رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل 15 أغسطس.. 3 أحداث عما يحيط بالمبادرة الثلاثية لمفاوضات غزة

بشكل واضح جدًا، الدول العربية والإسلامية (تحديدًا) وضعت مواقفها من خيارات مواجهة الآثار الإيجابية أو السلبية بعد بدء معركة "طوفان الأقصى"، أكتوبر الماضي. 


لم تكن المنطقة، دولها واتفاقياتها بمعزل عن فهم بوصلة المعركة التي قدر لها ثلاثة أيام وتخرج فلول حركة حماس من غزة، ثم توقع بأن تتجاوز الحرب الأسبوع إلي أن أنهت شهرها التاسع، باتت الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا الاستعمارية، تعيد نبش حالة الشرق العربي، تعيد رسم الخرائط والموارد، وتضغط على دولة لحسم مصيرها في أي مرحلة من الحرب. 


..كانت مجازر وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ورفح والشجاعة والنصيرات مقصودة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تريد أن يكون البوصلة الحرب اتجاه مشتت بين التدمير والتهجير والتوسع في اغتصاب مواقف أو حلول من دول المنطقة مع ضغوط خاصة مكلفة على الخليج العربي، ما كان أن حركات فصائل المقاومة الإسلامية في عدة دول نظرا لتسليحها الذاتي، الذي بات ممولا أيديولوجيا وأمنيا من مصادر- عادة من إيران وأفغانستان وروسيا وتركيا- وتطوراتها، المقاومة الإسلامية حددت أطرها بقيادة وتوجيه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، فكانت البوصلة تتمحور في اتجاهات نحو اليمن الحوثي، والعراق الحشد الشعبي الإسلامي (..) ما جعل الحدود المنطقية  للعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وبعض دول آسيا الوسطي، يدور حول الأطراف الفاعلة، الأكثر قربا من جيوسياسية المنطقة؛ بالتالي دعم استمرارية الحرب وكلها البشرية، إذ تقدر حالات الإبادة المتوقع الكشف عنها، ما يقارب 120 ألف إنسان من قطاع غزة، إبادة بفعل السلاح والضربات العسكرية المباشرة، إبادة من منع وصول المساعدات الأغذية والمياة النظيفة، وإبادة من غزو دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، بقيادة السفاح المعتوه سياسيا وأمنيا نتنياهو، عشرات المدارس والمستشفيات وتدمير البنية الصحية. 
هنا نتوقف، عند حجم المبادرة التي تصر على أن هناك فرصة المفاوضات، قد تكون عنيدة شاقة، منحرفة من الجانب الإسرائيلي، يرافقها موقف أمريكي داعم، يدلل الأبقار اليهودية المتطرفة، في حكومة حرب الكابنيت أكثر تطرفا، تمولها مستودعات من الصواريخ والطائرات الأمريكية العسكرية. 
أي موقف يمكن أن ينتج من الوسطاء الذين باتوا كتلة مؤثرة، مصر وقطر، إذا انتبه العالم بعد المبادرة الثلاثية من جمهورية مصر العربية، دولة قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، أن إصرار رؤساء الدول الثلاث، لم ينكسر، رغم مجازر وضعت ونفذت وأبادت الشعب الفلسطيني، لأن السفاح نتنياهو يريد من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أن تكون مع جنونه وتعنته وتطرفه، وأحيانا البكاء على الشعب اليهودي الصهيوني التوراتية المتطرف.. هناك من يغرد: هيا نبكي من أباد أهالي وسكان غزة ورفح والشجاعة والنصيرات!. 
*خطة أمريكية لترتيب المنطقة وتجنّب الحرب الإقليمية.. إسرائيل "تهدّد" المفاوضات وردّ "إيران- حزب الله" موضعيّ؟

مجزرة الفجر الدامي، أعادت انتباه المجتمع المدني إلي ضرورة أن لا يطيح العالم ذاكرة الحرب، كما أطيح ذاكرة الحرب الروسية الأوكرانية، أو الصراع السوداني- السوداني، أو بما آلت إليه حال سوريا وليبيا وغير دولة. 
.. دول الوساطة في حالة غزة، هدفها المنظور، وضع نهاية للحرب، وهنا يبرز دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات الدولية والإقليمية في العالم، تحديدا جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، واتحاد التعاون الخليجي، والاتحاد الإفريقي، وغيرها، التي بات عليها وزر نفض غبار مكاتبها الوردية وقيادة مبادرات سياسية وأمنية، فرعية تساند المبادرة الثلاثية:
* أولًا:
* من مكون الهدف الأساس، سياسيًا وأمنيًا، وهو إنهاء وتوقف الحرب في غزة ورفح، توقف نهائي بمعنى سحب قوى الأطراف المقاتلة. 

*ثانيًا:
* انسحاب الجيش الإسرائيلي النازي، وبدء عودة اللاجئين الفلسطينيين في غزة إلى مناطقهم دون قيود، بإشراف إغاثة دولية أممية. 

*ثالثًا:
المطلوب في هذا  الملف الصعب: حركة السجناء والرهائن الأسرى، إتمام اتفاق، قد يلزم الضغط من الوسطاء، بشتى الطرق على الإدارة الأمريكية، بتهديد الجانب الإسرائيلي، بضرورة التخفيف أو إلغاء مشاعرها الكاذبة، من نهاية دولتهم، وأن السجناء المحكوم عليهم بمئات السنوات، هم من سبب الانحدار الأخلاقي، من فلول اليهود صهاينة دولة الاحتلال، ما قد يترك الأثر ويوقف الحرب. 
*رابعًا:
أن المرحلة مع انعقاد الجولة الأولى من مفاوضات الهدنة وإيقاف الحرب، ما بعد الموعد المقرر بين القاهرة والدوحة، يوم 15أغسطس، تعيد رؤية أممية بالاحتكام إلي قرارات واتفاقياتها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لحسم سبل تفعيل ميثاق الأمم المتحدة، لاخراج دولة الاحتلال وجيشها من غزة، قد يبدو هذا الثمن صعبا على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لكنه يمنع استمرار العنف ويوقف تمويل ودعم الإرهاب وحروب الإبادة، التي قد تعيد صور مشبوهة للتطرف والإرهاب حول العالم.
*هل يمكن تفسير ذلك؟ 
المبادرة الثلاثية تحمل توقيع ثلاثة رؤساء دول تغطي آسيا وإفريقيا والخليج العربي وشمال أمريكا، وهي أي مصر وقطر والولايات المتحدة، باتت على معرفة بكل تفاصيل الملف الفلسطيني، وأوضاع الحرب، لهذا لن تكون هذه الجولة سهلة، قد تنجح، قد تفشلها الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية. 
*الجديد في الحراك السياسي المختلف في المسارات والتوجيهات: [أحداث فلسطينية- أمريكية- إسرائيليَّة].

..علينا التوقف مرحليًا أمام بعض ما في القراءات السياسية الراهنة فلسطينيًا وأمريكيًا، من أسرار، وربما أشياء أخرى تتكشف لاحقًا:
*الحدث الأول:
.. لنقرأ بهدوء بعيدًا عن عقلية ومنطق نظرية المؤامرة:
قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، الأحد، إن قائد حماس، يحيى السنوار يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار، موضحًا أن هذه هي الرسالة التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون إلى المسئولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، قبل اجتماع حاسم في وقت لاحق.
*الحدث الثاني:
.. وهو الجانب الآتي من دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية وإعلامها الموجهة:
والحدث: رسالة من ضباط لرئيس الأركان الإسرائيلي.

التفاصيل:
ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن ضباطًا من الاحتياط في الجيش الإسرائيلي قالوا في رسالة إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي إن النصر لا يزال بعيدًا جدًا في غزة.
وقال الضباط الذين خدموا في غزة في رسالتهم: "مندهشون إزاء تصريحات متكررة من رتب عسكرية رفيعة بالجيش بأن النصر قريب. نحن الذين أتينا من الميدان نعلم جيدا أن الوضع لا يزال بعيدا عن النصر".

وأضافوا في رسالتهم: "ليس هكذا يبدو الانتصار.. لا يزال لدى العدو قدرات عابرة للحدود ومسيرات متفجرة وبنية تحتية ضخمة للأنفاق ومدافع هاون، والعديد من الإرهابيين (حسب نص الرسالة) الأحياء، المستعدين لمواصلة القتال.

*الحدث الثالث:
بدأت الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية، تفعيل ما يمكن القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية، وقبيل الانتخابات الرئاسية، تعمل، مع جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن القادمة إلى المنطقة، للتأشير على خطة، هي ما يكشف عنه الحدث الثالث:


خطة أمريكية لترتيب المنطقة وتجنّب الحرب الإقليمية. الدبلوماسية وثنائي البنتاغون والمخابرات الأميركية، تعتمد خطة، مرنة في حال ان دولة الاحتلال الإسرائيلي "هدّدت مسار ومستقبل" المفاوضات، هذا من ناحية، يدعم دبلوماسية متحولة نجاة المنطقة والإقليم، رهانها قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتواصل مباشرة مع إيران دون وسطاء لإنهاء الملف المتعلق بما في ردّ "إيران- حزب الله" الذي يطبخ، وفق سيناريو الحرب المقبلة وهنا، تتوجه الإدارة الأمريكية إلى كبح مدارات الحرب الشاملة بالنظر إلى خطة لحلول واقع الشرق الأوسط، بوجود دول مؤثرة، قد يكون لها دورها في الأيام المقبلة. 
*جيل المقاومة أم جيل الحرب؟ 
ما نريد جيلا بعيدا عن الخراب الفكري السلفي، بعيدا عن لغة الحرب التطرف، بدلالة أن عالم اليوم، يرى إن لكل حراك عسكري أو أمني أو سياسي، كلفته السياسية عدا عن الاقتصادية والاجتماعية، لهذا إن مطلب إيقاف الحرب على غزة ورفح، يعني إيقاف التصعيد الإقليمي، وبالتالي وضع فسحة أمل أمام المبادرة الثلاثية، قريبا أو بعيدا عن الأحداث، إلا أنها مبادرة على الإدارة الأمريكية، تخليها من تعنت وطرق السفاح نتنياهو لأن الطريق إلى الدوحة والقاهرة طريق إنساني جوهري أخذنا إلي بعض التفاؤل من حركة المفاوضات القادمة. 
الخامس عشر من أغسطس ليس بعيدا، وليس قريبا فقد بدأت مجازر نتنياهو السفاح، ولا أفق قريب بردعه من داعميه بالمال والسلاح والمواقف، وهم الأصدقاء الأمريكان؛ فهل يريد  السفاح نتنياهو بالفعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أم يرد الرقص مع الذئاب؟ 
.. للتاريخ: دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية إلي زوال.. قد تتخلص من السفاح لكنها لن تتخلص من التطرف التوراتية النازي.