رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو حفني ناصف؟

حفني ناصف
حفني ناصف

واحدًا من أركان النهضة الأدبية في مصر.. ساهم في إثراء الحركة الثقافية المصرية، وأحد خطباء الثورة العرابية، وشارك في مؤتمرات المستشرقين.. إنه الأديب حفني ناصف، الذي توفي في مثل هذا اليوم 25 فبراير 1919، والذي كان ممن دعوا لإنشاء الجامعة المصرية 1908 وقد تبرع لها، ورأس لجنة الاكتتاب، ثم انتخب أول رئيس لها.
ولد ناصف في قرية بركة الحج بالمرج، وحفظ القرآن الكريم بكتّاب القرية، وبعدها التحق بالأزهر في عام 1869 ولمدة عشر سنوات، درس خلالها علوم التجويد وحفظ المتون ودرس الفقه الشافعي، بالإضافة إلى النحو والصرف وعلوم البلاغة والعروض والقوافي والمنطق والتوحيد والحديث والتفسير.
حصل على إجازة برواية الحديث من الشيخ الأشموني، قبل التحاقه بمدرسة دار العلوم عند إنشائها، واجتازها فدرس الحساب والهندسة والكيمياء والطبيعة والتاريخ والجغرافيا ووظائف الأعضاء، ومبادئ اللغة الفرنسية.
اشتغل مدرسًا بمدرسة الصم والبكم والعميان ثلاث سنوات، وتنقل في وظائف وزارتي المعارف والحقانية، وفي أثناء عمله بمدرسة الحقوق اشترك في ترجمة القوانين المصرية، كما اشتغل في القضاء الأهلي عشرين عامًا.
اشترك ناصف في التحرير والكتابة في عدة صحف، منها الوقائع المصرية مع الشيخ محمد عبده والتي نشرت له قصيدتان، كما كان يكتب في الأهرام بتوقيع "إدريس محمدين"، وشارك في تحرير صحيفة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ على يوسف.
مثل شعر حفني ناصف، عصره المتطلع إلى النهوض وكذلك طبائع المصريين وطبيعتهم، وفي سنة 1914 أحالت وزارة المعارف المصرية إلى حفني ناصف تطبيق رسم المصحف الشريف الذي طبعته على رسم مصحف الإمام عثمان بن عفان، وأثناء ذلك بلغ حفني ناصف الستين من عمره فأحيل إلى المعاش، مع بقاء مهمة طبع المصحف مسندة إليه، ليكون آخر عمل مارسه هو كتابة القرآن الكريم بخط يده، حسب قواعد الإملاء الحديثة.
تتلمذ علي يد ناصف، مصطفى كامل، وأحمد شوقي، وأحمد لطفي السيد، وطلعت حرب ، وطه حسين، وأحمد زكي باشا، وشارك في تأسيس المجمع اللغوي الأول، ونادي دار العلوم، ونال رتبة البكوية من الدرجة الأولى واعتذر في زمنه عن عدم قبوله رتبة الباشوية.
وفي 1918، أصيب حفني ناصف بشلل جزئي فزاده ذلك تشاؤماً في الحياة، ثم شفي وعاد ثانية إلى مراجعة المصحف الشريف الذي تطبعه وزارة المعارف، ليعود إلى ما كان عليه من الحزن والتشاؤم والإعياء، عقب وفاة ابنته "ملك حفني ناصف، باحثة البادية"، في أول أكتوبر من العام نفسه، وكان ذلك عليه بمثابة الفاجعة، حيث حضر حفلَ تأبينها في الجامعة المصرية محمولاً لشدة ما أصابه من ضعفٍ وهمٍّ ومرض، أفقده رشده.
فبضعة شهور فقط قضاها في الحياة بعد فراق ابنته، ليلحق بها في مثواها الأخير، في 25 فبراير 1919، تاركًا تراثًا أدبيًا خالدًا، ومن مؤلفاته، "تاريخ الأدب، مميزات لغات العرب، رسالة في "المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري، الدروس النحوية، تعريب أسماء المستحدثات الحضارية، بالإضافة إلي عدة رسائل في المنطق والبحث والمناظرة وعلم الأصول والتوحيد.