كيف استخدمت مصر الدبلوماسية الثقافية لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى؟
انطلقت جهود الدبلوماسية الثقافية المصرية مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019، فالدبلوماسية الثقافية هى نوع من الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة التي تشمل تبادل الأفكار والمعلومات والفن واللغة وغيرها من جوانب الثقافة بين الدول وشعوبها من أجل تعزيز التفاهم المتبادل، والغرض منها أن يطور شعب دولة أجنبية فهمًا لمُثُل الأمة ومؤسساتها، في محاولة لبناء دعم واسع للأهداف الاقتصادية والسياسية.
وفي نفس العام تم توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الثقافى مع غالبية الأشقاء فى القارة الإفريقية، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذا العام، عن اختيار محافظة أسوان عاصمة للشباب والثقافة الإفريقية، وأعدت وزارة الثقافة أجندة فعاليات كبيرة تضمنت 110 فعاليات فكرية وفنية وإبداعية تم تنظيمها فى مصر وكذلك فى الدول الإفريقية الشقيقة، وتم اختيار العديد من الدول الإفريقية كضيوف شرف العديد من المهرجانات التى تنظمها الوزارة على مدار العام، وحرصت الوزارة على التبادل الفكرى والإبداعى الدائم مع الأشقاء فى القارة الإفريقية لأنهم يملكون فكرًا وأدبًا وإبداعًا جديرًا بالاطلاع عليه.
يمكن أن تتخذ الدبلوماسية الثقافية أشكالًا مختلفة، مثل الأحداث الثقافية والمهرجانات والمعارض والتبادلات والمنح الدراسية والإعلام والتعليم، ويمكن للدبلوماسية الثقافية أن تساعد في سد الفجوات وتقليل التوترات التي قد تكون موجودة بسبب الاختلافات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ويمكنها أيضًا تعزيز القوة الناعمة والنفوذ لدولة أو منطقة على الساحة العالمية؛ وعلى سبيل المثال، يعد المجلس الثقافي البريطاني، ومعهد جوته، والتحالف الفرنسي من المنظمات المعروفة التي تقوم بأنشطة الدبلوماسية الثقافية في جميع أنحاء العالم.
أكبر تحرك مصري في مجال الدبلوماسية الثقافية
شهد عام 2021 أكبر تحرك مصري في مجال الدبلوماسية الثقافية منذ فترة طويلة، على الرغم من القيود التي فرضها فيروس كورونا على حركة التبادل الثقافي بين دول العالم المختلفة، والذي تمثل في عودة القوة الناعمة المصرية للمحافل الدولية، حيث سلمت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة حينها، رئاسة مؤتمر الوزراء المسئولون عن الشئون الثقافية في الوطن العربي إلى دولة الإمارات لتنطلق الدورة 22 وتناقش موضوع "مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية"، وذلك بالتزامن مع معرض "إكسبو دبي 2020"، وتم تمديد ولاية وزيرة ثقافة مصر كرئيس للمجمع العربي للموسيقى لمدة أربع سنوات حتى 2025 بإجماع الأعضاء.
بروتوكولات ثقافية بين مصر ودول العالم
نجحت وزارة الثقافة في تجديد البروتوكولات الثقافية المبرمة بين مصر ودول العالم، بما يمهد التحرك المستقبلي على الساحة الدولية، ومن بينها مذكرة تفاهم تم توقيعها بين مصر وبوروندي في المجال الثقافي بالقاهرة، على هامش لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره البوروندي إيفاريست ندايشيمي، بقصر الاتحادية.
ووقع سفير جمهورية مصر العربية في روسيا الاتحادية السفير إيهاب فهمي، ونائبة وزير الثقافة الروسية أولجا ياربلوفا إعلان نوايا لتدشين عام "2021/ 2022" عامًا للتبادل الإنساني المصري الروسي، والذي تم بناءً عليه إقامة عدد من الفعاليات المشتركة بين البلدين، كما شهدت مصر زيارة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيراليوني، حيث قام بالتوقيع على مذكرة تفاهم في المجال الثقافي بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة والشئون الثقافية بجمهورية سيراليون.
وعلى هامش زيارة وزيرة الثقافة المصرية إلى المملكة الأردنية الهاشمية؛ للمشاركة في الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة، وقعت على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية مصر العربية للأعوام "2021-2023"، وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية ووزارة الثقافة والرياضة في مملكة إسبانيا، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى مصر.
تم الاتفاق بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد على اختيار عام "2021/ 2022" عامًا للثقافة المصرية، وقامت وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة، بالتعاون مع نظيرتها التونسية، بتنظيم عدد من الفعاليات التي تعكس صور التقارب والتواصل الثقافي بين البلدين.