رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى بطل مصر محمد أيمن شويقة «١»


فى ريعان الشباب اخترت أن تفتدى وطنك وفى زهوة الأمل قررت أن تستشهد تاركاً الحياة كلها، أنت يا محمد أيمن شويقة بطل مصر الذى نفتخر به، أنت قد تحولت إلى قدوة للشباب ونموذجا للشجاعة ومثالا للتضحية، أنت كتبت أنبل قصة يمكن أن نرويها لأبنائنا وأحفادنا، أنت لست فقط قصة بطولة أنت قصة رجولة لجيش بلدنا. حينما أذكر اسمك محمد أيمن أشعر بأننى أعرفك جيدا فتفر دمعة من عينى لأنك ماثل أمامى، بل لقد وضعت صورتك على صفحتى بـ«فيس بوك» وفى حقيبة يدى وكأنك ابنى الذى استشهد فأنت لست ابن أم محمد أيمن فقط، أنت ابن لكل أم تحب هذا الوطن وتشعر بأهميةحمايته وتريد استقراره وازدهاره، إن صورتك التى احتفظ بها هى صورة جميلة ومبهرة لأنك تحمل ملامح شاب مصرى أسمر جميل المحيا فائق الرجولة مفتول العضلات، أفتخر بأنك منا ولاشك أنوالدتك الحقيقية التى أنجبتك أيضا تفتخر بك لأنها من أنجبت بطلاً مصرياً عظيماً ضرب أروع أمثلة الشجاعة والدفاع عن الوطن، ولأن مكانك الجنة ولانك مع الصديقين والأبرار، ولأنها ستظل ترفعرأسها فى كل مكان، لأنها أم البطل. إننى أتساءل أحيانا يا محمد فيم كنت تفكر حين قررت فى لحظة أن تمسك بالإرهابى الخسيس الذى يرتدى الحزام الناسف والذى كان متجهاً ليفجر نفسه حتى يقتل أفراد الكتيبة كلها بموجة انفجاريا ضخمة؟ فلقد أمسكت به أثناء مداهمة أفراد الكتيبة «١٠٣ صاعقة» لقرية زرع الخير بالعريش وفى لحظة قررت واحتضنته حتى توقفه عن جريمته فاستشهدت من تفجير مروع بسبب الحزام الناسف فى لمح البصر ؟.

لم تفكر فى نفسك ولم تفكر فى أهلك بل اخترت أن تفدى بلدك وأن تنقذ الكتيبة من الموت.

رحمة الله عليك أيها البطل فقد استشهدت فى أجمل سنوات عمرك قبل أن تتم عامك الواحد والعشرين، لكنك لم ترحل إلا بجسدك فقط، فآلاف من المصريين قد شيعوك بالزغاريد وتحول قبرك إلى قبلة للزائرين بقرية الإبراهيمية القبلية، صار قبرك مزاراً وصار اسمك محفوراً بحروف من نور فى القلوب يا ابن كفر المساعيد بمحافظة دمياط، يا مارد سيناء يا بطل مصر، رحمة الله عليك أيها البطل الذى لم يمت، «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم و لا هم يحزنون». انتهت رسالتى يا محمد أيمن شويقة. لكن لم ولن ينتهى حزنى على استشهاد أنبل من فينا من رجال يقفون للدفاع عن الأرض والعرض وشعب مصر، إنهم يستشهدون لتحيا مصر حرة كريمة، إنهم خير أجناد الأرض الذين لابد من الثأر لهم، كفانا تباطؤاً فى حساب القتلة والإرهابيين الذين يعيثون فى الأرض دماراً وترويعا، ففى كل يوم نودع أبطالاً وفى كل يوم يسقط لنا شهداء، ولابد أن يدفع القتلة الثمن، لابد من إجراءات أسرع فى محاسبة القتلة والإرهابيين، لابد من حل لتنفيذ العدالة الناجزة.