رسالة رئيس الأركان القاسية لـ"إسرائيل"
احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومى، هذا هو الموقف المصرى الثابت من أى صراع دائر فى محيطنا الدولى.
نضيف عليه التزام مصر الكامل بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية، وهو ما التزمت به مصر حرفيًا طوال 45 عامًا منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979.
أى متابع لمسار الأحداث المتفجرة منذ أكتوبر الماضى لن يفهم غير هذا الموقف، وبما يمكن أن تتخذه مصر تجاه أمنها القومى أو تجاه الحقوق الفلسطينية.
غير أن ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلى على زيارة رئيس أركان الجيش المصرى، الفريق أحمد خليفة، للمنطقة الحدودية مع غزة تدعو للعجب، والتى يبدو عليها الهسس من الزيارة التى استهدفت بالأساس توجيه رسائل للداخل المصرى من طمأنة المواطن على قواته ومدى جاهزيتها ومن قدراتها على الحفاظ على حدودنا وأمننا القومى على كل شبر من أرض مصر الغالية، وهى رسائل اعتيادية وواجبة بين الحين والآخر، خاصة مع اشتعال المواقف فى محيطنا الإقليمى.
جاءت ردود الأفعال «الإسرائيلية» لتبين أولًا انقلاب الرأى العام الداخلى كله على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورفضهم تصرفاته وطريقة إدارته الأزمة منذ اندلاعها.
ووصفت بعض وسائل الإعلام العبرية الزيارة بأنها رسالة مصرية قاسية لإسرائيل، وهو وصف هيئة البث «الإسرائيلية» التى قالت إنها استمرار للرسائل القاسية القادمة مباشرة من القاهرة، ضد نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا.
واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية، الزيارة أنها تحمل رسالة غضب من القاهرة، من تصريحات نتنياهو الأخيرة، وادعاءاته ضدها بعدم منع التهريب عبر محور فيلادلفيا.
فيما اعتبرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الزيارة بمثابة مؤشر على استياء مصر من تصريحات نتنياهو التى انتقد فيها مصر واتهمها بالسماح بتهريب الأسلحة لحماس عبر الحدود مع غزة.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الزيارة نوع من استعراض آخر لسيطرة مصر على الأرض، إلى جانب التصريحات القاسية ضد إسرائيل ونتنياهو فى الأيام الأخيرة.
وركز موقع الصحيفة الإسرائيلية على تصريحات رئيس الأركان المصرى: بأن المهمة الأساسية للقوات هى حراسة حدود البلاد فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأنها قادرة جيلًا بعد جيل على حماية حدود الدولة.
ونحن بدورنا نرد على تعليقات وسائل الإعلام الإسرائيلية ونؤكد لها أن كل تفسيراتها صحيحة، ونضيف عليها أن حدودنا وكل ذرة من تراب مصر خط أحمر مرسوم بالدم لن يقدر أن يمسه أحد.. خلص الكلام.