رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولدمان ساكس: مشكلات الصين الاقتصادية تقتصر على الدول الأسيوية

 مصرف  جولدمان ساكس
مصرف " جولدمان ساكس" الأمريكي

أشار تقرير مصرف " جولدمان ساكس" الأمريكي" أن المشاكل الاقتصادية الصينية الحالية والتي أثرت بشكل كبيرة على الأسواق المالية العالمية ستقتصر في النهاية على الدول الآسيوية فقط.

وأشار تقرير البنك، أنه لن يكون ثمة ركود عالمي مع استمرار أزمة الصين الاقتصادية، وطمأنة البنك المستثمرين من المخاوف التي انتابتهم من الهبوط الذي شهدته الأسهم العالمية أمس الأول –الاثنين- وهو التراجع الذي قادته الأسهم الصينية فيما لُقب بـ"الاثنين الأسود".

وقال المصرف أنه على الرغم من ذلك، فإن المخاوف لا تزال قائمة من أن يؤثر الانهيار المطول في أسواق الأسهم وتباطؤ النمو الصيني سلبا على الاقتصاد العالمي.

وكتب بيتر أوبينهيمر المحلل في" جولدمان ساكس" في المذكرة " لا تقلقوا،" موضحا أن " الانخفاض في أسعار السلع خلال العام الماضي وكذا التراجع الأخير في كل من النمو الاقتصادي والصرف الأجنبي في الصين والأسواق الناشئة الأخرى لن يؤدي إلى انزلاق الاقتصاد العالمي في ركود."

ويرى المصرف الأمريكي الانهيار الذي شهدته أسواق الأسهم الصينية مؤخرا على أنه انعكاس للمخاوف من أن الهبوط في أسعار السلع والنفط كان نتاج التباطؤ الاقتصادي للصين.

وتعد الصين أكبر مستهلك للمعادن في العالم بسبب الطفرة التي تشهدها في قطاع البناء منذ 10 سنوات- وإذا ما تراجعت أسعار الوقود والمعادن، فإن ذلك مؤشرا قويا على أن تلك الفطرة أوشكت على الانتهاء.

وحال صحة هذا الكلام، سيواجه مصدرو المعادن حول العالم نتائج كارثية. لكن "جولدمان ساكس" يرى غير ذلك، قائلا: "الاستراتيجيون في مجال السلع لدينا ذهبوا إلى أن الحراك السلبي للأسعار في النفط والسلع كان انعكاسا وبصورة رئيسية لوفرة المعروض على النقيض من الطلب غير الكافي. ولهذا السبب، نرى خطورة ذات مغزى تتمثل في أن الأسواق تغالي في تفسير انهيار أسعار النفط والسلع على أنه مؤشر سلبي للنمو."

وتابع: "نعتقد أن النمو في الأسواق المتقدمة (على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا) واضح للعيان، ولن يكون حساسا بدرجة كبيرة لضعف النمو في الصين والأسواق الناشئة وأيضا سيحصل على دفعة قوية من أسعار النفط المنخفضة. وعلى الرغم من أنه ربما يكون ثمة مخاطر سلبية على تأثيرات الثقة وعلى الرغم أيضا من أن التضخم ربما يكون منخفضا نتيجة ذلك، فإننا نصر على رأينا بأن فرص الركود العالمي غير محتملة."

على صعيد متصل، رأى أوبينهيمر أن المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني قد يشكل التهديد الأكبر للنمو العالمي، سواء أكانت تلك الظاهرة ستؤثر على النمو من عدمه.

ولفت إلى أنه كلما زادت مخاوف المستثمرين، كلما قلت شهيتهم في خوض المخاطر، ما يمكن أن يقود إلى جمود أسواق الأسهم ونشاط الشركات.

وكانت الصين قد خفضت أمس- الثلاثاء- سعر الفائدة الرئيسي لديها بهدف تعزيز النمو الاقتصادي بعد الانهيار الشديد في الأسهم خلال الأيام الماضية.

وخفض البنك المركزي الصيني سعر الفائدة الرئيسي بـ 0.25 نقطة إلى 4.6 % في محاولة لتهدئة أسواق المال بعد يومين من الاضطرابات.

وهذه هي المرة الخامسة التي تخفض فيها الصين سعر الفائدة منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ اليوم- الأربعاء.

وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع كبير في الأسهم العالمية إذ ارتفع مؤشر "فايننشيال تايمز" في بريطانيا 3 % كما صعد مؤشر داكس الألماني 5 % وكاك الفرنسي بواقع 4.1%.