رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمهات الشهداء.. وحادثة مروعة وأخلاقنا «١-٢»


إن صرخات أمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأبناء الشهداء خاصة من أهالى ضحايا قسم كرداسة الذين تم التنكيل بهم وقتلهم من رجال الشرطة الأبطال، تستحق الرحمة من أولى الأمر فى بلدنا، وتستوجب القصاص العاجل وليس المؤجل لشباب مصرى فى عمر الزهور يستشهد كل يوم دفاعًا عن الأرض والعرض، ومع كل احترامى للقضاء المصرى فإنه من ناحية أخرى لابد أن نعيد النظر فى الإجراءات القانونية التى من خلالها يفلت من العقاب القتلة، وأن أبطالنا من رجال الجيش والشرطة الذين يقفون لحماية الشعب المصرى يقتلون على أيدى الإرهاب الأسود كل يوم، هؤلاء لابد من القصاص لهم لتشعر الأسر المكلومة التى فقدت بطلاً فى ساحة الدفاع عن الوطن بأن ابنها لم يذهب هباء ويأخذ المجرمون عقابهم.

إن إرساء العدالة الناجزة ضرورة الآن لتحيا مصر حرة أبية مستقرة من خلال تنفيذ القوانين، ولكى يأخذ كل مجرم جزاءه، فإلى متى نظل نفقد أنبل من فينا من شهداء يسقطون فى ساحة الدفاع عنا وحماية الأسر المصرية لتعيش آمنة فى بيوتها؟ إلى متى تظل ثغرات القوانين تفلت القتلة من العقاب؟ لا أحد يعرف متى يتم القصاص للشهداء من خيرة شباب مصر الذين يستشهدون كل يوم، اللهم صبرنا على فقدان خيرة شباب مصر كل يوم، واجعل صوتنا يصل لأولى الأمر وللمسئولين عن تنفيذ العدالة فى وطننا حتى تنفذ العدالة الناجزة لشباب كل ذنبهم أنهم اختاروا مصر وأنهم يواجهون الموت كل يوم دفاعًا عنها، لابد من إرادة سياسية لإقرار دولة القانون وتعديل القوانين الحالية التى تجعل القضايا تستمر سنوات وسنوات، والتى من خلالها تصبح العدالة فى مصر بطيئة وأحيانًا مستحيلة.

«أخلاقنا».. أخلاقنا هو اسم حملة جديدة أطلقها الشيخ على جمعة بالتعاون مع وزاره الشباب والرياضة، وتم الإعلان عن مشاركة «عمرو خالد» فيها، ولكن ما أن تم الإعلان عن مشاركته حتى انطلقت صيحات الرأى العام رافضة هذا الاختيار الغريب، إنها غلطة فادحة أن يقوم وزير الشباب باختيار من كان يتباهى بعلاقته بالإخوان، فإذا به يعود من الأبواب الخلفية لنشر دعاوى تعيدنا إلى عصر الحريم، ومن كان له تأثير ودعاوى لتحجيم مكانة المرأة وتحجيب الفتيات، كنا نظن أن الدولة لها توجه فى بناء دولة حرة حديثة تصبح لها مكانة عالمية تستحقها عن جدارة بعد ٥ سنوات عجاف، انتشرت فيها الفوضى والبلطجة، ومازالت تستعيد الأمن والنظام فى شوارعها، إننى ممن يطالبون بأن تكون مصر الجديدة مستنيرة وذات سيادة، دولة قانون، دولة تقوم على احترام العلم والثقافة والفنون التى سبقت فيها مصر كل العالم.

كنت أظن أن وزير الشباب حينما يتعاون لنشر الأخلاق فى المواقع التى يتولى مسئوليتها سيستعين بنماذج يجد فيهم الشباب القدوة والأمل، ويقدمون للشباب فكرًا مستنيرًا لمصر الحديثة، أما كفانا ما نراه ممن نصبوا أنفسهم دعاة دين وتبين أنهم أبعد ما يكونون عن الدين الإسلامى وتعاليمه السمحة؟ أطالب د.على جمعة ووزير الشباب بأن يبحثا عن رموز ثقافية أو فنية أو علمية أو رياضة تنشر الأخلاق النبيلة، والفكر المستنير، وحب الوطن، واحترام المرأة، واحترام الوالدين، وقيمة العمل والإنتاج، وكيفية النجاح فى الحياة على أسس سليمة، إن هذا ممكن، ومطلوب الاستعانة بذوى الخبرة من الكفاءات المصرية التى أثبتت نجاحها فى خدمة قضايا الوطن قبل إطلاق حملة مثل هذه الحملة التى رفضتها الأصوات المستنيرة والواعية والتى تحرص على بناء دولة حديثة دون العودة للوراء.

■ للحديث بقية..