رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القوة العربية المشتركة.. حلم يدخل حيز التنفيذ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"القوة العربية المشتركة".. حلم راود الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه الرئاسة، من أجل تطهير المنطقة من وباء الإرهاب ..ودعا إليه في خطابات ولقاءات مع صحف محلية ودولية، حتى جاءت القمة العربية المشتركة في دورتها الـ26 التي استضافتها مصر بمدينة شرم الشيخ، مارس الماضي، لتدفع بالحلم خطوات إلى الأمام، حيث وافق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، خلال اجتماعهم التحضيري استعدادا للقمة العربية.

وكُلّف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالتنسيق مع مصر، رئيس القمة الحالية، الدعوة رؤساء أركان القوات المسلحة العربية خلال شهر من صدور القرار لدراسة الاقتراح وكافة الإجراءات التنفيذية وآلية العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة المشتركة.

وخلال ساعات، يدخل هذا الحلم حيز التنفيذ، حيث يوقع وزراء الخارجية والدفاع العرب بروتوكول القوة العربية المشتركة، مساء الخميس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.

وينص البروتوكول، على أنه يحق لأي دولة عضو المشاركة في هذه القوة بالانضمام إلى البروتوكول، وفقًا لإجراءاتها الدستورية، ويجوز لأي دولة طرف في هذا البروتوكول الانسحاب منه، وتحدد فترة انتقالية أقصاها ستة أشهر لإتمام الانسحاب وفى حالة ارتباط الدولة التي تطلب الانسحاب بمهمة في إطار القوة، يلزمها إتمام هذه المهمة قبل الانسحاب.

ويدخل البروتوكول حيز التنفيذ بإيداع ثلاث دول أعضاء وثائق تصديقها وفقاً لإجراءاتها الدستورية لدى الأمين العام ويسرى لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، ويجدد تلقائيًا إلا إذا قرر المجلس الأعلى بتوافق الآراء إنهاء العمل به، ويحدد المجلس الأعلى فترة انتقالية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرار الإنهاء.

حمدي بخيت، الخبير الإستراتيجي، قال إن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، والمطلوب الآن أن يدخل هذا البرتوكول حيز التنفيذ ويستخدم وفقا لاحتياجات الدول الموقعة عليه كي لا يتحول إلى "ديكور".

وأشار إلى أن هناك تباين في توجهات الدول العربية إزاء تشكيل هذه القوة والتوقيع على البرتوكول، حيث أبدت دول عديدة موافقتها على التوقيع مثل مصر والسعودية والإمارات والمغرب والأردن، بينما تتحفظ عليه الجزائر والعراق وتشارك قطر على مضض.

وأكد أن "البرتوكول" مرن وعالج هذا التباين بإعطاء الحرية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للمشاركة في القوة وكذلك الانسحاب منها وقتما يشاءون شريطة ألا تكون هناك عمليات جارية.

وتوقع أن تتدخل القوة العربية المشتركة في ليبيا واليمن – بعد شهور من تشكيلها، من أجل دحر الجماعات الإرهابية وإعادة الاستقرار للمنطقة.

أكد اللواء محمد نبيل، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن الحكم على نجاح تشكيل القوة العربية المشتركة يحتاج إلى مزيد من التروي، في ظل وجود خلافات بينة بين الـ22 دولة الأعضاء في جامعة الدول العربية.

وأكد استحالة توقع عدد الدول التي ستوقع علي البرتوكول، مشيرا إلى أن 12 دولة أعربت خلال مشاركتها في قمة شرم الشيخ عن موافقتها على تشكيل القوة، والآن يتردد أن الموافقين بشكل نهائي 6 فقط".