رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا سيستفيد الاقتصاد المصري من التعامل مع روسيا بـ"الجنيه والروبيل"

جريدة الدستور

كلما اقترب المؤتمر الاقتصادي كثرت معه المفاجآت الاقتصادية، بعدما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده للتعامل التجاري مع مصر، بالجنيه والروبل الروسي، بدلا من الدولار، وهو ما يعني بالكثير بالنسبة للاقتصاد المصري.
العديد من خبراء الاقتصاد، أكدوا أن التداول بين مصر وروسيا بالعملات المحلية يصب في الصالح المصري خاصة في ظل انخفاض أسعار الجنية مؤخرا بالنسبة للدولار بنسبة 8%.
وقال الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد، أن كلا من مصر وروسيا لديهما نفس المشاكل الاقتصادية، فنتيجة للحظر والعقوبات التي طبقتها الدول الأوروبية وأمريكا على روسيا على خلفيات سياسية، منها القضية الأوكرانية ودعم بوتين لنظام بشار الأسد جعل روسيا تلجأ إلى منافذ أخرى مجدية لاقتصادها منها التداول التجاري بعملتها المحلية بعيدا عن الدولار الأمريكي.
وتابع "الحظر الذي تعاني منه روسيا، أدى إلى خفض ميزان وارداتها وصادراتها للغرب بصورة كبيرة، بالإضافة للخسائر التي تعرضت لها نتيجة لخفض أسعار المشتقات البترولية عالميا مما حرم روسيا من عوائد مادية كبيرة.
ورأى، أن تداول العملات المحلية "الجنيه، الروبيل" بشكل مباشر يصب في صالح مصر، قائلا" الجنية المصري ضعيف ومصر مستفيدة فبدلاً من أن تدفع مصر لوارداتها من روسيا بالدولار الغير متوفر لديها، تدفع بالجنيه المصري المتوفر خاصة وأن مصر ستوسع من مجال واردتها من روسيا في الفترة المقبلة ومنها الغاز الروسي".
ولفت، التداول بالعملات المحلية ليس سبقا مبتكرا، فالعديد من الدول تستطيع التداول التجاري مع دول حليفة أو مجاورة بعيدا عن الدولار، ومنها تعامل روسيا مع الصين بالعملة المحلية، مضيفا أن هذه الخطوة ستنعش الاقتصاد وتخدم السياحة خاصة أن حوالي 25% من سياحة العالم في مصر من الروس.
وقال الدكتور فخري الفقي، أستاذ الاقتصاد، أن روسيا لجأت لتبادل العملات المحلية لانخفاض عملتها مؤخرا، وهذه الصفقة ستصب في صالح كلا الجانبين "الروسي ـ المصري"، إذا أخذت مصر خطوات فعالة للصفقات المتكافئة.
وأكد، أن صادراتنا لروسيا من الموارد الخدمية تبلغ 5. مليار، بينما صادرات روسيا لمصر تبلغ 4 مليار جنية، وبإضافة دخل السياحة التي تبلغ 2.5% فسيكون ناتج كلاهما 3 مليارات، مشددا "أن الميزان التجاري في صالحهم بمليار جنيه".
وتوقع، أن تقوم مصر باستغلال روسيا في بعض المشاريع مثل مشروع قناة السويس، أو مشروع الضبعة النووي، و توريد الطاقة النووية، حتى تقوم مصر بعمل صفقات مكافئة بهذا المليار من عمل شركات مساهمة وما يترتب عليها من شراء أدوات ودفع أجور عاملين.
وأضاف "منظمة التجارة العالمية يمكن أن تعترض على تبادل العملات المحلية لأنها ستعتبرها نوع من التقييد في حرية التجارة، مشيرًا إلى احتمالية أن توافق المنظمة نظرا لأن كل من روسيا ومصر يمران بظروف صعبة في الاقتصاد حيث أن الجنية المصري انخفض بالنسبة للدولار مؤخرا بنسبة 8% كما أنخفض الروبيل بنسبة 45%.
وقال صلاح العمروسى، الخبير الاقتصادي، أن كلا العملتين"الجنية، الروبيل" ليسوا عملة صعبة، ومصر لن تكون مستفيدة كثيرا من هذه العملة المحلية الروسية.