رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تتوالى تهديدات داعش لأردوغان: و"انقلب السحر على الساحر"

جريدة الدستور

بات معروفًا للجميع دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجماعات المتشددة وكذلك الأنظمة الإرهابية حتى وإن زعم غير ذلك، حيث استقبل قيادات جماعة الإخوان الهاربين من مصر، وساعد بعض الإرهابيين في الهروب إلى سوريا والعراق.

وبعدما شهدت العلاقة بين أردوغان وتلك التنظيمات الإرهابية تحولاً وتغييراً، جاءت رسالة تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا، هدّد خلالها حكومة تركيا بـ"الانتقام"، وأنه إذا استمر أردوغان باستخدام أراضى تركيا قواعد للطيران الأمريكي حفاظا على ملكه، فإنهم سوف يرون شرق البلاد بيد البككة.

وحرض التنظيم الشعب التركي كذلك على القيام لقتاله قبل فوات الأوان، والتوبة إلى الله من تأييدهم لتسليط أردوغان على رقاب المسلمين، واصفاً حكمه بالطاغوت وأنه خائن.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها تنظيم داعش تركيا، ففي يوليو الماضي هددها داعش برفع الثمن باهظاً، وذلك بسبب تكثيف تركيا حملتها عليه وسط ضغوط دولية أدت قيام الشرطة التركية باعتقال بعض الأشخاص المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش بالإضافة إلى حجبها لبعض المواقع التابعة لها.

وقال سعيد اللاوندي، الخبير بمعهد الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن ذلك التهديد لأردوغان يحمل درسًا مهمًا للغاية له، فبعد أن كان يدعم داعش سرًا سياسيًا وأيضًا بالسلاح، جاء الوقت الذي ينقلب فيه السحر على الساحر.

وأضاف أن تحول موقف أردوغان من تلك التنظيمات الإرهابية، جاء بعد مهاتفة أوباما الرئيس الأمريكي له، وبعدها أعلن محاربتهم، وذلك بعد أن كان يدعم التطرف في كل مكان، مشيراً إلى أنه كل من يدعم التطرف ويقف معه لابد من أن يدفع الثمن ويشوي بنارها، وهذا ما يحدث مع أردوغان حاليًا.

وقال إن داعش سوف يدعم أي مظاهرات ضد أردوغان في الفترة المقبلة ويقويها، وكذلك سيسعى إلى تعبئة شعبه ضده، فيما قال محمود جابر، محلل سياسي، إن أردوغان كان واحداً ممن ساهموا في وجود تنظيم داعش الإرهابي، وأن التنظيم كان ومازال يعيش على الأراضي التركية، ودخل سوريا وكذلك العراق من خلالها، موضحاً أن تهديد داعش لأردوغان تعني بداية النهاية له ولحزبه العدالة والتنمية.

وأوضح، أن هذه التنظيمات في النهاية هي أحد الأدوات الأمريكية التي تستخدمها مع أصدقائها أو ضد أعدائها أو العكس، مشيراً إلى أن أردوغان يلعب لصالح دول الغرب، ولكنه فشل في القيام بالدور المنوط به، وهو السيطرة وتقسيم البلاد العربية، ولم يستطيع تحقيق ذلك.

وذكر أن الثورات الشعبية هي التي أنهت علي طموحات أردوغان في البلدان العربية، وخاصة ثورة 30 يونيو التي أزاحت جماعة الإخوان من الحكم، موضحًا أن الأمور تتغير في تركيا فهناك غضب شعبي ضده هناك.

وذكر جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية جامعة قناة السويس، إن تهديد داعش لتركيا لا يحمل جديدًا، فالتنظيم الذي صنعه أردوغان انقلب عليه كما ينقلب السحر على الساحر.