ربنا بيعيين.. مهنة صناعة الخبز تحت حرارة الصيف
يستمر بعض العمال في أداء أعمالهم رغم الظروف القاسية التي يواجهونها، مما يسلط الضوء على أهمية بعض المهن التي تُصنف علي أنها من أشق المهن في العصر الحديث والقديم على حد سواء.
ومن بين هذه المهن شديدة الصعوبة خاصة خلل فصل الصيف ومع ارتفاع درحات الحرارة، مهنة صناعة الخبز ودورها الحيوي في حياة المجتمع، وكل العاملين فيها هم جنود مجهولين هم يستحقون التقدير والاحترام لجهودهم وتضحياتهم في سبيل توفير احتياجاتنا اليومية، لا يهمهم لا حرارة جو ولا قضاء إجازات والمهم لديهم هو العمل وكسب العيش وتوفير رغيف خبز للمواطن في أي موعد يحتاج إليه.
وفي هذا العام وفي ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والموجات الحارة التي ضرب البلاد هذا الصيف، يواجه جميع المواطنين تحديات عديدة، مثل اللجوء إلى المصايف وشراء المراوح والتكييفات، بينما يعمل جنود مجهولين في المخابز لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الخبز.
"الدستور" تواجدت داخل مخابز محافظة الغربية، لترصد أجواء العمل والكسب الحلال ومتعة العمل الصعب ولذة الحصول علي المال الحلال وتوفير رغيف خبز للمواطنين.
حياة صعبة في أفران الخبز
ويقول الحاج راضي السويسي، أحد أصحاب المخابز المُرخصة التي تُنتج الخبز البلدي والشامي السياحي، تمثل المخابز والأفران في هذه الأجواء القاسية "عنبرًا من عنابر الجحيم"، حيث يضطر العاملون فيها لمواجهة درجات حرارة مرتفعة، ولا مجال لإستخدام سوي الشفاطات الكبري لسحب بعض الحرارة أما المراوح والمكيفات فلا محال لها داخل المخابز وأمام النيران وداخل الغرف الداخلية والعنابر توجد بعض المراوح ولكن هوائها من حرارة الأفران فلا مجال لتوقع نسمة هواء باردة وسط النار، ولذلك فعمال المخابز مثل عمال المحاجر ومصانع الطوب لهم مواصفات خاصة ويستطيعون العمل تحت أي أنواع من الظروف وعلى مدار الأيام والسنين.
وأضاف أن مراحل صناعة الخبز بداية من كونه دقيق حر، حتى وصوله ليد المستهلك، يمر بحوالي 7 مراحل لكل مرحلة منهم معلم او اثنين، حتي يصل الرغيف إلي يد المستهلك، وكل مرحلة لها خبراتها المختلفة كما أن الأجور تختلف من العجان إلي القاطع إلي الخباز إلي السحلي وحتى البائع، وتستخدم حاليًا بعض الوسائل الحديثة كالعجان الآلي والتقطيع الأوتوماتيكي والخبز أصبح بالسير المنجرك.
مهنة العمل في الأفران شاقة
أحمد محمود، أحد العاملين في فرن العيش البلدي، من أهالي قرية كفر النقيب مركز زفتي بمحافظة الغربية، كان يعمل في قريته في أران الطوب، وقرر تغيير المهنة قبل ما يقرب من 10 سنوات فحضر إلي المدينة، وعمل في أكثر من مخبز حتى استقر به الحال في العمل الحالي كبائع للخبز، يقوم بتكييسه ومحاسبة الزبائن، يعبر عن هذه التجربة بقوله: "مهنة العمل في الأفران شاقة بسبب تعرضنا لدرجات الحرارة العالية"، ويؤكد أنه اعتاد على تلك الظروف الصعبة، حتى أنه يقرأ ويشغل القرآن الكريم أثناء العمل لتخفيف الضغط، ولطلب المعونة من الله، قائلًا: "الله بيعيين"
خبرة طويلة والتحمل واجب
محمد فارس، صاحب الـ 45 عامًا والذي يعمل في المخابز منذ 20 عامًا، يشير إلى أن جسده قد تعود على درجات الحرارة العالية، رغم أنها تبقى تحديًا يوميًا، بينما قاد العمل وعدم وجود دخل أكبر خاصة أن لديه منزل وأطفال وإلتزامات لابد أن يفي بها يوميًا، ومع سنوات الخبرة التعود أصبح التحمل واجب علينا ونستعين بالله ثم ببعضنا البغض ودائمًا نعمل بروح الأسرة الواحدة داخل الفرن فنعيش داخل العمل كما لو كنا كلنا واحد لأن مهنتنا نكمل بعضنا البعض في مراحلها لذلك نخفف العمل عن بعضنا البعض، قائلًا "العمل في الأفران مهنة شاقة، لكننا اعتدنا عليها".
الجيل الجديد من العمال
حسن فارس، البالغ من العمر 24عامًا، من محافظة الفيوم، أتي إلي الغربية بحثًا عن العمل فإمتهن هذه المهنة، ويعبر عن تحديات العمل في تلك الأجواء قائلًا: "اتعودنا على درجة الحرارة العالية، لكن أحيانًا أشعر بالتعب والإرهاق بعد انتهاء يوم العمل"، ويضيف لدي موهبة إذاعة مباريات كرة القدم وتقليد أصوات كبار ومشاهير المذيغيين من المصريين والعرب، والعملال يستمعون إلي تعليقاتي ونمرح ونضحك وكذلك نستمع إلى القرآن الكريم وبعض الأغاني أثناء العمل، مما يساعدنا على تجاوز الصعوبات ومرور اليوم بحرارته وزحامه وثقل عمله كما ان اليوميات في هذه المهنة مجزية فبنهاية اليوم تجد الرضا علي وجوهنا جميعًا.
إجراءات سلامة ووقاية مرتفعة
حسن البرهي، عامل في المخبز، يؤكد أنه لا توجد إجراءات سلامة خاصة لمواجهة الحرارة المرتفعة، سوي بعض الشفاطات ويعتمد الجميع على الله فقط، ويضيف: "هذه المهنة شاقة، لكنني تعودت على صعوباتها لأنني لا أعرف مهنة غيرها"، ولكن إجراءات السلامة والأمان حال حدوث حريق لا قدر الله متوفرة بوفرة، حيث أن المخبز الذي نعمل به مًرخص، وحاصل علي كافة أنواع وأنماط الشروط التي تمنع وقوع أي حرائق والحماية المدينية والأمن الصناعي يشرفان عليه وتقوم كل الجهات بالتتفتيش الدقيق ونحن جميعًا نرحب بذلك بداية من أصحاب المخابز المُرخصة وحتي أصغر عامل فيها، إلا أنه هناك بعض المخابز تعمل بلا تراخيص وهذه تمثل خطورة كبيرة يجب التدخل فورًا لإيقافها عن العمل حتي تعدل كافة أوضاعها.