رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيان ثلاثى آخر

قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، طالبوا إيران وحلفاءها، فى بيان مشترك، أصدروه أمس، الإثنين، بالإحجام عن شن هجمات على إسرائيل مِن شأنها أن تُصعّد التوتر وتُعرّض فرص التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة للخطر، كما أعربوا عن تأييدهم بيان قادة مصر والولايات المتحدة وقطر، الذى دعا حركة «حماس» والحكومة الإسرائيلية إلى استئناف المفاوضات، فى القاهرة أو الدوحة.

بعد انحيازه الواضح لدولة الاحتلال، وإعلانه عن دعمه المطلق لما يوصف بـ«حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، شكّك الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى «أهداف الحرب»، وتغيّر موقفه، نسبيًا، وحذّر من «حرب لا نهاية لها». وفور توليه رئاسة وزراء بريطانيا، تعهّد كير ستارمر بمواصلة التعاون مع إسرائيل ضد ما وصفه بـ«التهديدات الخبيثة»، لكنه قال إن الوضع فى منطقة الشرق الأوسط «يثير قلقًا بالغًا»، وشدّد على ضرورة أن يتحرك كل الأطراف بحذر. وقبل ساعات من صدور البيان الثلاثى، قالت الحكومة الألمانية، فى بيان، إن المستشار أولاف شولتس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى اتصال تليفونى، أن «إنهاء الحرب فى غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد فى المنطقة»، وأكد، فى الوقت نفسه، أن حكومته تدين بشدة تهديدات إيران وحزب الله، لأمن إسرائيل ومواطنيها.

كانت إيران قد أكدت، مرارًا، أنها سترد، فى الوقت المناسب، على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» فى طهران. كما توعد «حزب الله» اللبنانى بالرد على اغتيال فؤاد شكر، قائده العسكرى، فى غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية. ثم شهدت المواجهات بين الحزب وإسرائيل تصاعدًا فى طبيعة العمليات بعد اغتيال سامر الحاج قائد القوة العسكرية لحركة «حماس» فى مخيم عين الحلوة. وفى المقابل، هدّد يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلى، بالرد على أى هجوم بطرق لم تستخدمها إسرائيل من قبل. وقامت الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكرى فى المنطقة.

المهم، هو أن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أيدوا بيان وسطاء التهدئة، الداعى إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. ورحبوا بالعمل الدءوب الذى يبذله «الشركاء» فى مصر والولايات المتحدة وقطر، من أجل التوصل إلى اتفاق، وقالوا إنهم عملوا «مع جميع الأطراف» لمنع التصعيد، ولن يدخروا أى جهد للحد من التوترات. وبعد أن عبّروا عن شعورهم بـ«القلق العميق» إزاء التوترات المتزايدة فى المنطقة، أكدوا أنهم متحدون فى التزامهم بخفض التصعيد وتحقيق الاستقرار الإقليمى.

فى مبادرتهم، أو بيانهم المشترك، قال قادة مصر والولايات المتحدة وقطر إن الوقت قد حان «كى يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم»، وأكدوا أنهم، كوسطاء، مستعدون، إذا اقتضت الضرورة، لطرح مقترح نهائى، للتغلب على الثغرات، وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، على النحو الذى يلبى توقعات جميع الأطراف. كما أشاروا إلى أنهم سعوا جاهدين، مع فرقهم، على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة، لا ينقصه سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، يستند إلى المبادئ التى طرحها الرئيس بايدن فى ٣١ مايو الماضى، وتمت المصادقة عليها فى قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٥، مشددين على ضرورة عدم إضاعة مزيد من الوقت، وعلى ألا تكون هناك ذرائع من قبل أى طرف لتأجيل آخر.

.. وأخيرًا، قيل إن الضغوط الدولية، والمناقشات الداخلية قد تدفع إلى تأجيل أو كبح أو تقليل حدة الرد الإيرانى، غير أن موقع «أكسيوس» الأمريكى، نقل عن مصدرين مطلعين أن تقييمًا محدَّثًا لأجهزة المخابرات الإسرائيلية رجّح أن تقوم إيران، فى غضون أيام، بشن هجوم كبير، ومباشر، على إسرائيل. كما ذكرت جريدة «معاريف» أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وجّه وزراءه بعدم إجراء مقابلات صحفية بشأن قضايا سياسية وأمنية، وأبلغهم أن إسرائيل تمر بأيام صعبة ومصيرية.