الفهم السريع والفهم الإبداعى

تعلم الفهم السريع من الأمور الهامة التي يجب على كل إنسان تعلمها لتفيده في العمل والدراسة، وتساعده على التركيز، والفهم والاستيعاب أو الفهم السريع يساعد الإنسان في جميع أمور حياته وليس فقط في مجال الدراسة، ويواجه العديد من الأشخاص مشاكل كثيرة، ولذلك يجب تعلم الفهم السريع.
ويمكن القول بأن الفهم والاستيعاب هو التصور الإجمالي والتفصيلي لواقع ما من حيث عوامل تكوينه وآفاته وتطوير أدواته وابتكار طرق وإضافات وتنوع، وتتضمن عملية الفهم السريع التعامل مع المعلومات، كما في حالة صياغتنا المصطلحات، والإسهام في عملية حل المشكلات، والاستنتاج واتخاذ القرارات، ويعتبر التفكير أعلى الوظائف الإدراكية ضمن إطار علم النفس الإدراكي، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه. 
لكن هناك إلى جانب هذا دعامة قوية ومنهجا فكريا هاما، وهو لا غني عنه أبدا إن أردنا فهما أفضل وأعمق وأجمل، وهذا الفهم إنما يقوم على الفهم الإبداعي "الفهم خارج الصندوق"، لذا في هذا المقال سأناقش وأصحب حضراتكم في رحلة الفهم هذه، وسأتناول هذا الموضوع الهام من خلال النقاط التالية:
أولًا: بين كيفية تعلم الفهم السريع وعدم تعلمه.
ثانيًا: أنواع الفهم.
ثالثًا: نظرة للفهم الإبداعي.

أولًا- بين كيفية تعلم الفهم السريع وعدم تعلمه:
1- كيفية تعلم الفهم السريع
هو عملية عقلية بشرية تنحو لإيجاد أفكار أو أسلوب جديد، قد يكون عن حالة ثقافية أو اجتماعية أو أدبية.
وهو أعلى درجات التفكير وأعظمها، فهو الفكر الأرقى، وهو الفكر المؤدي إلى النهضة الحقيقية، وهو الفكر الذي يجلي غوامض الأمور، ولم يكتف بمعرفة الوقائع ومسبباتها.
فهو حين يبحث في الشيء فإنه لا يكتفي بالوصول به إلى معرفة عامة بل تفصيلية واسترشادية.
إذن هو شخص يتوق لمعرفة بواطن الأمور، ففهمه عميق.
قراءة الكتب العلمية والتاريخية وسِير العظماء التي تحتاج إلى تركيز وفهم والبحث عن كيفية تعلم الفهم السريع والتركيز وعدم التشتت.
البحث عن السبب الحقيقي وراء مشكلة عدم الفهم السريع، فهناك أسباب كثيرة قد تكون صحية أو نفسية أو اجتماعية أو عاطفية أو مادية، ويعالجه بالطريقة المناسبة .

2- مشكلة عدم تعلم الفهم السريع
تنتج مشكلة عدم الفهم السريع من المخ، فهو العضو المسئول في جسم الإنسان عن الفهم والتفكير، والمخ هو عضو شديد الحساسية لصحة الجسم، فإذا كانت هناك مشكلة صحية في جسم الإنسان فيتأثر منها المخ، وبالتالي يؤثر ذلك على قدراته العقلية، ولذلك يجب علاج المشكلة الصحية أولًا، وهناك بالفعل العديد من الأسباب كما يلي:

1- قد يأتي عدم الفهم والتركيز من الضوضاء والأصوات المزعجة بالجوار.
2- النوم غير الكافي ونقص ساعات النوم.  
3- المكان الذي يجلس فيه، سواء كان مرتفع أو منخفض الحرارة، أو سوء الإضاءة في المكان، من شأنه أن يؤثر على الفهم.
4- إصابة الشخص بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والوسواس القهري.
5- الإرهاق الشديد والتفكير بشكل مستمر، وأحلام اليقظة، من شأنها أن تعيق تعلم الفهم السريع.
6- وجود مشاكل اجتماعية أو مشاكل مادية مثل المنازعات في البيت أو العمل والمشاحنات المستمرة، أو مشاكل عاطفية مثل الحب.

ثانيًا- أنواع الفهم:
للفهم أنواع متعددة تبعا لارتباط الفهم بنواح عدة، فمن حيث السطحية أو العمق يختلف الفهم، وكذا من حيث الارتباط بالفكر وأسلوبه، ومن ناحية أخرى بالعاطفة والمشاعر قد يختلف الفهم أيضا.. فيما يلي نظرة سريعة لهذا التنوع في الفهم:
1- الفهم العميق، وهو ضد التفكير السطحي، ويعني الإحاطة بالواقع من جميع أركان عملية التفكير، فتجده ينظر إلى الواقع مرات ومرات ويستحضر المعلومات السابقة المتعلقة بالواقع المراد التفكير فيه، وكل هذا يتم بتكرار مع التركيز.
2- الفهم العاطفي، ويمكن اعتباره أنه لا يعد فهما على الإطلاق بسبب استبعاد المنطق والبعد عن الحقيقة فيه، وهو أدنى درجات الفهم إن لم يكن أول درجات الانزلاق من التفكير إلى التهور، وببساطة شديدة هو يعد أهم ركائز شبكات التواصل الاحتماعي الآن حيث المغالطات واستنباط نتائج غير صحيحة لأي خبر أيا كان.
وأحيانا يطلق عليه الفهم الوجداني أو الهوائي، ويقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه.
3- الفهم المنطقي، ويمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي، والصفة الأساسية للفهم المنطقي أنه يعتمد على التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. والتعليل يعد خطوة على طريق "القياس".
4- الفهم الحسابي، ويشمل استخدام المعادلات السابقة الإعداد، والاعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء.
وعلى العكس من طريق الفهم الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات.
5- الفهم الناقد، وهو قدرة الإنسان على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض.
ويكفي هنا أن يكون الفرد صاحب رأي في القضايا المطروحة، وإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن.
 

ثالثًا- نظرة للفهم الإبداعي 
هو تفكير المرء بطريقة مختلفة عن الطريقة العامة السائدة في محيطه أو مجتمعة، بحيث تكون نافعة للمجتمع وبنائه. وهو عمل إنتاجي جديد ومفيد وأصيل ومقبول اجتماعياً، ولهذا المحور تفاصيل كثيرة سنتناولها فيما بعد.

أخيرًا.. لا بد أن نعلم أنه بين الفهم السريع والتوغل في الفهم وتعميقه والسير نحو الفهم الإبداعي هناك رحلة ممتعة غير تقليدية.. إننا في عالم يميل إلى السطحية الآن وعدم العمق في أي تحليل أو فهم، وذلك لأن السوشيال ميديا صارت أسلوبا للمعالجة السيئة لكل فكر أو قضية، فتم خلط الحابل بالنابل دون تمييز، لذا من المهم بذل الجهد للخروح من هذا الفكر السطحي والمترهل إلى فكر يبني ويدعم الشعوب والأمم.. والله الموفق والمستعان، ودمتم بخير على الدوام.