رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جنيه أو خمسة جنيه لأنها مصر«١»


حينما ألقى الرئيس السيسى خطبته الأخيرة فى مسرح الجلاء، طالب الشعب المصرى بأن يبعثوا برسالة لجمع جنيه تبرعاً من أجل المشاركه فى بناء مصر، قال الرئيس هذا وهو مطلب بسيط يستطيع كل مصرى من التسعين مليونا أن يقدمه مع صباح كل يوم من أجل بلدنا، والحقيقة أن هذا أقل مما يمكن أن نقدمه للوطن ليس لأننا من الضرورى أن نقوم بدور مشارك وداعم لبلدنا ولكن لأن مصر تستحق منا كل ما يمكن أن نقدمه لنتقدم للأمام، فقط لأنها مصر، إن مشاعر الشعب تتدفق كأنها شلال هادر حين ينادى الوطن وحين يكون فى خطر نجحنا فى هذا من قبل حين تم جمع ٦٠ مليارا فى أسبوع لحفر قناة سويس جديدة.

أننا شعب عاطفى حتى النخاع هكذا مصر لمن لا يفهمون ذلك، إن مصر ليست مجرد دوله إنها مصر العظيمة بل أعرق الأمم التى علمت العالم وسبقت فى كل شىء منذ ٧٠٠٠ سنة.

إنها مصر الماضى والوطن والأرض والعرض والشرف والثقافة والهوية والأبناء والآباء والأجداد والأحفاد مصر الأهرام والفراعنة والعلماء والإبداع والأمل والفن والتاريخ، إنها مصر التى لابد أن نحميها وأن نبنيها، مصر أيضا هى المستقبل الآتى، هذا المستقبل الذى ينتظرنا فإما ان ندخله معا بتعاوننا وإدراكنا بأمان ككتلة واحدة وعلى قلب رجل واحد، لا تهزنا الشائعات ولاتهزمنا المؤامرات، وإما أن نتخاذل ونتهاون ونستهين ونتفرق ونتفتت كتلا وفئات ونتشرذم فيحدث لمصر مالا تحمد عقباه وتضعف شوكتنا ونفقد كل شىء الأرض والعرض والماضى والمستقبل،

إن علينا لمصر دينا فى أعناقنا جاء الوقت لكى نرده لها ولنتذكر أن هناك جنودا أبطالاً يضحون بحياتهم كل يوم لتعيش مصر ولتحيا الأسر المصرية فى أمان، فى كل يوم تروى دماؤهم الطاهره أرض مصر، فى كل يوم يواجهون الموت، ويتركون أسرهم عن طيب خاطر ،لكى يحيا الشعب المصرى بكرامة، وحتى لا ينجح الإرهاب فى التسلل عبر سيناء أو عبر الحدود الممتدة فى الغرب وفى الجنوب وفى الشمال، الأعداء يتربصون والخونة يتكتلون لكن إذا ما صمدنا إذا ما تكتلنا وراء رئيسنا الذى فوضناه وطالبناه يوما بأن يقف معنا قبل ٣٠ يونيو فلبى النداء، طلبنا من الجيش أن يحمينا من الإرهاب ومن الظلاميين فلبى الجيش النداء، وكانت أروع لحظة فى تاريخ مصر الحديث حين رأينا الدبابات تقف لحماية العائلات المصرية التى نزلت للمطالبة بإنهاء حكم العام الأسود فى التحرير وفى كل ميدان فى كل محافظة منذ صباح ٣٠ يونيو.

إن أعظم لحظة فى تاريخنا الحديث هى لحظة ظهور الطائرات المصرية تحمل الأعلام المصرية لتؤكد أن الجيش يدعم إرادة ثورة الشعب الحاشدة التى تعدت الأربعين مليون مصرى فى ٣٠يونيو ٢٠١٣، نزلوا إلى الشوارع حاملين الأعلام المصرية رافعين شعار تحيا مصر ومطالبين برحيل الظلاميين ، دعونا نتذكر هذه اللحظات لمن لا يتذكرها أو لمن نسيها أو لمن يظن أن الشعبالمصرى قد نسيها لانها لحظات ثوره مصر المتفردة والفريدة فى نوعها، ثورة لم يعرف لها التاريخ مثيلا ولا سابقة من نوعها.. إنها لحظات خالدة فى تاريخنا فدعونا نتذكرها حتى لا يظن الحاقدون على مصر أو المتآمرون عليها أن الشعب قد نسى العام الأسود، أو أنه يمكن للأعداء المتربصين أن ينالوا من هذا الشعب الجبار، الذى نزل بالملايين مرة أخرى لتفويض السيسى بمحاربة الإرهاب وذلك يوم ٢٧ يوليو، فانقلبت الموازين لدى الأعداء الذين وضعوا الخطط وظنوا انها ستنجح، لكنها لن تنجح لان لدينا علاقة أيضاً فريدة وتاريخية بيننا وبين السيسى وبيننا وبين جيشنا وشرطتنا ففى كل أسرة يوجد ضابط أو جندى جيش أو شرطة، هم أهلنا وجيراننا ًو أبطالنا، وشهدؤنا وخير رجالنا، إنهم خير أجناد الأرض.