رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نيجيريا تبحث عن مستورد لنفطها الخام بدلا من الصين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تبذل نيجيريا جهودا كبيرة لتسويق نفطها الخام لا سيما بعدما قررت الصين وقف استيراده من نيجيريا، ويأتى ذلك في الوقت الذي وقعت فيه البلاد ضحية لارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخرى.
وتعد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام، ويشكل عدم استيرادها النفط مشكلة كبيرة قد تؤثر بشكل أو بآخرعلى النفط النيجيرى.
تجدر الإشارة إلى أن الصين تفضل استيراد النفط الخام الثقيل الذي يناسب شهية مصافيها التي تنتج الكثير من زيت الوقود للحفاظ على استمرار عجلة الاقتصاد الصناعي وعملية التصنيع، وذلك وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ولاحظت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الصين لديها أيضا الكثير من المصافي المعقدة والمتطورة التي تستخرج نواتج التقطير وتتضمن مجموعة واسعة من المنتجات المكررة الأخف وزنا، مثل غاز البترول المسال أو البنزين، والمنتجات الثقيلة مثل زيت الوقود، وذلك عن طريق تقطير النفط الخام الثقيل، مما يجعل مصافي التكرير تحقق هوامش ربح أفضل بكثير.
وتتجاهل الصين النفط الخام النيجيري في الوقت الراهن، كما أن طلب الصين للنفط الخفيف ضئيل للغاية. لهذا فقد حان الوقت لأن تحاول نيجيريا البحث عن وسيلة لجذب اهتمام الصين والترويج لنفطها الخام.
ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، فإنه في عام 2014 تم توجيه 45% من صادرات النفط الخام النيجيرى إلى أوربا.
ولكن الأزمة الحقيقية لنيجيريا تكمن في اعتمادها بشكل كبير على منطقة يعانى فيها الطلب على النفط الخام من حالة ركود. حيث أن الكثير من اقتصاديات دول المنطقة ما زالت متعثرة ولذلك تحتاج نيجيريا إلى البحث عن الطلب على النفط في البلدان التي تشهد نموا وبصفة خاصة دول قارة آسيا.
يذكر أنه قبل نحو سبع سنوات فقط، كانت الولايات المتحدة، التي لا تزال أكبر مستهلك للنفط في العالم، تشترى أكثر من مليون برميل يوميا من النفط الخام النيجيري الخفيف، الذي كان يمثل ما يقرب من 50 % من صادرات النفط النيجيرية. وفي عام 2014، لم تصدر نيجيريا سوى 3% فقط من نفطها الخام للولايات المتحدة، وفقا لنفس البيانات التي نشرتها إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبذلك فقدت نيجيريا أكبر مشتر لها، ويرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في إنتاج الولايات المتحدة للنفط الصخري.
ويقال أن النفط الصخرى الأمريكى يشبه إلى حد كبير النفط الخام النيجيري الخفيف الحلو في النوعية، حيث أن الولايات المتحدة تكتشف المزيد والمزيد من أحواض الصخر الزيتي في أراضيها، فإنها بالتالى لا تحتاج إلى النفط من نيجيريا.
يذكر أن الولايات المتحدة لم تستورد في العام الماضي، لمدة ستة أسابيع متتالية بدءا من مطلع يوليو،برميل واحد من النفط الخام. وهذه هي المرة الأولى التي لا تستورد فيها الولايات المتحدة أي نفط خام من نيجيريا لمثل هذة الفترة من الوقت، وذلك منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بتجميع بياناتها قبل أربعة عقود.
وأشار بيان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن ثورة النفط الصخرى تأثرت بصورة عميقة في تركيبة سوق استيراد النفط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، والذي غير بصورة كبيرة اتجاه تدفق النفط الخام سواء داخل أوربا أو آسيا.وللأسف كانت نيجيريا أكبر ضحية لهذا الاكتشاف.
ومع ذلك، تعتبر الهند أكبر مشتر للنفط الخام النيجيري، مما يعد أكثر الأمور الإيجابية التي شهدتها نيجيريا. ولكن الطلب الهندى للنفط الخام النيجيرى ضعيف وفي طريقه إلى الزوال حيث يزيد طلب الهند على النفط الخام في أمريكا اللاتينية بشكل حاد.
كما أن الهند هي أيضا أكبر مشتر للنفط الخام الفنزويلى، ومع ازدياد حداثة وعصرية مصافى التكرير في شبه القارة الهندية، فإنه من المتوقع أن يتضاءل طلبها من النفط الخام الخفيف الحلو.
جدير بالذكر أن أكبر مجمع تكرير للنفط في العالم يقع في جامناجار في ولاية جوجارات في الهند، التي تديرها شركة ريلاينس، يعمل في الأساس على تكرير الخامات الثقيلة التي تسيطر إلى حد كبير من خامات من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.