رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تعيين ضابط جيش قائدًا للجهاز.. الاستقالات تهدد شرطة الاحتلال بالانهيار

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أثار تعيين العميد العسكري المتقاعد، جال هيرش، مفتشًا عامًا للشرطة الإسرائيلية موجة غضب عارمة بين ضباط وقيادات جهاز الأمن العام الداخلي الإسرائيلي، نظرًا لأنه لم يخدم داخل الشرطة، لكونه أحد قادة الجيش الإسرائيلى.

وأعرب عدد كبير داخل جهاز الشرطة عن غضبهم و"خيبة أملهم" تجاه هذا القرار، مشيرين إلى أن اختيار شخصية من خارج أروقة الشرطة لتولي هذا المنصب الرفيع، يدل على أنه لا يثق بأفراد الجهاز الذي يتولى قيادته، حسبما أذاع راديو "صوت إسرائيل".

وبدأت بوادر انقلاب داخل الشرطة الإسرائيلية إزاء هذا القرار؛ حيث قال القائم بأعمال المفتش العام الميجر جنرال، بنتسي ساو، الذي كان من أبرز المرشحين لقيادة الشرطة، إنه ينوي اعتزال الخدمة في أعقاب هذا التعيين.

ومن جانبه، أكد الميجر جنرال، زوهر دفير، أحد القيادات داخل شرطة الاحتلال، أنه يشعر بإحباط شديد لاختيار أحد أفراد الجيش لتولى مهام داخل جهاز لم يخدم به، التي وصفها بـ"الصدمة المهنية"، مشيرًا إلى أنه لم يحسم أمره بعد بالنسبة لمستقبله بالشرطة، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، رفض أرييه عميت، قائد لواء الاحتياط، تعيين هيرش، معتبرًا أن هذا القرار يدل على عدم إدراك احتياجات الشرطة الإسرائيلية، خاصةً أن هيرش لم يخدم بالجهاز، بالإضافة إلى أن عمل الشرطة معقد للغاية ويحتاج للخبرة التي يتمتع بها قادتها، حسبما نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

ورأت الصحيفة أن هذه الأراء، تنذر بعدد من الاستقالات الجماعية المرتقبة داخل جهاز الأمن العام الداخلي للاحتلال.

ومن الجهة الأخرى، انتاب الغضب عائلات الجنود الذين قتلوا خلال خدمتهم داخل وحدات الاحتلال العسكرية في لبنان تحت قيادة هيرش، حيث اتهموه بالتسبب في إراقة دماء أبنائهم.

وكان أحد المنتقدين هو تسفي ريغيف، والد الجندي إلداد ريغيف، الذي أسر جثته "حزب الله" وجثة زميله ايهود غولفاسير، في اليوم الذي نشبت فيه حرب لبنان الثانية، وقال: "إنني أرى هيرش مسؤولا عن اختطاف ابني وأودي غولدفاسير وأنه قاد حربًا فقدنا فيها خسائر بشرية ثقيلة"، واصفًا اختياره لهذا المنصب بـ"المريع"، حسبما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وفي تحدٍ لهذا الغضب الشديد، أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد إردان، أن تعيين هيرش جاء لعدم وجود ضباط أكفاء في جهاز الشرطة.

وقال إردان: إن هذا التعيين يأتي بعد فترة تعرض فيها جهاز الشرطة لانهيارات مهنية وأخلاقية، أسفرت عن إقالات واستقالات نحو نصف الضباط بعد شبهات ضدهم بالتحرش الجنسي بحق شرطيات ومواطنات، إلى جانب شبهات فساد.

ودعا إردان كبار ضباط الشرطة، الذين يحملون رتبة نقيب، إلى البقاء في مناصبهم لعدم انهيار جهاز الشرطة نهائيًا.

ورغم موجة الغضب التي تجتاح الضباط والقيادات وعائلات الجنود، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليُظهر فصلًا آخر من تعنت سلطات الاحتلال؛ حيث أشاد باختيار هيرش لهذا المنصب، مشيرًا إلى أنه "الرجل الأنسب" فى الوقت الحالي.

وسيرًا على خُطى قائده، رحب وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه يعالون، بتعيين هيرش، واصفًا قدراته الشخصية بـ"الفريدة من نوعها"، حسبما أذاع راديو "الجيش الإسرائيلي".

وخدم هيرش، صاحب الـ51 عامًا، بين وحدات الجيش المختلفة، منها وحدة "المظليين"، ثم قائدا لكتيبة "بنيامين" في الضفة الغربية، وضابطًا في "مدرسة لتأهيل الضباط"، وختم حياته العسكرية قائدا لـ"فرقة الجليل" التي عين فيها عام 2005، ويعمل هذه الأثناء في المجال التجاري، كما يدير معهدا لتأهيل القيادات الشابة.

وكان هيرش قائدا للكتيبة 91 في حرب لبنان الثانية، تلك الحرب التي نشبت عام 2006، وتم اتهامه بالتسبب في مقتل 8 جنود في "بنت جبيل"، حسبما أذاعت القناة الأولى الإسرائيلية.