"وجيعة لبنان".. بيروت تبكى ذكرى مرفأها للعام الرابع
تحل اليوم الذكرى الرابعة لحادث الانفجار الأضخم في تاريخ لبنان "انفجار مرفأ بيروت" الذي وقع في الرابع من أغسطس عام 2020، وسط توقعات بانطلاق مسيرات لأهالي الضحايا في شوارع لبنان اليوم؛ للمطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المسئولين عن الحادث الذي ما زال قيد التحقيق حتى الآن.
وقالت السلطات اللبنانية آنذاك، إن انفجار مرفأ بيروت وقع نتيجة تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ دون إجراءات وقاية، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة في منشآت المرفأ الذي يُعَّد شريانًا رئيسيًا لاستيراد البضائع والمواد الأساسية في لبنان.
ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفر الحادث عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 7000 آخرين، فضلًا عن الخسائر المادية التي تكبدها لبنان إثر الانفجار وتراوحت ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أمريكي.
وإثر الانفجار، عيّنت السلطات اللبنانية القاضي فادي صوان محققًا عدليًا للتحقيق في الحادث، ولكن تمت تنحيته في فبراير 2021 إثر اتهامه لرئيس الحكومة حينها حسان دياب، و3 وزراء سابقين بتهمة الإهمال والتقصير.
خسائر اقتصادية فادحة بسبب انفجار مرفأ بيروت
وفي 31 أغسطس 2020، نشر البنك الدولي، تقريرًا لتقدير الخسائر الاقتصادية التي سببها انفجار مرفأ بيروت، وأحصى البنك أضرارًا وخسائر اقتصادية تراوحت ما بين 6 إلى 8 مليارات دولار، فيما قال الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون، إن الخسائر الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت تفوق 15 مليار دولار.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي، تسبب الانفجار الذي دمَّر جزءًا كبيرًا من مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة به بأضرار في الممتلكات تراوحت بين 3.8 و4.6 مليار دولار، فيما أدى إلى خسائر اقتصادية ناجمة عن تراجع إنتاج مختلف قطاعات الاقتصاد.
وكانت القطاعات الأكثر تضررًا هى الإسكان والنقل والتراث الثقافي بما في ذلك المواقع الدينية والأثرية والمعالم الوطنية والمسارح ودور المحفوظات والمكتبات.
ومنذ اليوم الأول من الحادث، أرسلت العديد من دول العالم مساعدات طبية وغذائية إلى لبنان، فيما أعلنت مصر حينها عن إطلاق جسر جوي لمساعدة لبنان يتضمن 4 مراحل؛ الأولى عبارة عن المساعدات الطبية، أما المرحلة الثانية فهي مساعدات طبية وغذائية، أهم ما فيها الدقيق. وتتضمن المرحلة الثالثة الطواقم الطبية، والمرحلة الرابعة مواد إعادة الإعمار.
وبعد مرور 4 سنوات من الحادث، ما زالت التحقيقات تجري للكشف عن المتورطين الحقيقين وراء الانفجار، فيما تأتي ذكرى الحادث في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط ومخاوف من اندلاع حربٍ ضارية بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكر.