رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رابعة.. هل فقد الإخوان قدرتهم على الحشد؟

جريدة الدستور

الحشد كانت تلك السمة الأساسية التي كانت يتمتع بها تنظيم الإخوان، وأهم ما كانت تتميز به الجماعة طوال تاريخها، تباهوا بذلك لسنوات، وأنهم قادرين على تحريك الشارع ومواجهة النظام في عهد المخلوع مبارك، من خلال بعض مظاهراتهم التي كان يقومون بها.

وواحدة تلو الأخرى، تراجعت قدرة جماعة الإخوان على لم جمع شمل أعضائها في الشارع بشكل منظم، كما كانوا من قبل، وبدأ ذلك في الظهور منذ أن تولي المعزول محمد مرسي حكم البلاد، وازدياد الغضب الشعبي ضد تنظيم الجماعة وجميع أعضائها وأتباعها.

واتضح ذلك أكثر، في أعقاب ثورة 30 يونيو وعزل مرسي من الحكم، وإن كانت آخر تجمعاتهم التي تعتبر كبيرة بعض الشيء، هو اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة، من أجل المطالبة بعودتهم للحكم.

وبعد فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013، تلاشت مظاهرات الإخوان، وفي حال وجودها فتظهر على استحياء شديد وأعدادهم قليلة تكاد لا تذكر، واليوم في الذكرى الثانية لفض الاعتصام، هل يعود الإخوان مرة أخرى للشارع بعد أن فقدوا كل أسلحتهم، أم أن قدرتهم على الحشد لا تزال موجودة.

سامح عيد، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، قال: "إن الوقت الراهن يشهد خلافًا واسعًا وحادًا بين الإخوان، فهناك طرف يتبني مبدأ التهدئة، وآخر يفضل ما يسمونه الحراك الثوري والانتفاضة".

وأضاف: "إن التنظيم الدولي للجماعة يرى أن موقف الإخوان في مصر يؤثر عليهم بشكل دولي، وستوضح الأيام المقبلة هل تخضع إخوان مصر للتهدئة وفق رغبة التنظيم الدولي، أم أنها ستستمر في مسلسل العنف الذي تقوم به؟".

وأوضح أن الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة لن تشهد مظاهرات ضخمة للجماعة، لكنها ستكون محدودة للغاية، وسيحاول الإخوان القيام بأعمال عنف عشوائية مثل التي حدثت في الآونة الأخيرة من تفجيرات في أماكن متفرقة.

واستكمل: "السبب في ذلك أن الكتلة الصامتة من الإخوان لم تعد ترغب في النزول، لأنه في مقابل ذلك تدفع غرامات كبيرة دون مردود فعلي أو فائدة تعود عليهم، ويتم القبض على عدد كبير منهم، إضافة إلى أنهم فقدوا حماسهم، وخاصة مع غياب قياداتهم عن التواجد معهم في الشارع.

وقال هشام النجار، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إنه بالطبع ستكون هناك محاولة من جماعة الإخوان في ذكرى فض الاعتصام لإثبات وجودهم، فهم حريصون على ألا يفوتوا تلك الذكرى دون توظيفها، وشحن الشباب وقواعد الجماعة، وكذلك محاولة إحداث شغب.

وأشار إلى أن موقف الجماعة في حالة في انسداد أفق من الناحية السياسية، وهناك عدد من الرسائل السلبية التي تظهر للإخوان واحدة تلو الأخرى، منها علي سبيل المثال حول ما تردد عن عودة العلاقات بين السعودية والإخوان، ولكن رد على ذلك زيارة وزير الخارجية المصري للسعودية، وكذلك إعلان القاهرة.

واستطر قائلاً: "بصفة عامة عهد المظاهرات الحاشدة والمليونية والجماهيرية التي تملأ الميادين انتهى، بسبب المستجدات على الوضع المحلي والتفجيرات، وكذلك الأوضاع الأمنية التي نمر بها والاغتيالات، ذلك كله أدى إلى أن الأمور لم تعد تمضي كما كانت عليه".

وأضاف: "بصفة خاصة فإن جماعة الإخوان تحاول جاهدة استجماع الحلفاء من نفس تيارها الفكري والأيديولوجي، من أجل خدمة عدائهم مع الدولة ورموزها، تعويضًا عن الحشود الجماهيرية التي لم تعد قادرة على تجميعها".

من جانبه، قال خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن الجماعة، "إنه لو تم مقارنة وضع الجماعة الآن وموقفها منذ عام، نجد أنها مات إكلينيكيًا وفقدت السيطرة على الأمور وازداد ضعفها، وبالتالي فلن يكون لهم تواجد خلال ذكرى الفض، ولكنها ستسمر في عملية التشويه المستمرة على الدولة المصرية والنظام السياسي بها".