مشاهد عادية جدًا!
مشاهد غير عادية وتطورات مذهلة، قالت وسائل إعلام إيرانية، مساء أمس الأول، الجمعة، إن العالم سيشهدها «خلال الساعات القليلة المقبلة». وحذّرت تقارير أمريكية من حرب إقليمية موسَّعة، ستؤدى إلى نتائج كارثية، لافتة إلى أن إيران تعتزم شن هجوم منسق على حيفا وتل أبيب، بمشاركة «حزب الله» اللبنانى وفصائل سورية وعراقية ويمنية. وفى المقابل، أكدت إسرائيل أنها اتخذت إجراءات استثنائية، بمساعدة الحلفاء والشركاء، ورفعت حالة التأهب، تحسبًا لأى هجوم محتمل.
مرّت ساعات كثيرة، نسبيًا، ولم نجد غير مشاهد عادية جدًا، أبرزها ما نشرته جريدة «نيويورك تايمز» عن قيام السلطات الإيرانية باعتقال ضباط مخابرات كبار ومسئولين عسكريين وموظفين فى دار ضيافة يديرها الجيش فى العاصمة طهران، ردًا على الاختراق الأمنى الضخم والمهين، الذى أدى إلى اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس». وما قد يجعل هذا المشهد، الذى نقلته الجريدة الأمريكية عن «إيرانيين مطلعين على التحقيق»، عاديًا وطبيعيًا، هو أن سيد إسماعيل الخطيب، وزير المخابرات الإيرانى، سبق أن أكد لوسائل إعلام محلية، قبل أربعة أيام فقط من اغتيال هنية، أن إيران «فككت شبكة من المتسللين التابعين للموساد» كانت تغتال علماءها وتقوم بتخريب منشآتها الرئيسية!
كان عاديًا ومنطقيًا، أيضًا، أن تتأهب إسرائيل والولايات المتحدة لأى رد إيرانى محتمل، على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، فى قلب طهران، وتصفية فؤاد شكر، أكبر قادة «حزب الله» العسكريين، فى بيروت. ولعلك تعرف أن الجماعات المدعومة من إيران، والموالية لها، تضم «حزب الله» فى لبنان، والحوثيين فى اليمن، وجماعات مسلحة عديدة فى العراق وسوريا.
فى هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة عن اعتزامها إرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية وسرب مقاتلات وسفن حربية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط. وذكر بيان أصدرته سابرينا سينج، نائبة السكرتير الصحفى للبنتاجون، أن لويد أوستن، وزير الدفاع أمر بإدخال تعديلات على الموقف العسكرى الأمريكى بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، ورفع درجة الاستعداد للرد على شتى الحالات الطارئة، موضحة أن تلك التعديلات تضمنت إرسال حاملة الطائرات «لينكولن» ومجموعتها البحرية الضاربة لتحل محل الحاملة «روزفلت»، التى تعمل حاليًا فى خليج عمان.
تقارير إعلامية إسرائيلية، قالت إن إسرائيل قد تواجه حربًا متعددة الجبهات و«يتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن، بل حتى من إيران التى ستحاول تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله». وذكرت جريدة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن السلطات الإسرائيلية وزَّعت تليفونات تعمل عبر الأقمار الاصطناعية على وزراء الحكومة؛ بسبب مخاوف من تدمير شبكات الاتصالات. وأكد دانيال هجارى، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، فى بيان، إن لديهم «شبكة دفاع قوية جدًا مع الحلفاء والشركاء الدوليين الذين قاموا باستعدادات خاصة بهم لمساعدة إسرائيل فى مواجهة التحديات والتهديدات».
الاستعدادات الخاصة، طبقًا لبيان المتحدث باسم جيش الاحتلال، تضمنت نشر بطاريات القبة الحديدية وغيرها من بطاريات الدفاع الجوى، لمواجهة أى هجوم بالصواريخ والطائرات المُسيَّرة فى جميع أنحاء البلاد، وألغت الإجازات فى الجيش والأجهزة الأمنية، وقلصت حركة الطيران المدنى، وأصدرت أوامر بإغلاق المصانع التى تبعد عن الحدود اللبنانية مسافة تصل إلى ٤٠ كيلومترًا، وقررت تكثيف الدوريات الحدودية مع الضفة الغربية وقطاع غزة، واتخذت إجراءات غير معلنة فى الجبهة الداخلية.
.. وأخيرًا، قد يكون المشهد الاستثنائى الوحيد، غير العادى وغير المنطقى أيضًا، هو ذلك الذى نقله موقع «أكسيوس» عن «مسئول إسرائيلى كبير» زعم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن «احتد صوته»، خلال مكالمة تليفونية أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، طالبه فيها بوقف التصعيد، وشدّد على أنه يريد التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر!