رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتصار الحق


بعد عودتى من دولة الإمارات العربية الشقيقة بعد رحلة عمل طويلة وشاقة واستقرارى فى بلدى الجميلة مصر.. اكتشفت أن والدى، رحمه الله «المصاب بألزهايمر وقتها» لا يتقاضى معاشه الشهرى من نقابة المهندسين، لأنه لم يُحدّث بياناته منذ ستة أعوام، فاعتبرته النقابة متوفى، وأوقفت إرسال المعاش للبنك، وأغلقت الملف الخاص به.
تقدمت بشكوى للنقابة قوبلت بالرفض من صغار الموظفين البيروقراطيين الذين أخبرونى أن ميزانيات السنوات الست تم إغلاقها، ولا يمكن بأى حال الصرف لوالدى بأثر رجعى.
نصحنى الصديق الفاضل المرحوم المهندس محمود السرنجاوى بالذهاب لمقابلة النقيب طارق النبراوى شخصيًا، وعرض شكواى عليه، وأخبرنى بأن مكتبه دائمًا مفتوح للسادة المهندسين وبالفعل ذهبت لمقابلته، وسرتنى للغاية بشاشته وحسن استقباله وتفهمه للموضوع.. وبمجرد اطلاعه على كافة الأوراق وكشف حساب البنك وتأكده من عدم الصرف.. أمر بصرف المبلغ لوالدى فورًا.
أبهرتنى شجاعته وقوه شخصيته على مرءوسيه، وكان معظمهم «لوبى إخوانى» عنيفًا فى ذلك الوقت وشكرته وانصرفت، وقد تكونت بيننا صداقه أعتز بها حتى الآن.
تذكرت تلك القصة بعد الأحداث المسيئة للسمعة التى حدثت منذ أيام فى اجتماع الجمعية العمومية لنقابة المهندسين لسحب الثقة من المهندس النقيب طارق النبراوى.. كنت واثقًا من أنه سينتصر بشجاعته وبحب المهندسين له.. وهو ما تم بالفعل وفاز باكتساح يفوق نسبة الـ٩٠٪، واضطر المجلس الأعلى للنقابة حفظًا لماء الوجه للاستقالة، وربما تمت الإقالة بتعليمات عليا لينتصر السيد النقيب وينتصر الحق على الفساد.
شكرًا لدولتنا العميقة الواعية لتدخلها فى الوقت المناسب ورفضها للبلطجة ووقفها للمهزلة وشكرًا لمهندسى مصر وإخلاصهم لنقابتهم ووطنهم.. ولا يصح إلا الصحيح.