رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رموز الوطنية فى مؤتمر الشباب «١-٢»


نحن فى حاجة الآن أكثر من أى وقت مضى إلى تسليط الضوء على رموز الوطنية فى الدول العربية، سواء من الرجال أو من النساء ليعى الشباب العربى دورهم ونضالهم، إن واحدة من أهم مشاكل الشباب العربى الآن أننا نمر بظروف صعبة ومؤامرات مدمرة تشارك فيها عدة دول بينما الشباب مشاكلهم كثيرة وأفكارهم مشوشة ورؤيتهم لمستقبلهم غير واضحة وأحلامهم تضاءلت واضمحلت، وهنا مكمن الخطورة على مستقبل المنطقة العربية ككل، فنحن كجيل نشأنا على أحلام كبيرة لمستقبلنا ولتحرير أوطاننا وكنا نقول على المنطقة العربية والدول العربية العالم العربى، أما الآن فقد انتشرت أمام عيون الشباب الصراعات والكراهية والعنف والتطرف، حتى بين أبناء الوطن الواحد، والشباب إذا تحدثت لأحد منهم فستجد أن معظمهم يرون أن المنطقة العربية تمر منذ بداية ٢٠١١ بتغييرات كبرى وأشكال جديدة من العنف والتطرف البربرى والمنازعات منذ بداية ما اطلق عليه الغرب «الربيع العربى»، بينما هو فى تقديرى الشخصى ليس بربيع وإنما هو مسمى أطلقه الغرب لتغيير معالم وملامح المنطقة العربية ككل بهدف تدمير وتقسيم الدول العربية إلى دويلات متناحرة ومتصارعة. وفى المقابل اذا نظرت إلى غالبية الشباب العربى اليوم فسنجد أن معظمهم ليس لديهم قدوة أو نموذج لبطل يتعلقون به، بل إن الشباب تحت العشرين وحتى الثلاثين معظمه لم ينشأ على الولاء للوطن أو على الانتماء له، وهو شباب لا يقرأ أو غير مهتم بقراءة التاريخ أو الأدب، بل إن معظم الشباب الآن يستقى معلوماته من الإنترنت أو من مواقع التواصل الاجتماعى أو من أصدقائه أو من المقاهى أو من النادى أو من الجامعة، أنه شباب نادراً ما يقرأ الصحف أو الكتب، وهو شباب غالباً يكون رأيه بحسب ما سمعه أو ما قرأه على الإنترنت، وهى معلومات تكون وجهة نظر غير موضوعية أو ناقصة، وأحياناً تبث له معلومات ناقصة أو موجهة فى اتجاه خطط سياسية قد لا يدركها فى سنه الصغيرة وفى مقتبل حياته، ونادراً ما يبحث الشاب عن الحقيقة وراء اى خبر يسمعه، أو يبث له بهدف تدمير عقله أو تشويه معلومات عن الأحداث من حوله أو عن الأوضاع الراهنة، وغالبا الأبواق الغربية تستهدف تسطيح عقله وتشويه حقيقة الأحداث بغية اقتلاعه من هويته. ولهذا أصبح من السهل استقطاب الشباب أو إحداث عمليات غسيل مخ لهم أو لهن فى سن صغيرة، لهذا فعلينا أن نولى اهتماماً أكبر بالشباب، سواء بداخل الأسرة أو بداخل دور التعليم مثل المدرسة أو الجامعة وخاصة فى مرحلة تكوين الشخصية والتى تبدأ من الصغر، علينا أن نربط التاريخ بالحاضر وعلينا أن نهتم برواية نماذج من بطولات الزعماء العرب ونضال الزعماء فى سبيل تحرير الدول العربية التى استهدفها الاستعمار ومازال يستهدفها، ولكن بأشكال أخرى مختلفة لأن الدول الغربية لم تعد تريد الحرب برجالها ولا تريد أن يذهب رجالها ضحية المصالح والحروب، لذلك تتوجه الحروب الآن من داخل أفراد الشعوب ذاتها بزرع الفتن والمؤمرات والجواسيس والعملاء. إن المصالح والسيطرة على منابع الثروات لاتزال هى محور الصراع عليها بين الدول، وبين قيادات الدول لكن الأساليب فقط تغيرت، لذلك فإننى أعتقد أن مهرجان الشباب العربى للثقافة والفنون وإحياء التراث والذى كان من تنظيم مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة، والذى أقيم فى مصر مؤخراً على مدى ٦ أيام يعتبر خطوة على طريق لألف ميل أو خطوة على الطريق الصحيح فى تعريف الشباب برموز النضال العربى، حيث لم تتح للشباب الاطلاع على قصص بطولات الرموز والمناضلين وجهادهم الكبير والشاق فى سبيل حرية أوطانهم. إن قصص التضحيات من أجل الأوطان هو جانب ليس معلوما بالقدر الكافى لدى الشباب رغم أنه جانب مهم يبنى العقل على أساس سليم ويبنى مفهوم الانتماء للوطنوقيمته القصوى فى الحياة وفى التمسك بالهوية وزرع جذورها بداخل وجدان الشاب فى مقتبل حياته، ومن ثم يصبح الحفاظ على الهوية مهماً ويصبح مبدأ الانتماء للوطن أساسياً فى تكوين الشخصية مما يصعب معه التلاعب بقدر أى شاب، أو بمستقبله.. وللحديث بقية