رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأرقام.. تسلسل أحداث العنف في "بالتيمور" الأمريكية

جريدة الدستور

أكبر مدن ولاية ميريلاند الأمريكية، ورابع أكبر مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد مدينة نيويورك وفيلادلفيا وجاكسونفيل، وثاني أكبر ميناء يستقبل المهاجرين في بداية القرن التاسع عشر.. إنها مدينة بولتيمور التي تصدرت اهتمامات الصحف الامريكية والعالمية، بعد أحداث العنف التي شهدتها؛ احتجاجًا علي وفاة شاب أسود أثناء احتجازه لدى الشرطة.

تعود بداية الأحداث إلي الثاني عشر من شهر إبريل، حيث تم اعتقال شاب أسود من مدينة بالتيمور يدعي فريدي جراي 25 عاما على يد الشرطة بتهمة حيازة سكين، وبعد أسبوع من اعتقاله تم إعلان وفاته بسبب إصاباته بكسور في عموده الفقري، وتم إيقاف 6 شرطيين عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في الواقعة.

وبحسب تسجيل فيديو لعملية اعتقال غراي التقطه أحد المارة، بدا شرطيان وهما يثبتان على الأرض الشاب الأسود الذي كان يصرخ من الألم، ويظهر الفيديو بعد ذلك شاحنة للشرطة تنقل الشاب، علماً بأنّ الشاحنة توقفت عدة مرات في طريقها إلى مركز الشرطة.

ومنذ وفاته، ينظم سكان المدينة تجمعات يومية تطالب بكشف ملابسات إصابته، ويوم الجمعة الماضية 24 إبريل، اعترفت شرطة بالتيمور بأن عملية إسعاف الموقوف تأخرت، وبأنه كان يجب أن يحصل على مساعدة طبية فور إصابته بالكسور.

والسبت 25 إبريل، انطلق ما بين 200 و300 متظاهر من المكان حيث جرى فيه اعتقال جراي في مسيرة احتجاجية توجهت نحو مفوضية الشرطة، وهتف المتظاهرون "بدون عدالة لا سلام".

والاثنين 27 إبريل، كان اليوم الأهم في المدينة حيث تمت مراسم جنازة "جراي"، وتجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص من أقربائه وأصدقائه ومجهولين جميعهم سود لأداء صلوات وإلقاء كلمات أمام جثمانه المسجى في نعش أبيض مفتوح محاط بباقات زهور بيضاء في كنيسة نيو شيلو المعمدانية.

واتخذت المراسم منحى سياسياً مع قول محامي العائلة بيلي مورفي في كلمة ألقاها: «نجتمع هنا من أجل فريدي غراي، وأيضاً من أجل كثيرين هم فريدي غراي".

وعقب انتهاء المراسم ، بدأ عدد من المحتجين أغلبهم من طلبة المدارس الثانوية فى مهاجمة الشرطة وقذفوا عناصرها بالحجارة والعصى والزجاجات ومواد أخرى، كما أضرموا النيران فى العديد من المبانى والسيارات بما فى ذلك سيارات الشرطة، فضلا عن نهب وتدمير العشرات من المحال التجارية والصيدليات ومركز تجارى وتحطيم نوافذ سيارات خارج أحد الفنادق، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين رفضوا الاستجابة لأوامر التفريق، ليمتد العنف من غرب بالتيمور إلى شرقها فى أعنف احتجاجات ضد عنصرية الشرطة منذ أحداث مدينة فيرجسون العام الماضي.

وأمام اتساع نطاق الشغب، أعلنت السلطات الامريكية امس الثلاثاء، فرض حالة الطواري ، و حظر تجول فى أنحاء المدينة يشمل جميع البالغين والقصر من 10 مساء بالتوقيت المحلى للولاية إلى الخامسة من صباح اليوم التالي، ابتداء من أمس ولمدة أسبوع.

ويستثنى من الحظر الذهاب إلى العمل والحالات الطبية الطارئة، وقالت السلطات إنه تم نشر خمسة آلاف جندى من الحرس الوطني، بالإضافة إلى المئات من قوات الشرطة.

كما تم إغلاق مدارس بالتيمور وأغلقت الشركات وتوقفت محطات القطارات، بينما واصل رجال الإطفاء مكافحة الحرائق التى أشعلها المحتجون الذين استخدم بعضهم مضارب البيسبول لتحطيم نوافذ سيارات فى مناطق مختلفة بالمدينة... وسادت حالة من الهدوء الحذر شوارع المدينة.

عائلة جراي تدين العنف :
وجهت فريديريكا غراي الأخت التوأم لفريدي غراي نداء إلى المحتجين ، قالت فيه، " إن عائلتي تريد أن تقول لكم: نرجوكم نرجوكم أوقفوا العنف.. فريدي لا يريد ذلك".
وقالت والدة الشاب الراحل لوسائل الإعلام: أننا "جميعنا نريد العدالة لفريدي، لكن لا نريد تطور الأمور إلي هذا الحد".