وراء "النَّبْتَة" حتى تكبر
مهرجان نبتة الخاص بالأطفال هو مهرجان انبثق عن مهرجان العلمين فى دورته الثانية، أعجبنى اختيار الاسم ابتداء؛ فالنّبْتَة معناها ما ينبت من الأرض «الجمع نَبَتات ونَبْتات ونَبَات وَنَبْت وَنُبُوت»، وقد يكون القصد من التسمية هكذا هو الإشارة إلى الشىء الصغير الناشئ الذى يحتاج إلى رعاية كاملة حتى ينمو ويزدهر «الأطفال يحتاجون إلى هذه الرعاية بالفعل»، كما تحتاج النبتة الزراعية إلى العوامل البيئية المناسبة حتى تكبر، ونحن وراء النبتة الطفولية حتى تكبر.
مهرجان نبتة الأول «15- 18 أغسطس» ترأسه النجم أحمد أمين، وقد أُهدى إلى روح الشاعر والمخرج الكبير الراحل شوقى حجاب، العلامة البارزة فى مجال العمل الإبداعى المنوع للأطفال، ولقبه «الطفل المعمر»، كم اخترع شخصيات طفولية خالدة: «بقلظ» و«كوكى كاك» وسواهما، وقد قيل فى نعيه: «أخذ شيئًا من طفولتنا معه».
شارك فى المهرجان الوليد نخبة من النجوم والفنانين، من بينهم النجم هشام نادر الذى قدم أوبريت «كلمنى مصرى»، والنجمة شيماء سيف وكل من الطفل جان رامز والممثلة الطفلة لافيينا نادر. قاد فريق الإعداد المخرج هشام فتحى الذى قام بتحضير أوبريت، كتبته منة القيعى، ولحنه أحمد طارق. توج الحفل شعار المهرجان «كيكو» «أبو قردان لارتباطه الوثيق بالفلاح المصرى والحضارة الفرعونية، وقد كان يحرس النبتة ويقوم بتنقية التربة التى تحتويها لتستطيع هى الزيادة والارتفاع». شهد الحفل حضور نخبة من الشخصيات العامة كوزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم والمطرب محمد ثروت والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول وعلا الشافعى رئيس تحرير اليوم السابع والسيدة نهلة زوجة الراحل شوقى حجاب وحسام صالح الرئيس التنفيذى للأعمال بالشركة المتحدة ونشوى جاد رئيس مجلس إدارة شركة نبتة.
هذه الإضافة، إضافة مهرجان للأطفال ضمن احتفالات العلمين، تعد قفزة هائلة فى إطار الاهتمام بصغار اليوم الذين هم كبار الغد وصانعوه وقادته على كل المستويات، ولا بد أن نشيد بها طبعًا، وأن نحرص على تعميمها، وأن نطورها مع كل دورة جديدة، معتنين بالشق الثقافى والتربوى العلمى فى إطار الطفولة، كعنايتنا بالفن والرياضة والترفيه.
يهدف مهرجان العلمين عمومًا إلى تسليط الضوء الكثيف على التنمية العمرانية التى تشهدها منطقة الساحل الشمالى الغربى، وبالذات مدينة العلمين الجديدة، مروجًا للسياحة فى المدينة، وللفرص الاستثمارية طبعًا، مؤكدًا دعم القوى الناعمة للدولة الساعية إلى البناء والتنمية والتحديث ما أمكنها السعى.
عملية جذب السياح ليست بالسهلة، وإقناع ذوى الأموال بأمانهم المالى أيضًا، ولكن الشركة المتحدة التى تبنت فكرة المهرجان، وأحدثته فعليًا، إلى أن بلغت نهايات فعالياته، لديها من القدرات التنظيمية والذكاء الاستقطابى ما يؤهلها لكسب ثقة الجميع وودهم، وحصاد ما زرعت، وهو كثير، وليس مقصودها أن تحصد خيرًا لنفسها وحسب، إنما تلعب دورها الوطنى فى معاونة البلد والناس على الحد من مشكلات كثيرة معقدة فى الإطارين الاجتماعى والاقتصادى وغيرهما.
صار للطفولة مهرجان ثابت وكبير ومشهور يا وطنى، وقد تنبثق عنه مهرجانات بطول الوطن وعرضه، كما انبثق هو عن مهرجان العلمين، وقد لا يفوتنى هنا أن أنبه إلى أن أطفالنا بحاجة إلى التفاتات عبقرية تناسب تغير عقلهم ووجدانهم فى زمن التكنولوجيا المبهرة، هم غيرنا لا ريب، زمنهم غير أزمنتنا، ومن ثم فنفوسهم غير نفوسنا، هذه نقطة شديدة الحساسية، وددت لفت الأنظار إليها لاتخاذ ما يلزم مع الوقت القادم، إنما أن تكون لدينا «نبتة» فهذا يبهج جدًا، وأن نلاحظها ونحفظها، بما يعزز شبوبها وانتشار ظلالها فهذا أغنى وأقوى وأكثر إبهاجًا.