جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تشيلسي بطلاً لأوروبا للمرة الأولى في تاريخه






بعد 107 عام ظلت جماهيره تحلم بتتويج أوروبي وبعد 10 سنوات فعل فيها الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش كل شيء من أجل الفوز بدوري أبطال أوروبا حقق تشيلسي أخيرا الحلم الذي طال انتظاره في الموسم الغير متوقع على الإطلاق بعد أن انتصر اليوم في النهائي المثير على أرض بايرن ميونيخ بركلات الجزاء الترجيحية .


حتى شهر مارس الماضي لم يكن أي شخص ليتخيل أن يكون تشيلسي هو البطل الأوروبي لموسم 2011 – 2012 بعد أن قدم موسم من أسوأ مواسمه ولكن بتولي الشاب البارع دي ماتيو لقيادة الفريق انقلب الحال رأسا على عقب وتوج البلوز أولاً بكأس بلاده ليأتي بعدها ليحقق الإنجاز الأعظم في عالم كرة القدم وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا .

تشيلسي كان الأذكى والأكثر نجاحا تكتيكيا وبحث من البداية على تجميد المباراة والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة وخطف البايرن في عقر داره ونجح فيما بحث عنه وعاد لبلاده بكأس لن تمحى من ذاكرة التاريخ .

بدأ البايرن المباراة بهجوم ضاغط منذ اللحظة الأولى مستغلا الجناحين السريعين ريبيري وروبين والتوغل من منتصف الملعب لكروس ومولر وشفاينستايجر.

توالت الهجمات الخطيرة على مرمى تشيلسي بالأخص من روبين الذي كان المصدر الأول للخطورة على مرمى تشيك وسدد كرة صاروخية تصدى لها الحارس التشيكي ثم العارضة .

وعلى الرغم من الأفضلية الألمانية إلا أن التفوق التكتيكي كان تشيلساويا ونجح مدربه دي ماتيو في تسيير المباراة كما شاء وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي .

الشوط الثاني لم يختلف الحال فيه كثيرا عن سابقه وكان الضغط بافارياً ولكن إصرار الألمان على الإختراق من العمق المغلق تماما حال دون وصوله للمرمى .

وبالرغم من إحكام الدفاع الإنجليزي إلا أن الخطورة حضرت في عدة مناسبات من البايرن كان لها دائما العملاق تشيك .

دي ماتيو تدخل تكتيكيا للمرة الأولى في الدقيقة 72 عندما دفع بالمخضرم مالودا بدلاً من الشاب الذي لعب أوروبياً للمرة الأولى هذا الموسم بيرتراند .

وبعد أن بدت المباراة تسير نحو التعادل السلبي ظهر هداف المونديال الماضي توماس مولر وتمكن من تسجيل هدف كان من المفترض أن يكون هدف البطولة في الدقيقة 83 بعد عرضية من ريبيري يحولها الشاب الألماني في المرمى وسط فرحة عارمة من الجماهير الألمانية .

شارك توريس بحثا عن المستحيل في آخر الدقائق واشترك فان بويتن مكان مولر صاحب الهدف من أجل المزيد من التأمين الدفاعي .

وفي الوقت الذي كان البايرن يسير نحو تتويج محقق يظهر العملاق الإيفواري دروجبا ويسجل هدف هو الأغلى في تاريخه في الدقيقة 88 بعد ركنية أولى لتشيلسي مقابل 16 للبايرن .

بدأ الوقت الإضافي بنفس الإثارة الذي انتهى عليها الوقت الأصلي وكاد دروجبا أن يضيع انجازه بعد أن ارتكب خطئا فادحا داخل منطقة الجزاء ضد فرانك ريبيري يحتسب معه الحكم ركلة جزاء يسددها روبين وينقذها تشيك ببراعة ويبقى فريقه في البطولة حتى اللحظة الأخيرة .

الشوط الإضافي الثاني اضاع مع بدايته أيضا بايرن فرصة جديدة للفوز عن طريق اوليتش أمام المرمى بعد ان شارك بدلا من ريبيري الذي اصيب في ركلة الجزاء .

هدأت المباراة وبدأ كل فريق في الحرص على عدم الخسارة أكثر من البحث عن الفوز لتكون ركلات الجزاء هي الحاسم لوجهة أمجد كئوس الدنيا .

ركلات الجزاء تلاعبت بمشاعر الجماهير مثلما كان اللقاء بعد أن بدأها لام بنجاح للبايرن ويخفق ماتا في التسجيل امام نوير للبلوز .

تواصلت الركلات الناجحة بتسجيل ماريو جوميز ونوير للبايرن ودافيد لويز واشلي كول لتشيلسي لتأتي بعدها اللحظة الفارقة عندما وقف تشيك في وجه تسديدة اوليتش ليعيد تشيلسي مرة أخرى للبطولة ويضيع بعد ذلك شفاينستايجر ويسجل دروجبا هدف كان مذاقه غير كل الأهداف .

الطريف أن هذا الفوز بركلات الترجيح هو الأول في التاريخ الأوروبي لتشيلسي في الوقت الذي تلقى فيه البايرن الخسارة الأولى في تاريخه الأوروبي .