رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مدينة النور» تنتفض ضد الإرهاب» ١-٢


لن يكفى الحزن والتنديد بالإرهاب فى وقفه بعد الآن، لن يكفى اصدار التصريحات الرسمية لمسئولى الدول هنا أو هناك باستنكار العمليات الإرهابية و التضامن مع أسر الضحايا عن بعد، من الضرورى إيجاد صيغة دولية لتتعاون حكومات الدول جميعا لمواجهة الإرهاب.

من الضرورى أن يحدث تعاون دولى حقيقى ضد الإرهاب، ولابد من مواجهة عالمية شاملة لإيقاف تياره المتصاعد.. لابد أن يواجه العالم الحقيقة الواضحة القاسية أن الإرهاب يتصاعد فى مواقع جديدة، وذلك بعد ليلة الرعب التى ضربت مدينة النور والتى حدثت بها مجزرة بشرية وحشية على يد الظلاميين.

إن الإرهاب يشن حربا ظلامية فى قلب باريس، تأخر الغرب فى أن يتنبه لما حذر منه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى من الإرهاب الذى طالب العالم بأن يتعاون من أجل القضاء عليه، وأن على الجميع الحذر من عمليات إرهابية قادمة، لم يصدقه أحد ولم ينتبهوا إلى أنه سينتقل إلى أوروبا، كانوا يظنون انه سيحدث فى مصر أو سوريا أو العراق أو لبنان أو أية دولة عربية فقط، ، لم يعد الإرهاب محصورا فى مصر ولم تعد مصر تحارب الإرهاب منفردة فقط، وإنما الإرهاب انتقل الآن إلى قلب عاصمة أوروبية ، الإرهاب الظلامى بدأ حربا ضروسا فى قلب مدينة النور.

ليلة رعب مأساوية عاشها الفرنسيون، وقد أدمت قلوبنا فى مصر على أبرياء تعرضوا لهجمات إرهابية متتالية ضربت ٦ مواقع بمدينة النور فى نفس الوقت بلا رحمة، وراح ضحيتها أكثر من ١٢٩ بريئا قتيلا، حتى آخر أقوال مصدر فرنسى رفيع المستوى فى قناة فرانس ٢٤ ، هذا بالإضافة إلى عشرات المصابين، بعضهم فى حالة حرجة وبعضهم يتم علاجه، مشاهد تابعناها بكل أسى على الفضائيات لحظة بلحظة لأبرياء مضرجين فى دمائهم وناجين شاء حظهم ان ينجوا من تلك المجازر البشعة.. العالم كله أدان المجزرة البشرية، ، الغرب تكاتف بسرعة، فرنسا أعلن فيها أولاند حالة طوارئ وحداد عام لمدة ثلاثه ايام، والأهم أنه تم الاتفاق فى اجتماعات فيينا على إسراع الإجراءات لمواجهة الإرهاب، والتنسيق الدولى ضد الدولة الإسلامية التى أعلنت مسئوليتها عن المجزرة . المعادلة تغيرت، والأطراف اتفقت على اعلان المواجهة مع الإرهاب وأعتقد أنه لابد أنه ستتبع إجراءات أخرى وتسريع الخطى التى كانت متباطئة قبل ذلك. إن باريس من المدن الجميلة التى أحب زيارتها و زياره متاحفها الأثرية، وبها مسلة مصرية تقف شامخة فى وسطها كدليل على الاهتمام بحضارة مصر القديمة ، وبها أهم المؤرخين للحضارة الفرعونية وملايين من العاشقين لحضارتنا العريقة ، كما أنها بلد الثقافة العريقة لمن يحب أن يقرأ لأهم المفكرين ، وأنا أحرص على متابعة ما يجرى فيها ومايصدر فيها من كتب ومن فنون ، و تعتبر أهم مركز لقيم الاستنارة والحرية والفنون فى العالم، وهى المدينة المليئة بالمزارات السياحية التى يقصدها السائحون من كل العالم، وقدمت للعالم اهم الأدباء والفنانين والمفكرين والمبدعين، وهى مدينة لا تنطفىء أنوارها أبدا، لهذا تسمى مدينة النور.

.وللحديث بقية...