رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرة واحدة خطأ.. اثنتان توجد مشكلة

خلال الأسبوع الأخير، كان الحديث المُكثف عن عمليات الاغتيال لإسماعيل هنية وفؤاد شكر، ووسط الزحام تلاشت أحداث فى إسرائيل تستوجب الفحص، وهى تتعلق بتكرار حادثة عدم اعتراض هجومين فى حوالى أسبوع، إذن هناك مشكلة، ودعونا نتفق على أنه لا توجد نسبة اعتراض صواريخ ومُسيّرات ١٠٠٪. 

فى أسبوع واحد، تقريبًا، فشلت القوات الجوية الإسرائيلية فى اعتراض هجومين، الأول من الحوثيين والثانى من حزب الله.. الأول اعتبروه خطأ بشريًا بأن المنظومة لم تتعرف عليه كتهديد، والثانى قالوا إن الطبيعة الجغرافية هى السبب. التفاصيل أكثر إثارة من هذا.

منذ بدء الحرب فى غزة، اعترضت القوات الإسرائيلية قرابة ٢٠٠ قذيفة من اليمن، إلا أن القوات الجوية الإسرائيلية فشلت فى اعتراض المُسيّرة التى أطلقتها جماعة الحوثيين على تل أبيب وأسفرت عن مقتل إسرائيلى واحد وإصابة ١٠ آخرين، وفقًا للتحقيقات، فإنه على الرغم من اكتشاف الطائرة دون طيار «قبل ٧ دقائق من وصولها إلى الهدف»، فإنها لم تُصنف على أنها تهديد، ولم يتم إطلاق أى إنذار، ولم يتم إجراء أى محاولة لاعتراضها، وهو ما فتح بابًا لتساؤلات عدة حول أسباب عدم اعتراض المُسيّرة التى انطلقت من اليمن إلى الأراضى الإسرائيلية وتحطمت فى تل أبيب وتسببت فى مقتل إسرائيلى كان نائمًا فى منزله.

لا تزال التحقيقات جارية حول عدم تحديدها كهدف معادٍ، وبالتالى عدم اعتراضها من قِبل سلاح الجو، وحتى الآن تم اعتبار الأمر «خطأ بشريًا»، ولا تزال القوات الجوية الإسرائيلية تحاول معرفة المسار المفترض للطائرة دون طيار. وحسب التحقيقات الأولية، فإنها انطلقت من اليمن وحلّقت لمسافة ألفى كيلومتر عبر مصر حتى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى الأرجح فى منطقة العريش، ومن هناك واصلت الطائرة دون طيار رحلتها شمالًا حتى تحطمت فى منطقة سكنية فى شارع بن يهودا فى تل أبيب.

الهجوم الثانى، كان على قرية مجدل شمس الدرزية، حيث قُتل ١٢ طفلًا ومراهقًا وأصيب العشرات فى ملعب كرة قدم، بعد إطلاق صاروخ من جنوب لبنان من نوع «فلق ١» الإيرانى، الذى أيضًا أثار تساؤلات حول سبب عدم إصدار استخبارات القيادة الشمالية إنذارًا مبكرًا لسكان الشمال باللجوء إلى الملاجئ، بينما يقع الملجأ بالقرب من الملعب، فيما وقعت معظم الإصابات عندما ركض الناس إلى الملجأ، لكن وقت التحذير كان قصيرًا جدًا، بحيث لم يتمكنوا من الوصول إلى الملاجئ.

قدم الجيش الإسرائيلى معلومات استخباراتية تحدد هوية «على محمد يحيى»، أحد قادة حزب الله الذى أمر بالهجوم، وهو أيضًا ما يطرح سؤالًا حول سبب عدم إصدار استخبارات القيادة الشمالية تحذيرًا مبكرًا لسكان شمال الجولان للاحتماء قبل الهجوم؟ وإذا كانت المعلومات الاستخباراتية موجودة، فلماذا لم تترجم إلى إجراءات دفاعية؟. لم يجيبوا بعد عن هذا السؤال فى إسرائيل.

هذا ينقلنا إلى الجزء الثانى، وهو لماذا لم تعترض القوات الدفاعية الصاروخ؟ وهنا الإجابة واضحة، أن المسافة القصيرة من قرية شبعا «التى انطلق منها الصاروخ» على سفوح جبل دوف إلى مجدل شمس، التى تقع على سفوح جبل الشيخ، حيث يصعب اكتشاف واعتراض الصواريخ التى تطلق من لبنان بسبب الزوايا الجبلية والتضاريس، ما يجعل اعتراض الصاروخ واستهدافه من قبل القبة الحديدية أمرًا صعبًا، وقالت القوات الجوية الإسرائيلية: «الاعتراض معقد بسبب مسار الصاروخ والتضاريس».

كما يبدو أن النهج المتبع من قبل الحوثيين وحزب الله واحد، فهما يحاولان باستمرار دراسة وتحدى نظام الدفاع الجوى الإسرائيلى، عبر إغراق إسرائيل بمئات الطائرات دون طيار وإطلاق النار على شمال الجولان مع استغلال تضاريس جبل الشيخ، ومع هذا العدد الكبير من القذائف فمن المتوقع أيضًا أن الدفاعات الجوية لا تكون فعالة بنسبة مائة بالمائة.