منها "ريش النعام".. أغرب الصناعات فى مصر القديمة
ابتكر المصريون القدماء الكثير من الصناعات لتلبية احتياجاتهم اليومية، وعكفوا على استغلال المواد المتوفرة في البيئة المصرية، ومن ثم اهتموا بعدد من الصناعات، التي أصبحت رائدة في مصر القديمة.
ومن هذه الصناعات الهامة، رصدنا عدد من الصناعات الغريبة التي خصص المصري القديم لها الوقت لابتكرها، نستعرضها في التقرير التالي، وفقًا لما كتبه عدد من المؤرخين، أبرزهم العالم الأثري، سليم حسن، في موسوعة مصر القديمة.
صناعة ريش النعام
عرف المصري القديم، استعمال الريش منذ العصور القديمة، فقد كان الريش الذي يستخدمه المصري القديم من ريش نعام، كما وجد في المقابر ريش طيور أخرى مثل ريش الغراب والحمام، بينما أبرزهم ريش النعام الذي كان يستخدم في صنع المراوح اليدوية، كما كان يستخدم كزينة للرأس، وقد ظهر ذلك في الأسرة الخامسة والعشرون، ونذكر أن "ماعت" كانت تمثل آلهة العدالة في مصر القديمة.
كما استخدم الريش في صناعة السجاد وفي حشو الوسادات، ومن أشهر المقتنيات الأثرية المصنوعة من الريش يد مروحة وجدت في مقبرة توت عنخ آمون، حيث رسم على أحد وجهيها صورة الملك.
صناعة الإزاميل
اهتم المصري القديم، بصناعة "الإزميل" الذي كان أداة هامة لدى الصانع المصري القديم، لا سيما النحّات، فقد كان مثابة الآلة التي أخرج عن طريقها عظمة فنِّه وإبداعه الرفيع في الصناعة خلال عصور ما قبل وبداية الأُسرات، فتنوَّعت أشكال الإزميل وأحجامها بحسب وظيفة كلًّا منها، فهناك ما استُخدم في قطع الأحجار ونحت التماثيل، وهناك ما استُخدِم في أعمال النجارة وغيرها من الصناعات الأخرى.
ووفقًا لكتاب "الأواني الحجرية بين الفن والتوظيف"، عرف المصري القديم أربعة أنواعٍ من الأزاميل، بداية من النوع الثقيل وحتى النوع البسيط أو الخفيف الذي استخدمه المصري القديم في حفر التفاصيل الصغيرة، وكان الإزميل يُستخدَم في إتمام عملية تفريغ الأواني الحجرية وذلك في اتجاهين بطريقة معينة لحمايتها وعدم كسرها، وذلك بعد نحت وتشكيل الإناء بواسطة أداة صوانية حادَّة.
وقد عثر الكثير من أدوات تصنيع وتفريغ الأواني الحجرية أبرزها "الإزميل"، في العديد من المقابر وأماكن ورش العمل، كما صوره المصري القديم على جدران العديد من المقابر والمعابد منذ عصر الدولة القديمة.
صناعة ورق البردي
لا يعرف الكثيرين متى بالضبط التاريخ الذي بدأ فيه استعمال الورق وصناعته، ولكن أقدم ما عثر عليه قطع من وثائق البردي يرجع عهدها إلى الأسرة الخامسة والسادسة، وهي محفوظة بالمتحف المصري الآن.
ووفقًا للمؤرخ "بليني"، فكانت صناعة الورق البردي، تمر بعدة مراحل، بأنه كان يقطع ساق النبات قطعًا رفيعة كانت توضع جنبًا إلى جنب على لوح من الخشب، وكان يوضع فوقها عدة قطع أخرى متقاطعة تكون مع الأولى زوايا قائمة، ثم تبلل بماء النيل، وبعد ذلك تضعط، وتجفف في الشمس.
صناعة الخزف الملون
اشتهر الفنان المصري، بالكثير من الصناعات الحرفية، ومن بينها صناعة الخزف الملون، ومثال ذلك الدُّمى التي تمثل أفراس البحر، ويحتوي المتحف المصري على نماذج منها، وكذلك توجد منها قطع في متاحف "لندن" و"فينا"، وهي بسيطة في صناعتها، ولكنها في الوقت نفسه فريدة في حسن تصويرها.
صناعة الأداوات الجنائزية
تطلبت الممارسات الشعائرية التي كانت تؤدى في المعابد وجود ورش عمل مُلحقة بها، توفر إنتاج أدوات الحياة اليومية المستخدَمة في الطقوس والممارسات الشعائرية وتوفر الأثاث الجنائزي الخاص بالملك.
ولقد عُثر على بقايا آثار لِوِرش "جنائزية" عمل مُلحقة بالعديد من المجموعات الهرمية، كانت قد اشتملت على أماكن لإعداد وتصنيع الأواني الحجرية وأدوات الحياة اليومية المستخدَمة في هذه الطقوس، في المعابد، سواء لاستخدامها في ممارسة الشعائر، أو كأثاثٍ جنائزي خاص بالملك.