رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إحداث للنكايات وإن قلت الإمكانات".. الإخوان تسير على نهج تنظيم القاعدة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

إعلان رسمي ودعوة جديدة وصريحة للعنف، خرجت من جماعة الإخوان عن طريق ما يسمى "الهيئة الشرعية" لها، حول الأوضاع السياسية التي تشهدها الجماعة في الآونة الأخيرة، أظهرت فيه بعض الحقائق عما يدور في دواخل الجماعة.

بدأت الجماعة في بيانها بإعلان الاستمرار فيما يسمى "المسار الثوري" لاستقطاب القوى الثورية، تحت زعم أنه الطريق المناسب لدحر الإرهاب، وأكدت فيه أنها ستقاوم النظام الحالي بكل أشكال وأنواع المقاومة المتاحة تحت طائلة أن ذلك من الحكم الشرعي.

"إحداث للنكايات وإن قلت الإمكانات" جملة جديدة استخدمتها الجماعة في بيانها، قالت إن المقاومة تبدأ من عندها ثم بعد ذلك توازن الخوف والرعب ثم بعد ذلك النزال والحسم وادعت أن ذلك من أصل الكتاب والسنة.

خبراء الشأن الإسلامي اتفقوا على أن الجماعة تستخدم في الوقت الحالي مصطلحات جديدة، تحاول بها جذب القوى السياسية والتيارات الإسلامية، وإعادة إحياء فكر "فقه المتغلب" الذي يقوم على تكفير الحاكم والنظام الحالي.

"ماهر فرغلي"، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن الهيئة الشرعية أداة من أدوات من يمسك الجماعة الآن، في ظل صراعهم مع القيادة التاريخية الذين يرغبون في العودة للقيادة علي رأسهم "محمود عزت".

وأوضح أن الموضوع يقع في إطار الصراع الداخلي، وأداة لدعم الطرف الذي يقود من تركيا، مؤكدا أن ما تتفوه به كلام خطأ وهذه الهيئة لا تفقه شيء في الشرع ولا غيره، وتحريضها لن يؤدى لنتيجة تذكر على الأرض؛ لأن الإخوان مقسمة من الداخل، والتنظيم أصبح ضعيفًا للغاية.

وأشار إلى أن هذه البيانات يمكن أن تستغل ضد الجماعة؛ لأنه يحمل تحريض صريح على العنف، مضيفًا أن هذا الانقسام سينتهي بانقسام التنظيم.

"هشام النجار" الباحث في الشؤون الإسلامية، رأى أن المرحلة الأخيرة داخل الجماعة شهدت تراجع للحركات والمسارات الدينية التي يعتمدون عليها في الحشد لتظاهراتهم، والتجميع على أساس ديني، مرجعًا ذلك إلى الانقسامات والضعف الداخلي الذي دب في الكثير من الحركات المتحالفة معهم، وصراعات بين القيادات الجديدة والقديمة بالجماعة.

وعن استخدامهم لكلمة "إحداث للنكايات وإن قلت الإمكانات" أوضح "النجار"، أنها مغازلة للجماعات الإسلامية؛ لأنها من تستخدم تلك الكلمات، بمعنى أن ينهك خصمه بالقوة ويدخله في مهاترات مسلحة ومواجهات عنيفة لينهك قواه.

وأشار إلى أنها مغازلة أيضًا للقوى الثورية؛ لأنهم اعتمدوا في البيان على استخدام لفظ المسار الثوري، لافتًا إلى أن البيان يحاول استقطاب جميع الأقطار إليه دون تفرقة واستغلال التيارات المعارضة ضد الدولة، لأنه اعتمد على التحريض بشكل علني وواضح.

وتابع، أن ضعف وانهيار جماهيرية الإخوان بسبب الأحداث الإرهابية التي فعلوها في السنوات الأخيرة، جعلهم يعلنون العنف صراحة، ويحاولون استقطاب كل من له مشاكل مع السلطة أو يعارض النظام الحالي مثل كيانات 6 أبريل وغيرها.

واستنكر "سامح عيد" عضو حزب المحافظين، وجود هيئة بالجماعة تحمل اسم "الهيئة الشرعية"؛ لأن الجماعة طوال تاريخها اعتمدت على وجود مفتي لها وليس هيئة للتشريع، واكتفت بوجود الكوادر التي تصدر عنها تلك الفتاوى فقط.

وأوضح، أن الجماعة تعيش على وهم القصاص، ويسيرون على مبدأ "فقه المتغلب"، الذي ينتشر في معتقدات التيارات الإسلامية، ويعتمد على مبدأ الحاكم الطاغي الفاسق، فالجماعة استدعت ذلك الفكر من أجل اعتبار أن النظام الحالي طاغي.

وأشار إلى أن ذلك الفكر ينتشر في التيارات الإسلامية، لا سيما استخدامهم كلمة "إحداث للنكايات وإن قلت الإمكانات"، وموجودة في كتب قيادات القاعدة، مثل كتاب "إدارة التوحش"، الذي يقسم الدول إلى مجموعة ضعيفة يجب السيطرة عليها، ومجموعة أخرى هي دول قوية تحاول الجماعات إجهادها وفقدها لاستقرارها.