رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبادرة وسطاء التهدئة

بدعوة حركة «حماس» والحكومة الإسرائيلية إلى استئناف المفاوضات، الأربعاء أو الخميس المقبلين، فى القاهرة أو الدوحة، انتهى بيان مشترك، أصدره قادة مصر والولايات المتحدة وقطر، أمس الأول الخميس، أكدوا فيه أنهم، كوسطاء، مستعدون، إذا اقتضت الضرورة، لطرح مقترح نهائى، للتغلب على الثغرات، وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، على النحو الذى يلبى توقعات جميع الأطراف.

بعد ساعات قليلة من صدور البيان، أو مبادرة وسطاء التهدئة، أعلن مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، عن اعتزامه إرسال وفد للمشاركة فى المفاوضات، يوم الخميس المقبل، وجاء فى البيان، الصادر صباح أمس الجمعة، إن «الوفد سيذهب إلى أى مكان يتم تحديده لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطارى». وغالبًا، سيتكرر المعنى نفسه فى بيان «حماس»، الذى لم يصدر حتى كتابة هذه السطور. وكنا قد أشرنا، أمس، إلى أن وكالة «رويترز» نقلت عن ثلاثة مصادر فلسطينية، من بينها مسئول فى «حماس»، أن القيادى فى الحركة، خليل الحية، سيواصل قيادة المفاوضات.

بالتزامن، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، صباح الجمعة، عن وصول مقاتلات «إف- ٢٢ رابتور» إلى منطقة الشرق الأوسط، «للتعامل مع التهديدات التى تشكلها إيران والجماعات التى تدعمها»، كما أكد أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، أن بلاده وحلفاءها تواصلوا مباشرة مع إسرائيل وإيران، لتجنب أى تصعيد، قد يؤدى إلى إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار، التى دخلت مرحلة نهائية.

فى مبادرتهم، أو بيانهم المشترك، قال القادة الثلاثة إن الوقت قد حان «كى يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم»، وأكدوا أنهم سعوا جاهدين، مع فرقهم، على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة، لا ينقصه سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، يستند إلى المبادئ التى طرحها الرئيس بايدن فى ٣١ مايو الماضى، وتمت المصادقة عليها فى قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٥، مشدّدين على ضرورة «عدم إضاعة مزيد من الوقت» وعلى «ألا تكون هناك ذرائع من قِبل أى طرف لتأجيل آخر». 

أهمية تضافر الجهود الدولية للدفع قدمًا باتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، شدّد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتصال تليفونى، تلقاه مساء الخميس، من نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى ثمَّن الجهود الدءوبة والمخلصة التى تبذلها مصر منذ اندلاع الأزمة. وخلال الاتصال، اتفق الرئيسان على تكثيف الجهود والتنسيق خلال الفترة المقبلة من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة، ومنع توسع الصراع الذى يهدد مقدرات شعوب الإقليم، إضافة إلى تأكيد أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لجميع مناطق قطاع غزة، وضمان عدم تأثر إنفاذ المساعدات بالتطورات التى تشهدها المنطقة.

رؤية مصر لكيفية استعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، الذى يمر بمرحلة خطيرة من التصعيد المستمر، طرحها الرئيس السيسى أيضًا، على كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطانى، فى اتصال تليفونى آخر، استعرض خلاله، كما استعرض مع نظيره الفرنسى، الاتصالات المصرية المكثفة مع جميع الأطراف، لوقف التصعيد الجارى، وتجنب الانزلاق لدائرة جديدة من الصراع، الذى يهدد باندلاع مواجهة إقليمية شاملة، على نحو ما حذرت منه مصر طوال الأشهر الماضية. ومجددًا، أوضح الرئيس أن استمرار الحرب فى القطاع هو أساس التصعيد الحالى، مؤكدًا المسئولية التى تقع على عاتق المجتمع الدولى لخفض التصعيد، ومعالجة جذور الأزمة بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وتنفيذ حل الدولتين.

.. وتبقى الإشارة إلى أن تحليلًا نشرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية، قال إن إيران قد تحتاج إلى «غطاء دبلوماسى» للتراجع عن «تهديداتها المتسرعة» ضد إسرائيل فى أعقاب مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، فى طهران، موضحًا أن «وقف إطلاق النار فى قطاع غزة من شأنه أن يسمح لطهران بالادعاء بأنها تهتم بحياة الفلسطينيين أكثر من اهتمامها بالانتقام».