رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.."القمامة" تحول عروس البحر المتوسط لـ"مقلب كبير"

صورة
صورة

مازالت عروس البحر الأبيض المتوسط تأن من تلال القمامة وانتشار الروائح الكريهة، فلا يوجد شارع أو منطقة أو رصيف يخلو من المخلفات والقمامة، حتى أصبحت الإسكندرية مقلب قمامة كبير.
رصدت "الدستور" الوضع المأساوي الذي تشهده شوارع الإسكندرية، ففي منطقة كرموز بدت حال الشوارع سيئة في ظل انتشار أكوام القمامة، يقول عم محمد سعد، عامل: "الإسكندرية أصبحت عبارة عن أكوام من القمامة، وخلت المنطقة وطريق الكورنيش من الأماكن الجيدة التي يحب الناس الجلوس بها كما كان في السابق".
وطالبت "سها" محافظ الإسكندرية بزيارة وإنقاذ منطقة الحضرة ووضعها على أجندة المحافظة وإزالة جبال القمامة المتراكمة بها.
فيما قالت "ر.ل"50 عاما ربة منزل، إن السبب الرئيسي في انتشار القمامة بالشوارع هي عدم وجود صناديق، مضيفة: "هو إحنا لو في صناديق هنقول لا وهنروح نرميها في الشارع وفروا لينا صناديق الأول".
وطالب محمد عادل مهندس، من سكان منطقة سموحة، المحافظ بالقضاء على مشاكل القمامة المتراكمة في الشوارع، والتي حاول المحافظ السابق طارق مهدي القضاء عليها، مشيرًا إلى أن الشوارع مازالت غارقة بالقمامة، ما يهدد المظهر الجمالي للإسكندرية، ولذلك نطالب بعودة جمع القمامة من المنازل وفصل رسوم القمامة عن الكهرباء، وأن يتواجد أمام كل شارع صندوق قمامة حتى يتمكن المواطن من إلقائها بسهولة دون عناء في البحث عن مكان لإلقاء القمامة فيه.
وتعاني منطقة العجمي من نفس المشكلة، يقول أسامة من الأهالي: "الزبالة في كل حتة إحنا مش لاقين مكان نمشي فيه عايزين حل الإسكندرية عمرها ما كانت كده".
وناشد إبراهيم حسن، المحافظ الاهتمام بالمظهر الجمالي للإسكندرية والقضاء انتشار القمامة وإعادة مظهرها الجمالي مرة أخرى.
وتشهد شوارع منطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية أكواما من القمامة أمام المباني الحكومية والفنادق والشركات السياحية، يقول محمد إسماعيل صاحب شركة سياحة بالمنطقة، "القمامة دخلت علينا المحلات، ده غير الروائح الكريهة والأمراض اللي ممكن يسببها تراكم القمامة بهذا الشكل البشع".


الوضع لم يختلف كثيرا على شواطئ عروس البحر الأبيض المتوسط المتنفس الوحيد للمواطن السكندري فالقمامة تحاصرها وسط غياب تام من المسئولين، يقول عم حسن من رواد شاطئ المندرة: "أنا من أهالي الإسكندرية وعمري ما شفت شواطئ الإسكندرية بالشكل ده، بجد الوضع مؤسف جدا، وانتشار القمامة حولنا إفساد علينا الاستمتاع بشاطئ البحر".
وأضاف المهندس مصطفى عادل: "أنا طول عمري من رواد الإسكندرية في فصل الصيف وأول مرة أشوف الإسكندرية بالشكل ده".


وأخفت القمامة معالم شوارع منطقة العصافرة، فيما فشلت كل نداءات الاستغاثة التي أطلقوها للمسئولين دون جدوى.
قال محمد علي، أحد قاطني شارع 45 بالمنطقة،: "القمامة أصبحت تحاصر منازلنا والمحال التجارية بالشارع، ومعها انتشرت الحيوانات الضالة والحشرات والقوارض، مضيفا: "حرام نعيش بالشكل ده إحنا بندفع فلوس على الكهرباء علشان الزبالة والوضع من سيء إلى أسوأ".
على الجانب الآخر المحافظ هاني المسيري لم يتوقف عن إصدار البيانات والوعود لحل المشكلة دون جدوى، حيث عقد أول اجتماع لبحث مشكلة القمامة مع وزيرة التطوير الحضاري الدكتورة ليلى إسكندر في فبراير الماضي، حيث تم بحث كيفية القضاء على مشكلة القمامة من المنبع، بالإضافة إلى فصل القمامة وتخصيص أرض وتقسيمها إلى أكشاك صغيرة للشباب لفرز القمامة بها، وهذا لم يحدث على حد تعبير المواطنين.
كما اجتمع "المسيري" مع جمعية التطوير والتنمية مارس الماضي، لوضع حل للمشكلة، واقترح خلال الاجتماع تنفيذ برامج تدريبية لجمعية التطوير والتنمية لحل المشكلة، عن طريق تدريب وتأهيل عمال النظافة والشباب والجمعيات الأهلية على التخلص من القمامة بأسس علمية وتدويرها، ما يوفر فرص عمل للشباب.
كما أصدر المحافظ بيانا حول أزمة انتشار القمامة الشهر الماضي، قال فيه، إن المدينة تواجه العديد من التحديات والصعوبات، ونسعى جاهدين لحلها للارتقاء بكل نواحي الحياة من أجل الوصول إلى المستوى اللائق الذي يرتضيه المواطن السكندري.
وأشار المسيري إلى أن هناك زيادة في حجم المخلفات عن ما تم التعاقد عليه مع شركة نهضة مصر عام 2011، وفي حينها لم تكن كمية المخلفات بالإسكندرية تتعدى الـــــ١٧٠٠ طن يوميا، أما الآن فتنتج الإسكندرية نحو ٤٠٠٠ طن قمامة يوميا بالشتاء ويصل الناتج إلى ٥٥٠٠ طن أو أكثر يوميا بالصيف وأيام الذروة.
ولفت إلى قلة العمالة بسبب أزمة السيولة النقدية تدين شركة نهضة مصر لمقاولي الباطن بالملايين لم يتم سدادها، ولذا تعمل المحافظة على صرف بعض المبالغ إلا أن غرامات الرصد البيئي الموقعة على الشركة تعوق دون صرفها وأنه عند تسلمه المحافظة كانت مديونية المحافظة للشركة آنذاك 80 مليون تقريبا.

ورغم كل الوعود وإصدار البيانات وعقد الاجتماعات يبقى المواطن السكندري هو المتضرر الوحيد من العشوائية في سواء في إدارة الأزمة في مقدماتها أزمة القمامة وسط معاناة واستغاثات من المواطنين لا تنتهي إلا بالمرض.