم أحمد عبدالله تصميم معارك الأكشن الحركى.