رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو..ترعة "المريوطية" بين مطرقة "الحوادث" وسندان "القمامة": "مفيش حكومة في البلد عشان تتحرك"

جريدة الدستور

"حكومة تائهة.. محافظون لا يدرون شيئًا.. رؤساء أحياء في الطراوة".. هكذا تعيش منطقة "الهرم".. وهكذا وقع أهالي ترعة "المريوطية" فريسة لثلاثة عوامل لا ترحم.. الإهمال ساد "الترعة" من كل النواحي.. الحوادث لا حصر لها.
تجولت عدسة "الدستور" في منطقة ترعة "المريوطية"؛ استكمالًا لملف "ترع الموت في مصر" الذي فتحته بعدة مناطق، للتعرف على أبرز مظاهر الإهمال والإغفال المتعمد الذي تعاني منه المنطقة.
المنطقة تعاني منذ 5 سنوات.. يقول "عم رضا" أحد سكان المنطقة، منذ 5 سنوات، حيث أكد أن الحوادث في منطقة المريوطية موجودة بشكل دائم، كان آخرها حادث "أوراسكوم"، وسبقها بثلاثة أشهر سقوط سيارة ملاكي من أعلى الكوبري في الترعة، وأتوبيس آخر سقط فوق عربية، وغرقوا جميعًا في الترعة، وأكد أن حوالي 15 حادثة وقعت خلال ذلك العام.
ورأى "رضا" أن السبب في حوادث السيارات على طريق المريوطية، هو الكوبري؛ بسبب انخفاض حواجزه الأمر الذي يدفع السيارات للانقلاب من فوقه إلى الترعة، وأن الحي لم يكلف نفسه بعمل سور حديد عالي.
أما عن القمامة، قال: "عربيات نقل التراب بيرموا كل يوم الزبالة بتاعتهم في الترعة، والحي بيفحت ويشيلها، وهما بيرموا تاني. ده غير أنها تضيق الطريق على الجانبين وبتعمل حوادث كتير. ده غير إن مفيش مطبات على الطريق تهدي السرعة على الطريق اللي ماشي رايح جاي".
وأكد "رضا" أن الحكومة متسببة أيضًا في كثرة القمامة على الترعة، لأن "عربات النظافة" الخاصة بالحي تأتي وتستسهل الرمي في الترعة بدلًا من "مقلب القمامة"، الأمر الذي يجلب على الأهالي حشرات وقوارض كثيرة.
أما عن خطورة تواجد الأطفال في مناطق كهذه، قال: "كل يوم فيه حوادث لغرق أطفال في الترعة وحوادث عربيات على الطريق، لدرجة أننا بنخاف العيال تطلع تلعب بره، بسبب الترعة وسرعة العربيات".
"الكل في الطراوة" هكذا عبر "رضا" عن موقف المسئولين سواء المحافظ أو رئيس الحي قائلًا: "محدش هنا بييجي يراقب خالص لكن عند الهرم فيه مراقبة؛ لأنها منطقة سياحية".
وبدأت إحدى سيدات المنطقة كلامها مهاجمة المحافظ بقولها: "المحافظ لما عدى ساعة حادثة أوراسكوم مشفش المنظر اللي إحنا فيه، لغاية دلوقت مفيش صرف صحي، والمنظر زبالة، اشتكيت واتصلت بالخط الساخن محدش سأل فينا".
وعن كثرة الحوادث قالت السيدة منفعلة، إن تلك الحوادث تتكرر بشكل يومي بل كل ساعة، حتى إنها أصبحت تخشى مرور أطفالها وحدهم من الترعة.
وتابعت: "الإهمال ملوش حدود عندنا، عشان الناحية التانية رصفوا الطريق ومعملوش مطبات ولا حواجز على الترعة، والمنطقة كلها مدارس وأطفال بيعدوا، وكل يوم بيشيلوا أطفال ميتة، والنقل التقيل أهو ماشي عكس يمين وشمال".
وأرجعت السيدة سبب شهرة "ترعة المريوطية" بكثرة الحوادث بها إلى سوء تخطيط الحكومة ووزارة الري والطرق والكباري، لأن الأولى تعاني من إهمال وفساد جم، والثانية لم تقم بتأمين الترعة بالحواجز والأسوار، فضلًا عن أن الثالثة في غيبوبة تامة بين مرور السيارات في الاتجاه العاكس واختفاء "المطبات" وفقًا لرؤيتها.
وتابعت: "الوضع ده بقالنا عليه كتير، وكل يوم تيجي عربيات نقل كبيرة، ترمي الزبالة بتاعتها عندنا، والحي كأنه مش موجود منعرفش بقى ده فساد ولا إيه، لما بتزيد ميه الصرف الصحي وميه الترعة بتخش ع الصرف والميه".
وأضافت أن مياه الترعة حين تزيد تدخل على مياه الشرب الخاصة بسكان المنطقة، فضلًا عن وصولها في بعض الأحيان إلى داخل الشقق والعمارات، الأمر الذي يهدد حياتهم وسقوط العقارات التي تصل إلى 17 دور.
والتقطت الحاجة "أم محمد" أطراف الحديث معنا، حيث أرجعت أسباب كثرة الحوادث إلى السرعة الزائدة كما أن الطريق يسير في الاتجاهين، فضلًا عن أن الكوبري يسبب الكثير من الأزمات، فالسيارات المسرعة عليه دومًا ما تسقط في مياه الترعة التي لا تعرف الحواجز أو الأسوار.
ورأت "أم محمد" الحل في ردم الترعة بشكل نهائي إلى جانب القمامة التي تحيطها من كل النواحي، وتغطي سطح المياه بأكمله، حيث يلقيها كل يوم الباعة الجائلين.
أما عن زيادة مياه الترعة قالت: "كل شوية الترعة بتطفح بين العمارات، بسبب زيادة الميه فيها، وعشان مفيش مواسير أو أجهزة شفط ومية الترعة بتخش لحد البيوت، من 20 سنة بيقولوا لازم تتغطى، عشان فيه أطفال بتعدي وبتقع، وممكن تضرب بالعربية على الطريق وتقع جثثها في الترعة يبقى موت وخراب ديار لأنها غويطة أووي".
وتحدثت "أم محمد" عن مشهد غريب كانت قد ألتقطته عدسة "الدستور" أثناء جولتها، وهو وجود ماكينة كبيرة ملحق بها خرطوم، لا يعلمون من وضعها تقوم بجلب مياة المجاري والصرف الصحي الخاص بالمصانع، وتصبه في مياة الترعة، ولم يعلم الأهالي من قام بوضعه سواء الحكومة أو رئيس الحي أو أصحاب تلك المصانع.
ونفت وجود مايسمى "مجلس أمناء المريوطية" الأمر الذي تحدث نائب محافظ الجيزة اللواء "علاء الهراس" آخر العام الماضي عن تدشينه لبحث مشاكل أهالي المنطقة، مؤكدة أنه إذا كان بالمنطقة مسئول أو راعي يقوم بعمله ما وصل بها الحال إلى هذا الشكل.
وأضافت: "ما هو لو حد مسئول كبير أو وزير مهم ساكن في المنطقة هتلاقي عربيات شرطة بتحميه، لكن يجي المسئولين بقى يشوف الدنيا فيها إية ولا الهوى".
واستدلت "أم محمد" على كلامها برواية حادثة وقعت منذ شهرين قائلة: "من حوالي شهرين، في عربية نقل كبيرة ضربت طفل وسبته على الطريق ومشيت، المسئولين كل ما يجوا يقولولنا شيلو مسئوليتكوا، وفعلًا الأهالي هي اللي بتنقذ لأن كمان الإسعاف لحد ما بتيجي روح الأهالي بتطلع يعني لاحماية ولا حتى إنقاذ".
"كفاية علينا اللي بيقع من فوق الكوبري في الترعة، والناموس والقرف اللي إحنا عايشينه.. وعربيات كتير بتمشي عكس" بتلك الكلمات عبرت حارسة عقار بالقرب من ترعة المريوطية، عن معاناتهم من وجود الترعة.
وتحدثت عن آخر حادثة شهدتها المنطقة في الشهر الماضي، وهي سقوط أتوبيس من أعلي كوبري في الترعة، وكذلك سقوط أتوبيس أخر بالقرب من المطافئ في المنطقة.
وأكدت إن ما يعانونه لا يتمثل فقط في الحوادث التي تسببها الترعة ولكن أيضًا حوادث الطريق التي تقع باستمرار، وخاصة في أوقات خروج الأطفال من مدارسهم، وكان أخرها حسب ما روت اصطدام سيارة ميكرو باص بطفل.
وشاركنا في الحديث "محمد إبراهيم"، صاحب سوبر ماركت بالمنطقة، قائلًا: المشاكل اللي بتسببها ترعة المريوطية كتيرة مش واحدة بس، أبسطها الحوادث، كل يوم فيه حادثة شكل، عربية وقعت في الترعة، وتانية وقعت من علي الكوبري، دة غير الصرف الصحي اللي بيرموه فيها".