رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احترموا نائبات برلمان مصر «٢-٣ »


أستكمل الجزء الثانى من مقالاتى الثلاثة عن النائبات المحترمات، عضوات برلمان مصر ٢٠١٦ ، وفى مقالى السابق عزيزى القارئ توجهت بمطالب أساسية وبمهام أرى أنها من الضرورى أن تضعها النائبات فى اعتبارهن، لإصدار قوانين نحن فى حاجة إليها ليتقدم بلدنا وليمكن بها تحسين أحوال مصر فى مختلف المجالات الحيوية، وأعتقد أن عليهن بذل جهد مضاعف ليثبتن نجاحا فى مهمتهن التى يترقبها ليس فقط الشعب المصرى بكل فئاته، ولكن أيضا يراقبها العالم حيث لدينا الآن ٨٧ نائبة لأول مرة فى أخطر برلمان فى تاريخ مصر. كنت سأستكمل بقية مطالبى منهن غير أننى فوجئت بموقف غريب من نائب فى البرلمان يبدى انتقادات وملاحظاته على ملابس النائبات، ولست أدرى من أعطاه هذا الحق؟ ولماذا هذه السطحية وهذه الفجاجة فى السلوك ؟

لقد شاهدت جلسة الإجراءات بكل ماحدث فيها على الهواء، وأقول بكل صراحة وأمانة إن مظهر النائبات، كان حضاريا ومبشرا بالخير لمصر ، ،بل هن قد تميزن بالأناقة والوقار والرصانة أيضا، كلهن وبلا استثناء رغم اختلاف الأعمار والفئات، وبدا مظهر النائبات الجدد راقيا أمام العالم، الذى يتابع التجربة المصرية الصاعدة عن قرب، ألم يقل أحد لهذا النائب: إن البنطلون والبدلة للسيدة أو الشابة هو مظهر ينم عن وقار ورصانة وحشمة ؟ ولماذا لم نسمع له صوتا من قبل حول ملابس سيدات برلمان الظلاميين فى السنة السوداء والذى كان أشبه ببرلمان طالبان ؟

و بأى حق ينتقد ملابس أنيقة ظهرت بها النائبات محترمات؟ وهل يقبل ان يبدى أحد له ملاحظة على أى من أفراد عائلته؟ ولماذا لم نسمع انتقاده هذا على مظهر النواب الرجال إبان حكم الظلاميين الأسود، وبرلمانهم الذى عاد بمصر إلى عصور الجاهلية شكلا ومضمونا ؟

ولماذا لم يوجه انتقاده هذا للنائب السلفى الذى حضر الجلسة الإجرائية بالجلابية وبطرحة وبلحية طويلة تغطى وجهه بما يبدو أنه من الوهابيين؟ وهل يظن أن من حقه أن يفرض زيا للنائبات ؟ ولماذا لا يبحث عن حل مشاكل المواطن المصرى ؟ أو يبحث عن مصلحة الوطن ؟ أما كفانا من دعاة التخلف والرجوع لعقليات العصور الجاهلية ؟

لقد أخطأت مرتين يا حضرة النائب الجديد، الخطأ الأول لأنك ابتعدت عن مهمتك الأساسية بحكم عضويتك للبرلمان، ولأن مهمتك تتحدد فى المشاركة فى تشريع القوانين الجديدة ومراقبة الحكومة والسهر على مصلحة الوطن، الذى يتطلع مواطنوه إلى حياة كريمة، وإلى دولة متقدمة ذات سيادة ولها مكانة تستحقها ودور حيوى ينتظرها للنهوض بالمنطقة كلها، وسط أمواج عاتية من المؤامرات والدسائس الدولية لإضعاف شوكتها.

للحديث بقية...