رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشار الأسد: إذا أراد الشعب رحيلي سأفعل على الفور

 بشار الأسد
بشار الأسد

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنه منذ الأسابيع الأولى للنزاع الذي شهدته سوريا، تسلل الإرهابيون إلى بلاده بدعم من دول إقليمية وغربية وبدأوا بمهاجمة المدنيين وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.

جاء ذلك خلال مقابلة تليفزيونية بين الرئيس السوري وقناة "فرانس ٢" الفرنسية - تمت إذاعتها مساء اليوم الإثنين - ردا على سؤال حول مدى مسؤوليته عن الوضع الحالي في سوريا، حيث أن الرأي العام الفرنسي يرى في أغلبه أنه بدرجة كبيرة مسؤول عن الفوضى في سوريا نتيجة عملية القمع الشديدة التي شهدتها البلاد منذ أربع سنوات.

وقال الرئيس السوري: "إن دورنا كحكومة هو الدفاع عن مجتمعنا ومواطنينا، وإذا كان ما تقولون صحيحا، فكيف لحكومة أو رئيس تعامل بقسوة مع شعبه وقتل مواطنيه وواجه الدول والقوى السياسية الأكثر نفوذا في العالم، ان يصمد على مدى أربع أعوام، فهل من الممكن ان نحصل على دعم الشعب حينما نتعامل بقسوة معه؟"

وردا على سوْال عما إذا كان الآلاف الذين تظاهروا في بداية الاحتجاجات كلهم جهاديون، أجاب الرئيس بشار الأسد: "بالطبع لا، ولكن السؤال الآخر الذي يجب أن نطرحه هو كيف قتل أول شرطي في اليوم السادس للاحتجاجات؟ فهل قتل في مظاهرات سلمية أو بواسطة مكبرات الصوت التي يستخدمها المتظاهرون، فقد قتل على يد إرهابيين فثمة شخص صوب سلاح ناري نحوه ليقتله بغض النظر هو جهادي أم لا فهو إرهابي لأنه قتل رجل شرطة".

وحول الكثيرين الذين طالبوا بالمزيد من الحرية والديمقراطية أضاف: "أن كل شخص لديه بالتأكيد الحق في المطالبة بالحرية وهو ما يجب أن تسانده أي حكومة وفقا للدستور، ولكن هل الحرية تعني قتل المدنيين وأفراد الشرطة، فضلا عن تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية وشبكات الكهرباء، فكل ذلك لا تمتلكه الحكومة بل الشعب السوري باعتبارها ممتلكات عامة.. فهل هذه الحرية في نظركم؟".

وحول ما يقال إن النظام السوري ساهم في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية ليقدم نفسه كحائط صد أمام هذا التهديد، أكد بشار الأسد أن تنظيم الدولة الاسلامية نشأ في العراق في ٢٠٠٦ حينما كانت تحت سيطرة الأمريكيين، فتنظيم داعش انتقل من العراق إلى سوريا لأن الفوضى مثل العدوى، عندما تكون على الأبواب يجب أن تتوقعوا أنها ستأتي إليكم".

ومضى قائلا: "الفوضى أرض خصبة للإرهابيين، فتنظيم داعش جاء إلى سوريا بعد أن عمت الفوضى فيها، وقبل ذلك كانت هناك جبهة "النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة ومن قبلهم الإخوان المسلمين، فكلهم شكلوا الأساس الذي ارتكز عليه تنظيم داعش للظهور".

وحول سبب استخدام الجيش السوري لأسلحة عشوائية لا سيما البراميل المتفجرة التي تقتل العديد من المدنيين، قال بشار الأسد "لم نسمع أبدا داخل جيشنا بالاسلحة العشوائية وفي الواقع لا يوجد جيش في العالم سيقبل باستخدام أسلحة لا يمكنها إصابة الهدف بدقة لأن ذلك سيكون بلا جدوى على الصعيد العسكري".

وأردف قائلا: "ولكن عندما تتحدثون عن عمليات قتل عشوائية لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، فالأمر هنا لا يتعلق بالسلاح ولكن بالطريقة التي ستسخدمون بها هذه الأسلحة والدليل على ذلك الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الأمريكيون في باكستان أو أفغانستان فهي تقتل مدنيين أكثر من الإرهابيين بالرغم من كونها أكثر الأسلحة دقة في العالم".

وعن وجود صور تظهر مروحيات تقوم بإلقاء براميل متفجرة على مدينتي حلب وحماة، أكد بشار الأسد أن هذه الصور ليست دليل، ويجب التحقق من صحتها، مشيرًا إلى أن الجيش السوري لا يمتلك تسليح يمكن استخدامه بشكل عشوائي" وتساءل قائلا: "لماذا نقتل مدنيين فالهدف من الحرب هو كسب دعم الشعب فإذا قتلتم الناس لا يمكنكم البقاء في الحكومة أو في الرئاسة فهذا مستحيل".

وعما إذا كان النظام السوري أخل بالوعد الذي قطعه منذ عامين بعدم اللجوء إلى أسلحة كيميائية واستخدم الشهر الماضي غاز الكلور في معركة إدليب، أكد بشار أن "هذه مزاعم حكومات غربية فسوريا تمتلك مصنعين لإنتاج غاز الكلور الأول تم إغلاقه منذ عدة سنوات، بينما الآخر يوجد في شمال البلاد على الحدود مع تركيا وهو تحت سيطرة الإرهابيين منذ عامين، وقد أرسلنا للأمم المتحدة وثائق رسمية في هذا الشأن وطلبنا منهم المجيء، فكان ردهم هو أنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى هذا المصنع، أما بالنسبة لنا فالأسلحة التقليدية التي بحوزتنا أكثر فاعلية من الكلور".

وأضاف: "نحن دائما من طالبنا من المؤسسات الدولية إرسال بعثات للتحقيق في استخدام أسلحة كيميائية، فجنودنا تعرضوا منذ عامين لغاز "سارين" ودعونا الأمم المتحدة لإجراء تحقيق، فكيف نقدم على ذلك إذا كنّا نستخدمه، فكل ذلك عار من الصحة".

وعما إذا كان هناك اتصال بين أجهزة الاستخبارات السورية والفرنسية منذ هجمات يناير في باريس في ظل وجود عدو مشترك وهو تنظيم داعش، أجاب الرئيس السوري: "هناك اتصالات ولكن لا يوجد تعاون.. فقد التقينا ببعض المسؤولين بأجهزة المخابرات الخاصة بكم ولكن لا يوجد تعاون".

وأضاف: "أن هؤلاء المسؤولين الفرنسيين جاؤوا إلى سوريا ولكننا لم نذهب إلى فرنسا، ربما أتوا لتبادل المعلومات ولكن هذا النوع من التعاون يجب أن يكون في الاتجاهين نساعدهم ويساعدوننا في المقابل، ولكن وفقا للسياسيين عندكم والحكومة الفرنسية، فهم يريدون المساعدة في الوقت الذي يساندون فيه الإرهابيين، ولكن الأمور لا تتم هكذا".

وتابع: "اجتمعنا بهؤلاء المسؤولين بطلب منهم، فلا يوجد لدينا ما نطلبه من أجهزة الاستخبارات الفرنسية فلدينا كل المعلومات عن الإرهابيين".

وبشأن استعداده للمبادرة بإقناع الفرنسيين أنه شريك محتمل لبلدهم، قال بشار الأسد إنه يتعين على الجانب الفرنسي قبل كل شيء إثبات أنه لا يساند الإرهابيين، وليس متورطا في إراقة الدماء في سوريا، فنحن لم نقتل فرنسي أو أوروبي ولم نمارس الإرهاب في بلدكم، ولم نساعد من نفذوا هجوم شارلي إبدو بل أنتم الذين ساعدتم الإرهابيين، فعندما تتغير السياسة الفرنسية الحالية الداعمة للإرهابيين في سوريا؛ سنكون مستعدين للحوار".

وعما إذا كان الرئيس السوري يعتقد أنه سيفوز بهذه الحرب وأن كل شيء سيعود كما كان سابقا، أكد بشار "أن لا شيء سيكون كما كان في السابق، "فالعودة إلى نقطة البداية سيعني أننا لم نتطور ولم نستخلص العبر من هذا النزاع، ولهذا يجب أن نعمل على تحسين الأمور".

وحول استمراره في السلطة، قال الرئيس السوري "هذا لا يهمني فإذا أراد الشعب أن أرحل سأفعل على الفور، فلن يستطيع رئيس أن يحكم بدون دعم شعبه".
وتابع: "فالشعب لم يكن ليساند الجيش إذا كان لا يؤيدني، وبالتالي لم نكن لنصمد طيلة أربعة أعوام".