جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لأول مرة في غزة.. سمك طبي لعلاج البهاق والصدفية

لأول مرة في غزة..
لأول مرة في غزة.. سمك طبي لعلاج البهاق والصدفية

لجأ كثير من مرضى الجلدية في غزة، إلى اعتماد مفهوم السمك الطبي (Dr. Fish) لأول مرة، وذلك كعلاج لتلك الأمراض من خلال أحواض مخصصة لتلك الأسماك التي تساهم في علاج في علاج أمراض جلدية أهمها"البهاق، والأكزيما، والصدفية، وآلام المفاصل وبعض الآم الأعصاب.

لن يقتصر "السمك الطبيب" بعد اليوم على تركيا ومصر بل وصل الآن إلى غزة، نوع من السمك يقوم الأطباء باستخدامه لعلاج الأمراض الجلدية بشكل مختص فيما أقبل عليه أهل غزة، لاعتباره جزء من الطب البديل، الشعار الموجود على باب المركز المتخصص بالعلاج "حوض واحد من الأسماك تعالجك من أي مرض جلدي"، جذب الغزيين لتجربة هذا النوع الجديد من العلاج "إيلاف" زارت المركز والتقت بالمرضى وتحدثت عن هذا النوع الجديد بالنسبة لهم، وأعدت التحقيق التالي:

علاء أبو غالي -الاختصاصي بالأمراض الجلدية والحاصل على درجات علمية ومتخصصة في العلاج بالطب البديل- يتحدث فيقول: "هذا النوع من السمك موطنه الأصلي تركيا، ويتراوح طوله ما بين ثلاث إلى ست سنتيمترات ولونه فضي، أدخلناه حديثًا لعلاج الأمراض الجلدية والآم العظام والأعصاب، وافتتح المركز حديثاً أما ترتيبه فهو الحادي عشر عالمياً، بحيث قمتُ بدراسة هذا النوع في جنوب شرق آسيا مدة زادت عن عامين. ويواصل"هذا النوع من الأسماك لا يحوي الأسنان، لكن يمتلك شفاه قاسية، حيث يقوم بالنقر على الجلد، ولا تسبب أي ألم واضح، سوى بعض الوخز التي يشعر بها المريض بين حين وآخر.

ويدافع عن فكرته بالقول: "هذا النوع من الأسماك مُستخدم عالمياً، وأوردناه إلى غزة لنستخدمه في علاج أمراض جلدية أهمها "البهاق، والأكزيما، والصدفية، وآلام المفاصل وبعض الآم الأعصاب، إضافة إلى اعتباره جزء لا يتجزأ من الحلول التي نستخدمها في علاج الروماتيزم، وعن بداية علاجه للأمراض بالأسماك يقول"كنتُ أعتمدُ بشكلٍ رئيسي على العلاج بواسطة النحل، ثم تطور الأمر بعد أن قرأتُ في عدة كتب عن العلاج بالأسماك الذي يستخدمه الآسيويون في مجالات كبيرة في حياتهم، من هنا بدأت الفكرة بالتمحور وبدأتُ بدراسة هذا النوع من الطب حينما توجهتُ إلى جنوب آسيا وأثارني العلاج بالسمك حتى أتقنته تماماً خلال سنتين ونقلته إلى غزة منذ شهر أو أكثر".

ويتابع حديثه: هذا النوع من السمك هو نادر وبسبب منع إسرائيل للفلسطينيين من الاصطياد لمساحات قصيرة فهو معدوم ولا يوجد في بحر غزة، وأقوم بإحضاره من عدة بلدان في جنوب آسيا ومن تركيا.

ويشير أبو غالي، إلى أن الدكتور فش أسماه الغزيون السمكة الدكتورة، ومن مميزات هذا النوع النادر من السمك أنه يقضي على الفطريات التي تستوطن الجلد، بما مدته أربع وعشرين ساعة، غذاء هذا السمك نوعية خاصة من الأعلاف، بالإضافة إلى كون هذه الأعلاف نستخدمها لتغذية الأسماك النهرية.

وعن العناية الخاصة بهذا النوع من الأسماك، يقول الطبيب: "تكلفة السمكة الواحدة هي ثماني دولارات ويتم إحضارها إلى غزة مع أحواضها الخاصة، بحيث يتم تغيير المياه في الحوض الواحد كل مدة تصلُ أحياناً إلى ثلاثة أيام لتحافظ على ألا يُصاب الناس ببعض الأمراض التي قد تنتج عن بكتيريا تعيش داخل الأحواض.

ويختم حديثه: "لو كنت تعاني من الأمراض الجلدية الصعبة فما عليك إلا تجربة السمك الدكتور، أما ما يمكن أن أختم به فهو إضافة حقيقية قد لا يعرفها البعض"السمك الدكتور مفيدٌ جداً في تحقيق الاسترخاء والاستجمام وإعادة الهدوء لعظامك المتعبة".

أحلم بتمثيل فلسطين في كل المحافل الدولية، التي أتمنى أن أتحدث فيها عن تجربة غزة الأولى من بين عشر دول في استخدام هذا النوع من العلاج، وسيتم تمثيل فلسطين في مصر كدولة رسمية للحديث عن تجربة العلاج "بالأسماك"، وهو حلم سيتحقق يومًا ما بفرض نظرية التطور الطبي لغزة أمام كل العالم المتطور.

تجربة رائعة لغزة ..

يقول المواطن محمد المصري: "أعاني منذ سنوات طويلة من الآلام في العظام، ولا أستطيع الوقوف على قدماي لمدة طويلة، ومنذ أيام قصيرة تناقل الغزيون الحديث عن هذا المركز وعن فوائده الجمة في الشفاء من الأمراض الجلدية الخطيرة"، ويواصل: ذهبتُ مرة واحدة إلى المركز، وقمتُ بإدخال قدماي التي تؤلمني داخل حوض متوسط الحجم يحتوي على 200 سمكة، وأول ما شعرت به هو الوخز حيثُ بدأ السمك بالتجمع حول قدماي شيئاً فشيئاً ثم بعد ساعة بدأتُ أشعر بالارتياح،حتى أحسستُ أن قدماي لم يعد بهما أية الآلام.

ويتابع الجلسة الواحدة للعلاج تمتد من نصف الساعة إلى ساعة كاملة، موضحاً أن الدكتور المعالج هو من يشرف ويحدد عدد الجلسات المطلوب عقدها حتى يتم الشفاء من الأمراض الجلدية بشكلٍ كامل، مثلاً أعاني من مرض الصدفية وهو مرض جلدي معروف على مستوى العالم، يحتاج العلاج بواسطة الأسماك إلى تسع جلسات متتالية، بحيث يتجمع السمك الدكتور على الجلد المُصاب بالمرض، ويقوم بنزعه ثم يُغسل الجلد ومن ثم تُعاد العملية مرة أخرى.

استرخاء واستجمام وراحة ..

أما علاء الشاعر فهو يُعبر عن سعادته التامة بوجود هذا المركز الاختصاصي الذي جعلنا نشعر بقيمة غزة وتطورها، وعن التجهيزات في المكان يقول: "المكان مجهز بشكل كبير، وهو متطور للغاية، حتى انك ستشعر في لحظة ما أنك في مركز عالمي، لكن ضيق المكان هو الفيصل، فلو تطور المكان سينافس عالمياً، أتيتُ إلى هنا أكثر من أربع مرات منذ إنشاء هذا المكان، لا أشتكي أي نوع من الأمراض لكنني أتى إلى المركز للاستجمام، فأضع قدماي ويداي لمدة ساعة ويزيد حتى أسترخي بشكل تام، ثم أشعر بالراحة بعد ذلك بشكل ملفت جداً وهو ما يجعلني أشعر بفعالية العلاج بالأسماك.

هذه السمكة قوية ومفيدة، فهي ليست صالحة للأكل لكنها صالحة للعلاج، وهذا ما يميزها فعلاً عن أنواع كثيرة وملايين الأسماك في العالم، ويواصل"ما يدهشني حقاً هو أن هذا التطور الحاصل في علم الطب في العالم وصل بشكل كبير إلى غزة، ولم نعد نحتاج أن نسافر مئات الكيلومترات حتى نتعالج من الأمراض التي تصيبنا والتي لا يفيد فيها العلاج الكيماوي.

الجدير بالذكر، أن المركز قد صُنف عالميًا الحادي عشر، وقد حظيت مدينة غزة، بالإضافة إلى مدن عربية بهذا التصنيف الذي أضاف نقلة نوعية إلى الطب في غزة.