رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العدالة والتنمية" التركى يتحالف مع حزب السعادة الإسلامي المتشدد

اردوغان
اردوغان

يعاني حزب العدالة والتنمية من تخبط كبير في أعقاب فشله في الحصول على الأغلبية البرلمانية التي تمكنه من تعديل الدستور وبالتالي تغيير نظام البلاد من البرلماني إلى الرئاسي حتى تتركز السلطات مرة أخرى في يد رجب طيب أردوغان، ولكن هذه المرة كرئيس للجمهورية.
وفى محاولة للملمة شتاته هو التوصل لتحالف انتخابي مع حزب السعادة الإسلامي المتشدد، وهو حزب صغير ليست له شعبية كبيرة، وغير ممثل في البرلمان، في إطار جهود الحزب الحاكم للوصول إلى 276 مقعد بالبرلمان، وهو العدد المطلوب لتشكيل حكومة بمفرده، حيث حصل على 258 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولذلك توجهت أنظار حزب العدالة والتنمية إلى أصوات ناخبي حزب السعادة، التي وصلت لأكثر من 850 ألف صوت في الانتخابات العامة الماضية.
وأوضح مراقبون أن حزب العدالة والتنمية يخطط لضم أصوات حزب السعادة لصالحه مع ضم عدد من القوميين من أنصار آرطغرل توركيش، الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء بعد تركه حزبه الحركة القومية برئاسة دولت بهتشلي، بهدف سد العجز في مقاعده البرلمانية، إلا أنه في حاجة إلى 18 نائبا اضافيا لتشكيل حكومة بمفرده، وذلك في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في تركيا في السابع من يونيو الماضي.
ويعد حزب السعادة من الأحزاب اليمينية ذات التوجه الإسلامي، وقد تأسس بعد إغلاق الحكومة التركية حزب الفضيلة الذي أسسه نجم الدين إربكان، والذي نتج عن تفككه حزبا السعادة والعدالة والتنمية، إلا أن حزب السعادة لا يتفق مع حزب العدالة والتنمية في الأجندة السياسية، وبشكل خاص في القضية السورية، فلا يعترف حزب السعادة بثورة الشعب السوري من الأساس.
وكان كتاب الأعمدة والمقالات الموالون لحزب العدالة والتنميةقد هاجموا وانتقدوا فى مرات سابقة حزب السعادة وزعيمه، الا ان مراقبين أتراك على صلة بحزب العدالة والتنمية،اشاروا الى ان الحزب الحاكم سيستخدم هذه المرة وسائل وطرق إقناع عديدة في محاولة لتشكيل تحالف انتخابي مع حزب السعادة، وأهمها تسليم عدد من الحقائب الوزارية المهمة لحزب السعادة.
ومع حزب ليس له تواجد سياسي مؤثر على الساحة التركية مثل حزب السعادة، يمكن أن يكون العرض مغريا بالنسبة له، فقد أدلى بالفعل رئيس حزب السعادة البرفيسور مصطفى كمالاك بتصريحات صحفية في هذا الشأن أكد فيها على استعداد حزبه "لإنقاذ البلاد من الحريق"، بحسب وصفه، وأضاف أن حزبه على استعداد كامل "للمشاركة في أي تحالف انتخابي ينقذ البلاد من العثرة التي تمر بها، فحزب السعادة هو الحزب الوحيد الذي يستطيع إنقاذ البلاد".
يشار إلى أنه تم تشكيل حزب السعادة بعد حل حزب الفضيلة الذى أسسه أردوغان بقرار أصدرته المحكمة الدستورية التركية فى 22 يونيو 2002، حيث ظهر حزبان أحدهما العدالة والتنمية، والآخر هو حزب السعادة، الذى كان يمثل الجناح التقليدى.
وقد انتخب أعضاء الحزب المهندس محمد رجائى قوطان زعيما لهم بعد تشكيله فى 20 يوليو 2001، كما ترأس الحزب البروفيسور نعمان كورتولموش، الذي أصبح فيما بعد نائبا لرئيس الوزراء في حكومة العدالة والتنمية، فى 16 أكتوبر 2008 فى المؤتمر الدورى الثالث، وأعيد انتخابه فى 11 يوليو 2010 فى المؤتمر الدورى الرابع.
ونجح كورتولموش خلال السنوات الأربع التى تولى فيها زعامة الحزب من رفع شعبيته من ‏1%‏ إلى ‏3.5%‏ ثم إلى ‏5%،‏ لكن الملفت أن أغلبية الأصوات قد انتزعها كورتولموش من حزب العدالة والتنمية الحاكم.