الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بتذكار القدّيس النبي موسى
تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بذكرى القدّيس النبي موسى معاين الله.
يشار إلى أنه ولد موسى في مصر، وتربى فيها على حكمة المصريين. وتراءى له الرب في العلّيقة الملتهبة، وكلّمه، وأمره بأن يخلّص الشعب الاسرائيلي من نير فرعون. وعلى أثر صومٍ دام أربعين يومًا وأربعين ليلة، عاد ورأى الرب بقدر ما يستطيع الانسان أن يراه، وتسلّم منه لوحَي الشريعة. ثم انه ساس شعبه اربعين سنة. الا انه لم يدخل أرض الموعد، بل حياها من بعيد، من أعالي جبال موآب، حيث مات ودفن.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" نحن نعتقد بسهولة بأنّ القلب الطّاهر سيجعلنا نشعر بغبطة قصوى. لكن نقاوة هذا القلب تبدو وكأنها وهميّة كما يبدو وهميًّا الصعود الى السماء. ما هو سلـّم يعقوب وما هي المركبة الناريّة التي تشبه المركبة التي رفعت النبّي إيليا الى السماء وهما اللذان سنجدهما كي نرفع قلبنا نحو الجمالات السماويّة ونزيل عنه كامل ثقل وزنه الأرضي؟.
إنّنا لا نصل الى الفضيلة دون ضِيم: كم من العَرَق والمِحن! كم من النِّضال والألم! هذا ما يذكره لنا مرارًا الكتاب المقدّس: "ضَيِّق وحَرِج" هو طريق الملكوت، حين أنّ الخطيئة تقودنا الى الهلاك بطريق واسع، مُمهّد وواسع رغمًا عن ذلك، فالكتاب المقدس ذاته يؤكّد لنا أنّه بإستطاعتنا الوصول الى هذا الوجود السامي... كيف نُصبح أنقياءًا؟ إن العظة على الجبل تجعلنا ندرك ذلك في معظم التوجيهات: إقرأوا الوصايا الواحدة تِلوى الأخرى، فستجدون فيها السبيل القويم لتنقية القلب...
إذًا حين يعدنا يسوع المسيح بالقداسة فإنّه في الوقت نفسه يعلّمنا، ويجعلنا قادرين على إنجاح هذا الوعد. دون شكّ، فلا وصول دون ضيم الى القداسة. لكن قارن هذه الهموم بالحياة التي تبعدك عنها هذه الهموم، فسترى كم مؤلمة هي الخطيئة، إن لم يكن في الوقت الحاضر فعلى أقلّه في الحياة المستقبليّة... كم هم بؤساء الذين تستمرّأنفسهم في النجاسة! سوف لا يرون سِوى وجه العدوّ. بينما أنّ حياة الصدّيق، عكس ذلك، فهي تُرسَم على صورة وجه الله. نحن نعلم ما هي العلامات التي تميّز حياة الإثم من جهة، ومن جهة أخرى حياة البرّ، وأمام هذا الخيار، تعود لنا حُرِّية الانتقاء.
فلنهرب إذًا من وجه الشيطان، ولنخلع قناعه المكروه ونكتسي الصورة الإلهية ونُطهّر قلبنا. فهكذا سنمتلك الفرح الحقيقي وتسطع في داخلنا الصورة الإلهية بفضل طهارتنا في المسيح يسوع.