رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وتطوير منظومة تنمية الثروة الحيوانية..

"شعبة القصابين" تطالب "الزراعة" بإعادة تفعيل مشروع "البتلو"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال محمد وهبه، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية: إن الارتفاع الجنونى الذى تشهده أسعار اللحوم خلال الفترة الحالية يرجع بالأساس إلى تدهور الثروة الحيوانية المصرية، ولجوء الدولة للاعتماد على الاستيراد من السودان التى تمتلك مراعى طبيعية وثروة حيوانية ضخمة.

وأضاف: أن مصر لديها أزمة قائمة تحتاج إلى حلول عاجلة، تتمثل فى الاعتماد على استيراد 60% من غذائها الرئيسى، بينما ينخفض الإنتاج المحلى إلى 40%، وهو ما يؤكد الحاجة الضرورية لتعزيز الموارد الإنتاجية، خاصة إنتاج اللحوم من خلال تنمية الثروة الحيوانية المُهدرة.

وألمح وهبه، إلى الجهود التى تقوم بها وزارة التموين بالتعاون مع القوات المسلحة لتوفير اللحوم البلدي بالمنافذ الحكومية بأسعار مدعمة تصل إلى 40 جنيهًا للكيلو، مشيرا إلى أن إقبال المواطنين على شراء اللحوم عبر منافذ البيع الحكومية سيسهم فى تخفيض حدة أزمة الأسعار لدى المحال التجارية، وارتفاع الطلب على اللحوم البلدية نظرا لجودتها، وهو ما يمثل أيضا أزمة أخرى نتيجة تدهور الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد منع بيع البتلو والذى يمثل إهدار حقيقى للثروة الحيوانية.

وفى سياق متصل، أشار إلى أن مشروع البتلو، الذى اهتمت به الدولة عام 1988 كان يعمل على تنمية العجول الصغيرة وتسمينها بما يعزز نمو الثروة الحيوانية، ثم أوقفت الدولة العمل به سنة 1993 لصالح الاستيراد، تسبب فى تدمير الثروة الحيوانية وتناقص أعداد رؤوس الماشية والتى كانت تصل سنة 2000 إلى 11 مليون عجل بينهم 5 ملايين عجل جاموسى و6 ملايين عجل بقرى، وانخفض هذا الرقم ليصل إلى 90 مليون رأس عجل الآن.

وأكد رئيس شعبة القصابين، أنه خاطب وزير الزراعة، الدكتور صلاح هلال، لإعادة تفعيل مشروع "البتلو" ومنع ذبحه بما يساهم فى تنمية الثروة الحيوانية التى تتآكل فى إطار ضعف تنمية الفلاح وإهدار تطوير المنظومة، لافتًا إلى أن 85% من عوامل تنمية الثروة الحيوانية تقوم على تنمية الفلاحين وتطوير أوضاعهم.

وأوضح وهبة، أن وزارة الزراعة تقوم خلال الفترة الحالية بطرح خراف الأضاحى بسعر 39 جنيهًا للكيلو وذلك عبر منافذها المخصصة للبيع، كما تطرح العجول بسعر 40 جنيه للكيلو، استعدادًا لعيد الأضحى المبارك، مشيرًا إلى أن الأسعار التى تطرحها وزارة الزراعة ساهمت فى رفع أسعار بيع رؤوس الماشية المختلفة.

ولفت إلى أن أسعار بيع الأضاحى ستشهد تباينا واضحا خلال الفترة المقبلة مع الاقتراب من حلول عيد الأضحى، مناشدًا المواطنين بشراء الأضاحى خلال الأيام الحالية وعدم الانتظار للأيام القليلة قبل حلول العيد والتى ترتفع فيها الأسعار.

وأكد رئيس الشعبة، أنه على الرغم من توجه الدولة لاستيراد اللحوم من السودان لتوفيرها بالسوق المحلية وسد العجز القائم نتيجة ضعف الثروة الحيوانية، إلا أن السوق تشهد ارتفاعا فى الطلب على اللحوم البلدية بشكل رئيسى، فضلا عن حرص دول الخليج على استيراد اللحوم الكندوز والبتلو المصرية وذلك لجودتها وتميزها عن باقى أنواع اللحوم الأخرى، كما تحظى اللحوم البلدية بطلب مرتفع داخل الفنادق، الأمر الذى يؤكد ضرورة اهتمام الجهات الحكومية بإعادة النظر فى تنمية الثرورة الحيوانية ووقف آليات إهدارها والعمل على مضاعفة الاستثمار فيها.

واقترح وهبة، قيام محافظى الصعيد بعقد اجتماعات مع الشباب لدراسة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، مع توفير قطعة أرض بالمحافظة لشباب الصعيد يتم استغلالها فى تربية رؤوس الماشية على أن يتم طرحها بالأسواق باسعار ملائمة لقدرة المواطن على الشراء.

وأوضح أن تحفيز الشباب على مشروعات تربية رؤوس الماشية سيسهم فى تعزيز الثروة الحيوانية للدولة، وتوفير فرص عمل جديدة أمام شباب المحافظات التى تعانى من ندرة فرص العمل، فضلا عن مضاعفة الاستثمار بالثروة الحيوانية التى تحتاج إلى إعادة تنمية، فى مقابل تخفيض حجم استيراد اللحوم من الخارج لسد إحتياجات السوق المحلية.

وأشار إلى أن تراجع الإهتمام الحكومي بمنظومة الثروة الحيوانية تسبب في تردي أوضاع القصابين وإنخفاض أعدادهم ليصل إلى 7500 جزار علي مستوي القاهرة الكبري من بينهم 4500 جزار يعملون في إطار المنظومة الرسمية للدولة بينما يعمل 3000 جزار بدون سجلات أو رخص رسمية، لافتا إلى أن تفاقم مشكلة الركود داخل السوق المحلية دفع لتخارج أعداد كبيرة من الجزارين من القطاع .

وحول تباين أسعار اللحوم فى المناطق المختلفة، أوضح أن اسعار اللحوم تشهد إختلافا ما بين الأحياء الراقية والشعبية، مشيرا إلى أن مذابح اللحوم بداخل مناطق بهتيم ونما والبدرشين والوراق يصل سعر كيلو اللحوم بها إلى 54 جنيه فقط، بينما ترتفع أسعار الكندوز إلى 90 جنيه للكيلو، وتبدأ أسعار البتلو من 50 إلى 140 جنيه للكيلو، ولذا يلاحظ إرتفاع أسعار اللحوم بداخل بعض مناطق القاهرة الكبرى والجيزة وتليها محافظات الوجه البحرى، وتنخفض بشكل واضح لدى محافظات الصعيد والقرى الصغيرة.