رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الراقصة والكوافير والزبال".. سقطات "الوزراء والمحافظين"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"زلة لسان".. خطأ في انتقاء الكلمات نتعرض له جميعًا، لكن أن يخرج من وزير أو مسئول، يصبح مثيرًا للجدل والأقاويل.

الساحة السياسية شهدت خلال الفترة الأخيرة عدة "سقطات" وتصريحات أثارت اللغط حولها؛ بسبب خروجها من قبل بعض المحافظين ووصلت إلى حد الوزراء، ورغم ذلك لا تتحرك الدولة تجاههم ولم تأخذ أي تصرف جاد نحوهم.

"الإسكندرية، البحيرة، الشرقية".. ثلاث محافظات أثار مسؤولوها الجدل خلال الفترة الأخيرة، تارة بالتصريحات وأخرى بالأفعال، ومايزال كل محافظ في منصبه رغم الجدل الذي أثير حوله في كل مرة.

"هاني المسيري" محافظ الإسكندرية، أثار الجدل منذ يومه الأول في المحافظة، بسبب اصطحابه لزوجته الدكتورة "أميرة أبو طالب" في كل مؤتمراته وندواته، حتى باتت جزءا لا يتجزأ من جدول عمله اليومي.

ولم يقف الأمر عند حد مرافقتها له في الاجتماعات الرسمية، والجولات الخارجية، ولكنها باتت تتفقد قصور الثقافة وتقوم بالزيارات الرسمية بدلًا منه، حتى سُلطت عليها جميع الأضواء والوسائل الإعلامية بدلًا عن المحافظ.

وخلال مقطع فيديو عرضته قناة "المحور" في أبريل الماضي، أفادت من خلاله وقوع مشادة كلامية حادة بين "هاني المسيري"، محافظ الإسكندرية، واللواء "إبراهيم الألفي"، السكرتير العام المساعد بالمحافظة؛ بسبب لفظ خارج قاله المحافظ أثناء استضافته على قناة تليفزيون الإسكندرية.

فقال "المسيري"، خلال تصريحاته، "إنه سوف يقيل كل من يهمل أو يقصر في تأدية عمله من منصبه"، مستخدمًا لفظًا خارجًا، الأمر الذي أثار غضب المساعد العام ودفعه لتقديم استقالته ليقبلها "المسيري" على الفور.

أما محافظ "بورسعيد" فلم يخرج منه تصريح مثير للجدل، ولكنه تعدى تلك المرحلة، فقام اللواء "مجدي نصر الدين"، بإهداء درع المحافظة لإحدى راقصات الفنون الشعبية لإحيائها حفلاً بعنوان "الأمل والعمل".

وظهرت الراقصة خلال حفل التكريم وهي ترتدي ملابس قصيرة عارية، الأمر الذي أثار استياء أبناء المحافظة.

"افتتاح كوافير".. كانت الأزمة التي سببها محافظ الشرقية "رضا عبد السلام"، حين افتتح "كوافير حريمي" بالمحافظة، الأمر الذي علق عليه المحافظ بعدما أثار حالة من الجدل بقوله: "أنا عارف بعمل إيه"، ومع ذلك ظل قابعًا في منصبه دون حراك.

ويخرج بعدها "عبد السلام" ليزيد "الطين بلة"، حيث برر ذلك التصرف بتصريح أسوأ، خلال مداخلة هاتفية له قال فيها: "أنا بشتغل 24 ساعة، وأنا المحافظ رقم 1 في تقييم المحافظين، أنا مش عارف إيه سبب الضجة في مشاركتي في افتتاح المحل". 

لم تقف تلك التصرفات عند حد المحافظين ولكنها طالت الوزراء أيضًا، فخرج المستشار "محفوظ صابر" وزير العدل السابق في مايو الماضي بتصريح كان السبب الرئيسي في إقالته من منصبه.

فخلال استضافة "محفوظ" في برنامج "البيت بيتك"، قال إن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا؛ لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل.

وأضاف وزير العدل: "أن ابن عامل النظافة لو أصبح قاضيًا سيتعرض لأزمات عدة، ولن يستمر في هذه المهنة"، قائلًا: "كتر خير عامل النظافة إنه ربى ابنه وساعده للحصول على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه".

وقبيل ذلك، كان المصريون على موعد آخر مع تصريح مثير وصل بصاحبه إلى أروقة المحاكم والقضايا، كان بطله تلك المرة وزير الثقافة "عبد الواحد النبوي"، الذي سخر من موظفة داخل الوزارة؛ بسبب زيادة وزنها. 

حكت الفنانة "عزة عبد المنعم"، أمينة متحف "محمود سعيد" بالإسكندرية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنها تعرضت للإهانة وللتعامل بشكل عنصري من وزير الثقافة، حيث تجاهل مطالبها بأنهم يتعرضون لمشكلات عديدة، بقوله: "أنا عندي مشكلة مع التخان، وابقي اطلعي السلم عشرين مرة في اليوم عشان تخسي".

وتابع الوزير إهانته لها قائلًا: "أنا دخلت كان المكتب مقفول لتكون كانت بتاكل جوا ولا حاجة، إوعي تكوني جايبة بطاطس محمرة جوا"، وسط ضحكات ساخرة من جميع الموظفين والأمن، وتصاعدت حدة الأمر بعدها حيث أعربت "عزة" في أكثر من مداخلة هاتفية أنها ستقوم برفع قضية ضد الوزير.

ولم تقف التصريحات عند حد إثارة الجدل فقط، بل كان منها ما هو مثير للسخرية، مثلما حدث مع وزير الري "حسام المغازي"، الذي أكد، خلال مداخلة هاتفية على قناة "روتانا مصرية" أثناء حادثة "صندل الفوسفات"، أنه لا يوجد ما يدعو للقلق من غرق ناقلة محملة بـ500 طن من الفوسفات في نهر النيل.

وأضاف قائلًا: "أنا مبشربش مياه معدنية، وأنا هروح عند المركب اللي غرق وأشرب من المياه هناك"، الأمر الذي أثار سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" وأطلقوا عليه لقب "الوزير المُضحي".

وشهد عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أحداثًا مماثلة، وبالتحديد من وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود، في حكومة "هشام قنديل".

"الوزير المتحرش" لقب حصل عليه "عبد المقصود" عن جدارة، عقب أكثر من واقعة له، كانت أولها خلال حضوره أحد المؤتمرات أبريل 2013، الذي نقله جميع وسائل الإعلام، حين سألته صحفية: "أين توجد حرية الإعلام والصحافة؟"، ليرد مبتسمًا: "ابقي تعالي وأنا أقولك فين؟".

"كلاكيت للمرة الثانية"، كان الرد نفسه من نصيب إحدى مراسلات القنوات التلفزيونية، عقب سؤالها: "أين توجد وسائل تطوير الإعلام والصحافة في مصر؟"، ليرد بالإجابة نفسها: "ابقي تعالي وأنا أقولك فين؟".

فخرجت حملات كثيرة تطالبه بتقديم الاعتذار أو الاستقالة.. ولم تقتصر ألفاظ الوزير الأسبق عند حد الصحفيات المصريات، بل طالت الدول العربية أيضًا، فقد سبق في سبتمبر 2012، أن قال الوزير للمذيعة "زينة بازجي" بقناة "دبي"، خلال حلقة سجلتها معه في برنامجها "الشارع العربي"، حول الأسئلة التي ستوجهها لها: "بلاش الأسئلة تبقى سخنة زيك".

اللواء "أحمد القصاص"، محافظ الإسماعيلية الأسبق، الذي عرفت عنه العصبية في التعامل مع المواطنين، والحدة في كلامه، والتي وصلت إلى حد التطاول والإهانة لهم، فسجلت له واقعة أثارت جدلًا، وهي تلك الإشارة الخارجة التي أطلقها "القصاص" في وجه المواطنين بعد سبهم، والتحدث إليهم وهو يقوم إشارات خادشة للحياء، بإصبعه الأوسط.

"الحزب الوطني"، كانت زلة كبيرة خرجت من قبل رئيس حزب الحركة الوطنية "أحمد شفيق"، خلال مداخلة هاتفية له على قناة "صدى البلد" في مطلع العام الحالي، حين أطلق اسم الحزب الوطني على حزبه الجديد "الحركة الوطنية".

فقال "شفيق": "خلال أيام سنعلن مرشحين الحزب، والشعب الكريم سيرى ما يرضيه من الحزب الوطني من تصرفات تأتي على هواه وإرادته"، واستدرك بعدها الخطأ، مشيرًا إلى أنه يقصد حزب "الحركة الوطنية".

وفي عهد الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" كانت هناك عدة تصريحات مثيرة من المسئولين، وكان بطلها وزير الثقافة الأسبق "فاروق حسني" عام 2006، حين قال في مؤتمر صحفي مع نظيره "السنغافوري"، بعد وجود إحدى الصحفيات مرتدية الحجاب: "هل أثرت زميلاتك المحجبات عليكِ؟ ماذا حدث؟ هل العقل المتحرر المتقدم تأخر، الحجاب تأخر وتخلف وأنا أعلنها صراحة".