رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخواء الفكرى

جريدة الدستور

فى الدول المتقدمة أكرر الدول المتقدمة والتى تعرف المعنى الحقيقى للمراد بحقوق الانسان والتخصص والعلم والمعرفة والثقافة أيضا عندما يثار موضوع محدد فى وسائل الاعلام أو الصحافة أضف الى ذلك المساجد والزوايا على الرأى العام للمناقشة وأخذ أراء رجل الشارع والعامة من البشر فى المشاكل التى تلم بأوطانهم أو حتى لمجرد مخاطبة العامة فان جميع وسائل الاعلام المسموعة والمقروئة والمرئية والمساجد أيضا تستضيف خبراء متخصصون بالدراسة والعلم والخبرة لهذا العمل كما أنهم لايعرفون من الأساس مصطلح الناشط لأنه فى عرفهم عمل من لاعمل له هذا من ناحية أولية ..

وتطبيقا لذلك فلو أن الموضوع المطروح للمناقشة على الرأى العام يتعلق بالامور العسكرية مثلا فنجد أن وسائل الاعلام تلك تستضيف للمناقشة والتحليل وتعرض على الجمهور أراء الخبراء العسكريين فقط أكرر فقط وأعيدها بالثلاثة وهم الذين خدموا فترات طويلة فى المؤسسة العسكرية وحازوا على أوسمة وأنواط عسكرية ولهم تاريخ مشهود فى هذا المجال ولذلك يلاحظ أن جل هؤلاء قد جاوزت أعمارهم العقد الخامس وهكذا فى كافة الأمور التى يراد منها مخاطبة الجماهير وعرض وجهة النظر المتخصصة وذلك ليس الا أحتراما وتقديرا لحق المواطن فى المعرفة وهو أول حق من حقوق الانسان التى يتشدق بها المتشدقون فى وطنى وحتى يتكون الوعى الثقافى للمواطن على أسس صحيحة وقوية ومتماسكة مما يدفع بالوطن كلة الى التقدم ..

أما فى وطنى فكثير من النشطاء والنخب والخبراء والمفكرون والباحثون والمحللون ومن لاعمل له اضافة طبعا الى العديد ممن احترفوا السياسة على المقاهى وشيوخ الصدفة والسبوبة فالمواطن يشاهد ويسمع ويقرأ فى الغالب الأعم لكل هؤلاء بعد أن سمحت لهم غالبية وسائل الاعلام الخاص بالظهور ومخاطبة العامة منذ عهد الانفتاح السعيد والى اليوم ولهذا فلقد أضمحلت الثقافة العامة للشباب وحدثت البلبلة والخواء الفكرى لدى العامة وضاع الزمن الجميل الذى كان وأصبحت مصر تعيش مسخا دميما فى كافة مناحى الحياة الثقافية وامتدت وطالت تلك الايادى الفن والطرب والسينيما والمسرح أيضا وتطبع الشعب بسياسة اللى تغلبوه العبوابه وأوضح مثال للتعليل على ذلك مشهد جنازة المرحومان عمر الشريف وسامى العدل مع كامل الاحترام والتقدير والترحم عليهما فالاول تاريخة ورفعةلاسم مصر فى الأوساط العالميةعاليا يتحدث عنة والثانى من عائلة اشتهرت بانتاج الآعمال الفنية ولاتزال وفى الحقيقة ولحماية لشباب هذا الوطن فان الدولة المصرية ملزمة باصدار تشريعات تحد من تلك الظواهر التى دمرت العقول المصرية ...